خواطر عالماشي : حالة ربيعية
صفحة 1 من اصل 1
خواطر عالماشي : حالة ربيعية
خواطر ... [size=25]عالماشي [/size]
حالة ربيعية
لا يخفى على متابع كم كان هذا الشتاء حافلا بالبرد والصقيع في أنحاء كثيرة من دول أوربا، حتى إن درجات حرارة قياسية في البرودة قيست في أكثر من بلد أوربي
وقد تعاورت هذا الشتاء العديد من الأنواء والأحوال ، من المطر إلى الثلج إلى البرَد إلى الصقيع إلى تجمد البحيرات وبعض الأنهار والممرات المائية إلى انحباس الناس على بعض الجزر بسبب تجمد المعابر إلى اليابسة . كل ذلك بدأ ينقشع تدريجا ويتغير مع أول موجة ربيعية تصل جنوب القارة وأواسطها حيث نحن، ففي حين كان الثلج منذ أقل من اثنتين وسبعين ساعة على الأرصفة والدروب ويلون الجبال والديان، وفي حين كانت سطوح البحيرات مثل سطح زجاجي وقد جعل منها الصقيه قطعة واحدة كبيرة، كل ذلك تحول بوقت قياسي إلى غير ذلك ، فبدأت العصافير تزقزق على الأغصان، وانشقت الأرض عن أوائل النباتات الزنبقية التي يستهل بها الربيع عندنا، وراحت أنسام الربيع العليلة المنعشة تهب على النواحي والأرجاء تبعث الحياة من جديد في كل شيء، بعد أن كانت الهبات الصقيعية تلفح الوجوه محمولة من السطوح والجهات الصقيعية .
كل ذلك انقلب في ساعات قليلة وراح الربيع ينادي في الأرجاء : لقد عدت حاملا معي الحياة من جديد بأحلى وأزهى حللها، حاملا معي أنسام العشاق وزقزقات العصافير وخرير المياه المتدفقة في الجداول والأنهار.
ساعات قليلة كانت كفيلة بإذابة الثلوج وإزاحة الصقيع عن كل ما كان يغطي فيحجب عنه الحياة والحركة ، كانت كفيلة بأن تنقلب الحياة رأسا على عقب، فترى الناس في الدروب والطرقات بعد أن كانوا يلازمون البيوت والنوادي المغلقة المدفأة .
خطر على بالي سؤال عجيب وأنا أتابع هذا التقلب السريع البديع ، من حال إلى حال :
السؤال يقول : عاشت بلداننا العربية شتاء قاسيا وبردا وصقيعا ورياحا وعواصف سنوات وعقود طويلة، وحتى الآن لا زالت تعاني هذه الموجات القاسية تتوالى وتتواتر عليها ولا بوادر أو تباشير لربيع قادم يطل من بعيد ، فهل من الممكن أن ينطبق هذا الذي شهدته بأم عيني يحدث خلال أيام قليلة في الطبيعة على بلداننا التي هي كذلك جزء من الطبيعة ومن البشرية ذاتها ، والتي يفترض أن تنطبق عليها القواعد والقوانين ذاتها .
متى ستتمكن بلادنا من أن تنعم قليلا بدفء الربيع وزقزقة العصافير وخرير مياه الجداول .. بكل بساطة هل من الممكن أن تهب على بلداننا العربية أنسام الحياة فتعيدها إليها بعد أن كاد الشتاء فيها يطول ويطول حتى إذا اطلع عليها أحد ولى منها فرارا وملئ منها رعبا ؟؟
حالة ربيعية
لا يخفى على متابع كم كان هذا الشتاء حافلا بالبرد والصقيع في أنحاء كثيرة من دول أوربا، حتى إن درجات حرارة قياسية في البرودة قيست في أكثر من بلد أوربي
وقد تعاورت هذا الشتاء العديد من الأنواء والأحوال ، من المطر إلى الثلج إلى البرَد إلى الصقيع إلى تجمد البحيرات وبعض الأنهار والممرات المائية إلى انحباس الناس على بعض الجزر بسبب تجمد المعابر إلى اليابسة . كل ذلك بدأ ينقشع تدريجا ويتغير مع أول موجة ربيعية تصل جنوب القارة وأواسطها حيث نحن، ففي حين كان الثلج منذ أقل من اثنتين وسبعين ساعة على الأرصفة والدروب ويلون الجبال والديان، وفي حين كانت سطوح البحيرات مثل سطح زجاجي وقد جعل منها الصقيه قطعة واحدة كبيرة، كل ذلك تحول بوقت قياسي إلى غير ذلك ، فبدأت العصافير تزقزق على الأغصان، وانشقت الأرض عن أوائل النباتات الزنبقية التي يستهل بها الربيع عندنا، وراحت أنسام الربيع العليلة المنعشة تهب على النواحي والأرجاء تبعث الحياة من جديد في كل شيء، بعد أن كانت الهبات الصقيعية تلفح الوجوه محمولة من السطوح والجهات الصقيعية .
كل ذلك انقلب في ساعات قليلة وراح الربيع ينادي في الأرجاء : لقد عدت حاملا معي الحياة من جديد بأحلى وأزهى حللها، حاملا معي أنسام العشاق وزقزقات العصافير وخرير المياه المتدفقة في الجداول والأنهار.
ساعات قليلة كانت كفيلة بإذابة الثلوج وإزاحة الصقيع عن كل ما كان يغطي فيحجب عنه الحياة والحركة ، كانت كفيلة بأن تنقلب الحياة رأسا على عقب، فترى الناس في الدروب والطرقات بعد أن كانوا يلازمون البيوت والنوادي المغلقة المدفأة .
خطر على بالي سؤال عجيب وأنا أتابع هذا التقلب السريع البديع ، من حال إلى حال :
السؤال يقول : عاشت بلداننا العربية شتاء قاسيا وبردا وصقيعا ورياحا وعواصف سنوات وعقود طويلة، وحتى الآن لا زالت تعاني هذه الموجات القاسية تتوالى وتتواتر عليها ولا بوادر أو تباشير لربيع قادم يطل من بعيد ، فهل من الممكن أن ينطبق هذا الذي شهدته بأم عيني يحدث خلال أيام قليلة في الطبيعة على بلداننا التي هي كذلك جزء من الطبيعة ومن البشرية ذاتها ، والتي يفترض أن تنطبق عليها القواعد والقوانين ذاتها .
متى ستتمكن بلادنا من أن تنعم قليلا بدفء الربيع وزقزقة العصافير وخرير مياه الجداول .. بكل بساطة هل من الممكن أن تهب على بلداننا العربية أنسام الحياة فتعيدها إليها بعد أن كاد الشتاء فيها يطول ويطول حتى إذا اطلع عليها أحد ولى منها فرارا وملئ منها رعبا ؟؟
منذر فاكهاني- عضو جديد
-
رقم العضوية : 14
عدد المساهمات : 23
تاريخ التسجيل : 10/02/2010
مواضيع مماثلة
» خواطر عالماشي : ثمن الشهرة
» خواطر ... عالماشي : صمت القلم
» خواطر ... عالماشي : قابيل وهابيل
» خواطر عالماشي : الخط المستقيم والخطوط المعوجة
» حالة حب
» خواطر ... عالماشي : صمت القلم
» خواطر ... عالماشي : قابيل وهابيل
» خواطر عالماشي : الخط المستقيم والخطوط المعوجة
» حالة حب
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى