اعملْ الطيّب تلاقيه : بقلم :عبد الحي بدر
صفحة 1 من اصل 1
اعملْ الطيّب تلاقيه : بقلم :عبد الحي بدر
خرج الحاج عمرالرجل الثري من منزله ذات صباح مبكرا
فهاله أن رأى طفلا لم يتجاوز التاسعة من عمره ملقى بجوار سور منزله الفخم يفترش الأرض ويلتحف السماء وقد بلغ منه الجهد مبلغا ؛ ثياب ممزقه تخفى بعض لحوم جسمه وتبدي بعضهاوقد تكور في بعضه من شدة البرد ودخلت أجزاء جسمه في بعضها فاقترب منه الرجل ومال إليه وقد أخذته الرأفة به ونظر إليه برفق وحنان أبويّ لم يعرفهما هذا الطفل من قبل ؛ ربت على كتفيه وأدخل السرور على قلبه ملاطفا إياه منْ انتَ يابني قال كما تراني طفلا ضائعا ؛ قال له:اسمك أيه؟ قال اسمي! اعمل الطيب تلاقيه فتعجب الرجل اسمك أيه؟؟فقال اعمل الطيب تلاقيه اسمك كده نعم خلاص ياسي اعمل الطيب!
فأخذه وأدخله إلى زوجته وقال لها اعتني به وأطعميه حتى أعود بعد الظهر
ففعلت ما أراد وبعد أن طعم الطفل غفت عيناه في نوم عميق لم ير مثله من قبل على فراش وثير بعد أن كان طيلة أيامه يفترش الأرض ويلتحف السماءسبحان مغير الأحوال ! عادالحاج عمر من دورته وقد ابتدر زوجته ما حال الطفل ؟قالت هو ذاك في فراشه ما زال نائما فألقى عليه نظرة حانية كأنه ولده تماما
ذلك أن الرجل لم يكن ليحلم أن يكون له طفل جميل كهذا تبدو عليه ملامح النجابةوما هي إلا سويعة من نهار حتى استيقظ الطفل وهو يقول صباح الخير يا آبا الحاج فما أجمل ما سمع منه هذه الكلمة المؤثرة حتى ذرفت دموع عينيه وقد شاركته زوجته هذا البكاء ؛ذلك أنهما حتى هذه اللحظة قد حرما من نعمة الولد؛ لقد أحباه حبا شديدا وأخذ الحاج يصطحبه معه ويدربه كيف يدير هذا وتلك رغم حداثة سنه؛ بل أطلعه على كل شيءولم يترك في منزله خفيا إلا أطلعه عليه وما هي إلا سنة وقد حملت السيدة فولدت ولدا وبعدها بسنة ولدت ولدا آخر فاطمأن الحاج عمر أن صار له ثلاثة أولاد وأن ثروته لن تضيع سدى تلاحق الزمن والأولاد يكبرون واعمل الطيب يباشر عمله واصلا ليله بنهاره يدير كل شيء وقد كبر عقله واكتملت شخصيته والأطفال يكبرون أيضا وقد أخذوا في النمو يتساءلون من هذا يا أماه قالت وهي تمضغ الكلمات هذا طفيل لقيط أحضره أبوكم ذات يوم قبل أن أنجبكما وقد تربى عندنا وأصبح في هذا الشأن من أمر أبيكم فهلم لاستلام أحوالكم منه وكان الأطفال قد أحبوه حبا جما على أنه أخ كبير لهما يأخذ بأيديهما غدوة وروحة وفي كل أمر
ولكن الشيطان دب في نفس المرأة من أن يرث اعمل الطيب ميراثا مماثلا لولديها فأعدت فطيرا مسموما وقالت لولديها اذهبا بهذا الفطير وأعطياه في الحقل للولد اعمل الطيب وذهب الطفلان فرحين ليجدا فسحة للترويح عن النفس في الحقل فلما وصلا قالا يا اعمل الطيب هذا الفطير تعال لتتناوله قال انتظروني قليلا والعبا حتى نأكل سويا حين أفرغ من عملي
ياللأقدار انهمك اعمل الطيب في عمله والطفلان يمرحان قد بلغ منهما الجوع مبلغا فانكبا على الفطير يأكلان بنهم
حتى أتيا على الأخضر واليابس منه ولم يتركا ل اعمل الطيب لقمة واحدة منه
وما هي إلا لحظات حتى سقطا على الأرض يتمزقان من شدة ما حدث لهما
واعمل الطيب يقلب فيهما ما ذا جرى يا أخوي ماذا جرى ماذا حدث لكما هل تعبتما من اللعب ؟!
