خواطر عالماشي : ثمن الشهرة

الله الله...
ما أحلى الشهرة
وما ألذها وما أروعها
أريد أن أصبح مشهورا
أشهر مما كنت أظن أو أتوقع
وأشهر مما يمكن لي أو لأي أحد أن يتصور
علما من أعلام العصر يذكرني القاصي والداني
وأن أصبح معروفا عند الكبير والصغير والعالم والجاهل
وعند كل من عرفني ومن لم يعرفني
وأن يضطر إلى سماع اسمي وقصة شهرتي القريب والبعيد
وأن يكون ذلك بسرعة عجيبة تفوق كل المقاييس
وأن يأتي الكل على سيرتي والتحدث بحديثي
فكل ما أريده أن أصبح مشهورا ليس إلا
فكرت بالأمر مطولا باحثا عن السبيل الأمثل لذلك
ثم وصلت إلى طريقين رئيسين اثنين لذلك :
أولهما طويل صعب وعر جدا يتطلب مني العمل والجد والاجتهاد
ويتطلب مني الكد نهارا والسهر ليلا
فأتعلم وأزيد في التحصيل وطلبه
ثم أنتهي بعمل بحث مهم يطير في الآفاق
أو أن اخترع اختراعا يفيد منه الناس
أو أن أضع أساسا لنظرية في علم من العلوم
أو أن أكتب عملا أدبيا من قصة أو مسرحية
أو أن أنظم قصيدة شعرية عصماء ترددها الألسن وتتلى في نوادي الناس
كل ذلك يحتاج مني السنين والجهد الكبير
وأما الطريق الثاني فهو أسهل وأيسر وسريع النتائج
وهو أن أرى ماالذي يستهوي الناس أكثر من سواه
أو ما الذي يعتقدونه أو يؤمنون به
أو أية من الشخصيات في دينهم أو حضارتهم يجلونها ويعظمونها
ثم آتي فأحاول أن أنكث عليهم معتقدهم
أو أسفه أحلامهم في اعتقادهم
أو أنال من أنبيائهم وكبار رجالاتهم وشخصياتهم
الدرب الأول صعب قاس ولكنه درب الشرفاء الذين هم أهل للشهرة بحق
والدرب الثاني سهل بسيط ولكنه درب أهل الخبث والسفاهة
فانظر إذا أحببت أن تكون من أهل الشهرة
فاختر درب أهل الكرم والشرف مباشرة ومن غير مواربة
فإنه هو الدرب الموصل لا إلى الشهرة بذاتها
بل إلى الشرف الذي يوصل إلى الشهرة
وإن لم تكن الشهرة أصلا مبتغى أهل الكرم والشرف
وحاذر الدروب فيما بين الدربين
فإنها مسالك لا تدري إلى أين تأخذ بك