طار إلى المنزل لا يلوي على شيء حضر الحاج عمر وكان قد بلغ منه المرض مبلغا ماذا ماذا والمرأة تقول ما جزاء من قتل ولديك ليرث مالك إلا أن يقتل شر قتلة
والناس لا يصدقون أن اعمل الطيب يكافيء الحاج عمر بقتل ولديه أبدا
وقد حضرت النيابة والطبيب الشرعي وبعد التحقق من الأمر تبين
أن الطفلين قد توفيا مسمومين بسم في طعام وسيق المجرم اعمل الطيب إلى السجن بغير ذنب اقترفه وحتى يتم الحكم عليه
ظلت زوجته في حالة من الهوس النفسي على ضياع ولديها وحبس ثالث قد حمل من أيامهم الكثير وحمل معاناتهم
وفي لحظة من صحوة الضمير خرت بين يدي زوجها الذاي راح يخرج أنفاسه الأخيرة قائلة أنا التي قتلت ولدي بيدي خشبة أن يشركهما اعمل الطيب في الميراث فقال الرجل نعم هو ذاك الذي كنت أتعجب من اسمه يوم وجدته : اعمل الطيب تلاقيه
ومن يعمل الطيب يلاقيه !!!
فهاله أن رأى طفلا لم يتجاوز التاسعة من عمره ملقى بجوار سور منزله الفخم يفترش الأرض ويلتحف السماء وقد بلغ منه الجهد مبلغا ؛ ثياب ممزقه تخفى بعض لحوم جسمه وتبدي بعضهاوقد تكور في بعضه من شدة البرد ودخلت أجزاء جسمه في بعضها فاقترب منه الرجل ومال إليه وقد أخذته الرأفة به ونظر إليه برفق وحنان أبويّ لم يعرفهما هذا الطفل من قبل ؛ ربت على كتفيه وأدخل السرور على قلبه ملاطفا إياه منْ انتَ يابني قال كما تراني طفلا ضائعا ؛ قال له:اسمك أيه؟ قال اسمي! اعمل الطيب تلاقيه فتعجب الرجل اسمك أيه؟؟فقال اعمل الطيب تلاقيه اسمك كده نعم خلاص ياسي اعمل الطيب!
فأخذه وأدخله إلى زوجته وقال لها اعتني به وأطعميه حتى أعود بعد الظهر
ففعلت ما أراد وبعد أن طعم الطفل غفت عيناه في نوم عميق لم ير مثله من قبل على فراش وثير بعد أن كان طيلة أيامه يفترش الأرض ويلتحف السماءسبحان مغير الأحوال ! عادالحاج عمر من دورته وقد ابتدر زوجته ما حال الطفل ؟قالت هو ذاك في فراشه ما زال نائما فألقى عليه نظرة حانية كأنه ولده تماما
ذلك أن الرجل لم يكن ليحلم أن يكون له طفل جميل كهذا تبدو عليه ملامح النجابةوما هي إلا سويعة من نهار حتى استيقظ الطفل وهو يقول صباح الخير يا آبا الحاج فما أجمل ما سمع منه هذه الكلمة المؤثرة حتى ذرفت دموع عينيه وقد شاركته زوجته هذا البكاء ؛ذلك أنهما حتى هذه اللحظة قد حرما من نعمة الولد؛ لقد أحباه حبا شديدا وأخذ الحاج يصطحبه معه ويدربه كيف يدير هذا وتلك رغم حداثة سنه؛ بل أطلعه على كل شيءولم يترك في منزله خفيا إلا أطلعه عليه وما هي إلا سنة وقد حملت السيدة فولدت ولدا وبعدها بسنة ولدت ولدا آخر فاطمأن الحاج عمر أن صار له ثلاثة أولاد وأن ثروته لن تضيع سدى تلاحق الزمن والأولاد يكبرون واعمل الطيب يباشر عمله واصلا ليله بنهاره يدير كل شيء وقد كبر عقله واكتملت شخصيته والأطفال يكبرون أيضا وقد أخذوا في النمو يتساءلون من هذا يا أماه قالت وهي تمضغ الكلمات هذا طفيل لقيط أحضره أبوكم ذات يوم قبل أن أنجبكما وقد تربى عندنا وأصبح في هذا الشأن من أمر أبيكم فهلم لاستلام أحوالكم منه وكان الأطفال قد أحبوه حبا جما على أنه أخ كبير لهما يأخذ بأيديهما غدوة وروحة وفي كل أمر
ولكن الشيطان دب في نفس المرأة من أن يرث اعمل الطيب ميراثا مماثلا لولديها فأعدت فطيرا مسموما وقالت لولديها اذهبا بهذا الفطير وأعطياه في الحقل للولد اعمل الطيب وذهب الطفلان فرحين ليجدا فسحة للترويح عن النفس في الحقل فلما وصلا قالا يا اعمل الطيب هذا الفطير تعال لتتناوله قال انتظروني قليلا والعبا حتى نأكل سويا حين أفرغ من عملي
ياللأقدار انهمك اعمل الطيب في عمله والطفلان يمرحان قد بلغ منهما الجوع مبلغا فانكبا على الفطير يأكلان بنهم
حتى أتيا على الأخضر واليابس منه ولم يتركا ل اعمل الطيب لقمة واحدة منه
وما هي إلا لحظات حتى سقطا على الأرض يتمزقان من شدة ما حدث لهما
واعمل الطيب يقلب فيهما ما ذا جرى يا أخوي ماذا جرى ماذا حدث لكما هل تعبتما من اللعب ؟!
طار إلى المنزل لا يلوي على شيء حضر الحاج عمر وكان قد بلغ منه المرض مبلغا ماذا ماذا والمرأة تقول ما جزاء من قتل ولديك ليرث مالك إلا أن يقتل شر قتلة
والناس لا يصدقون أن اعمل الطيب يكافيء الحاج عمر بقتل ولديه أبدا
وقد حضرت النيابة والطبيب الشرعي وبعد التحقق من الأمر تبين
أن الطفلين قد توفيا مسمومين بسم في طعام وسيق المجرم اعمل الطيب إلى السجن بغير ذنب اقترفه وحتى يتم الحكم عليه
ظلت زوجته في حالة من الهوس النفسي على ضياع ولديها وحبس ثالث قد حمل من أيامهم الكثير وحمل معاناتهم
وفي لحظة من صحوة الضمير خرت بين يدي زوجها الذاي راح يخرج أنفاسه الأخيرة قائلة أنا التي قتلت ولدي بيدي خشبة أن يشركهما اعمل الطيب في الميراث فقال الرجل نعم هو ذاك الذي كنت أتعجب من اسمه يوم وجدته : اعمل الطيب تلاقيه
ومن يعمل الطيب يلاقيه !!!
عبد الحي بدر- عضو برونزي
-
رقم العضوية : 7
عدد المساهمات : 214
تاريخ التسجيل : 08/02/2010
مواضيع مماثلة
» هل تقبلي منّي الهدية /بقلم عبد الحي بدر
» ديوان الشيخ عبد الحي بدر
» دفق قلم بقلم عبد الرحمن صالح العشماوي
» أنا وظلي- قصة بقلم عدنان زغموت
» ديوان الشاعر عبد الحي بدر
» ديوان الشيخ عبد الحي بدر
» دفق قلم بقلم عبد الرحمن صالح العشماوي
» أنا وظلي- قصة بقلم عدنان زغموت
» ديوان الشاعر عبد الحي بدر
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى