فى ظلال دعاء
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
فى ظلال دعاء
قال تعالى:(ادعوا ربكم تضرعاً وخُفيةً)...وقال أيضاً:(إذ نادى ربه نداءً خفياً)
فاعلم هداك الله أن الدعاءَ والقضاءَ يتصارعان إلى يوم القيامة, وكم من دعاءٍ ردَّ قضاءً أو خففَ منه, وفى إخفاءِ الدعاءِ فوائدُ جمةٌ نذكرُ منها:
....أنه أبلغُ فى جمع القلبِ والجوارحِ على اللهِ فرفعُ الصوتِ يُفرقُ القلبُ ويشتتُ الجوارح.
....وخفضُ الصوتِ والهمسُ فى الدعاءِ أدعى إلى دوامِ الطلبِ, فاللسانُ لا يملُّ والجوارحُ لا تكلُّ بخلافِ رفع الصوتِ فهذا يؤدى إلى إلى كلل اللسانِ وتُضعفُ بعض الجوارح.
....والدعاءِ فى الخفاءِ أبلغُ فى الصدقِ ويؤدى مقصوده, وأبلغُ فى التضرع والتذلل والخشوع وهذا روح الدعاء وقيمته, فالمتضرعُ يسألُ سؤالَ المنكسرِ المحتاج الخاشع .
....والخفية فى الدعاء تدلُّ على قرب صاحب الدعاء من الله, فأنت لا تُسِرُّ بشئٍ إلا لمن هو قريبٌ منك, فكأنه مناجاةُ القريب للقريب, ولذلك كان الثناءُ من الله على عبده زكريا بقوله(إذ نادى ربه نداءً خفياً) فلما كان القلبُ حاضراً فى معية الله, وشعور الداعى بأنه أقرب إليه من كل قريبٍ أخفى دعاءه, ولم يرفع الصوتَ, فمن خاطبَ جليساً له برفع صوته وكان المُخاطبُ يسمعُ صوته خفيضاً استهجن ذلك منه.
....وفى الحديث الصحيح عندما رفع الصحابةُ أصواتهم بالتكبير وهم معه فى سفرٍ قال لهم:(أربعوا على أنفسكم إنكم لاتدعون أصم ولا غائباً إنكم تدعون سميعا قريبا اقرب إلى أحدكم من عنق راحلته).
....والصحابةُ قالوا: يا رسول الله ربنا قريب فنناجيه أم بعيد فنناديه؟ فأنزل الله قوله(وإذا سألك عبادى عنى فإنى قريب أجيبُ دعوة الداعى إذا دعانى).
....وإخفاء الدعاء سببٌ كى لا يطلعُ عليه أحدٌ فلا يدرى به كيدُ حاسدٍ أو روحُ شريرةٌ, فالدعاءُ نعمةٌ وصاحبُ النعمة محسودٌ, أما إن كان صاحبُ الدعاءِ صلته بالله قوية وثقته كذلك فلا مانع من رفع الصوتِ إذا كان فى قومٍ وذلك ليقتدوا به ويُؤتمُ به.
....والإنسانُ مجبولٌ على دفعِ الضرر والشرور قبل جلب المنفعةِ, وعلى هذا يدور معظم دعاء المرء(دفع الشر عن نفسه والتحرز منه قبل وقوعه)
....والشرُّهو: الألم وما يُفضى إليه, أو هو الآلام ومسبباتها, فالمعاصى والكفر والشرك والظلم هى شرورٌ حتى وإن كان لصاحبها فيها غرضٌ أو متعة, لأنها أسبابُ الآلام ومفضيةٌ إليها, فهى بمثابة طعامٌ شهىٌّ فيه عاجلُ لذة لكنه مسمومٌ.
....ولاتُحفظُ نعمةَ الله بشئ مثل طاعته, ولا حصلت فيها الزيادة إلا بشكره, وتجمع المعاصى على صاحبها شرور الألم النفسى والروحى بالهم والغم والحسرة.
....ولما كان الشرُ هو الآلام وأسبابها كانت استعاذات النبى صلى الله عليه وسلم تدور على هذين الأصلين, فكل ما استعاذ منه أو أمر بالاستعاذة منه إما مؤلمٌ وإما سبب يفضى إلى الألم.
....فكان الرسول صلى الله عليه وسلم يتعوذ فى آخر الصلاة من أربعٍ وأمر بالاستعاذة منها وهى(عذاب القبروعذاب النار) فهذان أعظمُ المؤلمات و( فتنة المحيا والممات وفتنة المسيخ الدجال) وهذا سبب العذاب المؤلم, فالفتنة سبب العذاب, وذكر نوعى الفتنة لأنهما إما فى الحياة وإما بعد الموت, ففتنة الحياة قد يتراخى عنها العذابُ وفتنة الموت فيتصل بها العذاب من غير تراخٍ وقد أوجب بعضُ السلف والخلف إعادة الصلاة على من لم يدعُ به بعد التشهد الأخير وقبل التسليم.
....وكان الرسول صلى الله عليه وسلم بعد تكبيرة الإحرام وقبل الدخول فى الصلاة يدعو قائلا: اللهم باعد بينى وبين خطايايا كما باعدت بين المشرق والمغرب..اللهم نقنى من خطايايا كما يُنقى الثوبُ الأبيضُ من الدنس..اللهم اغسلنى من خطايايا بالماءِ والثلجِ والبَرد, وقبل التسليم والخروج من الصلاة يتعوذ من أربع قائلا: اللهم إنى أعوذُ بك من عذاب القبر وعذاب النار...وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات وفتنة المسيخ الدجال.
هذا والله من وراء القصد....وهو أعلى وأعلم.
فاعلم هداك الله أن الدعاءَ والقضاءَ يتصارعان إلى يوم القيامة, وكم من دعاءٍ ردَّ قضاءً أو خففَ منه, وفى إخفاءِ الدعاءِ فوائدُ جمةٌ نذكرُ منها:
....أنه أبلغُ فى جمع القلبِ والجوارحِ على اللهِ فرفعُ الصوتِ يُفرقُ القلبُ ويشتتُ الجوارح.
....وخفضُ الصوتِ والهمسُ فى الدعاءِ أدعى إلى دوامِ الطلبِ, فاللسانُ لا يملُّ والجوارحُ لا تكلُّ بخلافِ رفع الصوتِ فهذا يؤدى إلى إلى كلل اللسانِ وتُضعفُ بعض الجوارح.
....والدعاءِ فى الخفاءِ أبلغُ فى الصدقِ ويؤدى مقصوده, وأبلغُ فى التضرع والتذلل والخشوع وهذا روح الدعاء وقيمته, فالمتضرعُ يسألُ سؤالَ المنكسرِ المحتاج الخاشع .
....والخفية فى الدعاء تدلُّ على قرب صاحب الدعاء من الله, فأنت لا تُسِرُّ بشئٍ إلا لمن هو قريبٌ منك, فكأنه مناجاةُ القريب للقريب, ولذلك كان الثناءُ من الله على عبده زكريا بقوله(إذ نادى ربه نداءً خفياً) فلما كان القلبُ حاضراً فى معية الله, وشعور الداعى بأنه أقرب إليه من كل قريبٍ أخفى دعاءه, ولم يرفع الصوتَ, فمن خاطبَ جليساً له برفع صوته وكان المُخاطبُ يسمعُ صوته خفيضاً استهجن ذلك منه.
....وفى الحديث الصحيح عندما رفع الصحابةُ أصواتهم بالتكبير وهم معه فى سفرٍ قال لهم:(أربعوا على أنفسكم إنكم لاتدعون أصم ولا غائباً إنكم تدعون سميعا قريبا اقرب إلى أحدكم من عنق راحلته).
....والصحابةُ قالوا: يا رسول الله ربنا قريب فنناجيه أم بعيد فنناديه؟ فأنزل الله قوله(وإذا سألك عبادى عنى فإنى قريب أجيبُ دعوة الداعى إذا دعانى).
....وإخفاء الدعاء سببٌ كى لا يطلعُ عليه أحدٌ فلا يدرى به كيدُ حاسدٍ أو روحُ شريرةٌ, فالدعاءُ نعمةٌ وصاحبُ النعمة محسودٌ, أما إن كان صاحبُ الدعاءِ صلته بالله قوية وثقته كذلك فلا مانع من رفع الصوتِ إذا كان فى قومٍ وذلك ليقتدوا به ويُؤتمُ به.
....والإنسانُ مجبولٌ على دفعِ الضرر والشرور قبل جلب المنفعةِ, وعلى هذا يدور معظم دعاء المرء(دفع الشر عن نفسه والتحرز منه قبل وقوعه)
....والشرُّهو: الألم وما يُفضى إليه, أو هو الآلام ومسبباتها, فالمعاصى والكفر والشرك والظلم هى شرورٌ حتى وإن كان لصاحبها فيها غرضٌ أو متعة, لأنها أسبابُ الآلام ومفضيةٌ إليها, فهى بمثابة طعامٌ شهىٌّ فيه عاجلُ لذة لكنه مسمومٌ.
....ولاتُحفظُ نعمةَ الله بشئ مثل طاعته, ولا حصلت فيها الزيادة إلا بشكره, وتجمع المعاصى على صاحبها شرور الألم النفسى والروحى بالهم والغم والحسرة.
....ولما كان الشرُ هو الآلام وأسبابها كانت استعاذات النبى صلى الله عليه وسلم تدور على هذين الأصلين, فكل ما استعاذ منه أو أمر بالاستعاذة منه إما مؤلمٌ وإما سبب يفضى إلى الألم.
....فكان الرسول صلى الله عليه وسلم يتعوذ فى آخر الصلاة من أربعٍ وأمر بالاستعاذة منها وهى(عذاب القبروعذاب النار) فهذان أعظمُ المؤلمات و( فتنة المحيا والممات وفتنة المسيخ الدجال) وهذا سبب العذاب المؤلم, فالفتنة سبب العذاب, وذكر نوعى الفتنة لأنهما إما فى الحياة وإما بعد الموت, ففتنة الحياة قد يتراخى عنها العذابُ وفتنة الموت فيتصل بها العذاب من غير تراخٍ وقد أوجب بعضُ السلف والخلف إعادة الصلاة على من لم يدعُ به بعد التشهد الأخير وقبل التسليم.
....وكان الرسول صلى الله عليه وسلم بعد تكبيرة الإحرام وقبل الدخول فى الصلاة يدعو قائلا: اللهم باعد بينى وبين خطايايا كما باعدت بين المشرق والمغرب..اللهم نقنى من خطايايا كما يُنقى الثوبُ الأبيضُ من الدنس..اللهم اغسلنى من خطايايا بالماءِ والثلجِ والبَرد, وقبل التسليم والخروج من الصلاة يتعوذ من أربع قائلا: اللهم إنى أعوذُ بك من عذاب القبر وعذاب النار...وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات وفتنة المسيخ الدجال.
هذا والله من وراء القصد....وهو أعلى وأعلم.
أحمدالحارون- عضو جديد
-
رقم العضوية : 36
عدد المساهمات : 20
تاريخ التسجيل : 20/02/2010
رد: فى ظلال دعاء
أخي الفاضل الأستاذ
أحمد الحارون
لا شك أن الدعاء هو مخ العبادة وهو من الصلات القوية التي تصل العبد بربه
واسمح لي أن أذكر هنا أن العلماء قدا اختلفوا في حكم الاستعاذة قبل السلام ،
أي الدعاء بالدعاء الذي أمر به النبي صلى الله عليه وسلم للتعوذ من الأربع
فقد ذهب جمهورهم إلى استحبابها ، وذهبت طائفة منهم إلى وجوبها .
قال النووي – رحمه الله :
وإن طاوسًا رحمه الله تعالى أمر ابنه حين لم يدع بهذا الدعاء فيها بإعادة الصلاة ،
وهذا يدل على تأكيد هذا الدعاء والتعوذ ، والحث الشديد عليه
وظاهر كلام طاوس رحمه الله تعالى أنه حمل الأمر به على الوجوب ،
فأوجب على ابنه إعادة الصلاة لفواته
ولكن جمهور العلماء أخبروا والله أعلم
أنه مستحب وليس بواجب
والأصل في الأدعية في الصلاة وغيرها
هو الاستحباب والإرشاد لا الوجوب مالم يقترن ذلك بقرينة تؤكد وجوبه
بارك الله فيك أخي الكريم وأجاب دعاءك ودعاءنا وجزاك عنا كل خير
مع خالص احترامي وتقديري
آمال
أحمد الحارون
لا شك أن الدعاء هو مخ العبادة وهو من الصلات القوية التي تصل العبد بربه
واسمح لي أن أذكر هنا أن العلماء قدا اختلفوا في حكم الاستعاذة قبل السلام ،
أي الدعاء بالدعاء الذي أمر به النبي صلى الله عليه وسلم للتعوذ من الأربع
فقد ذهب جمهورهم إلى استحبابها ، وذهبت طائفة منهم إلى وجوبها .
قال النووي – رحمه الله :
وإن طاوسًا رحمه الله تعالى أمر ابنه حين لم يدع بهذا الدعاء فيها بإعادة الصلاة ،
وهذا يدل على تأكيد هذا الدعاء والتعوذ ، والحث الشديد عليه
وظاهر كلام طاوس رحمه الله تعالى أنه حمل الأمر به على الوجوب ،
فأوجب على ابنه إعادة الصلاة لفواته
ولكن جمهور العلماء أخبروا والله أعلم
أنه مستحب وليس بواجب
والأصل في الأدعية في الصلاة وغيرها
هو الاستحباب والإرشاد لا الوجوب مالم يقترن ذلك بقرينة تؤكد وجوبه
بارك الله فيك أخي الكريم وأجاب دعاءك ودعاءنا وجزاك عنا كل خير
مع خالص احترامي وتقديري
آمال
رد: فى ظلال دعاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل الأستاذ أحمد الحارون
بارك الله فيك على هذا الموضوع القيم
وجزاك عنا كل خير وجعله الله في ميزان حسناتك
والله يتقبل منا جميعآ صالح الأعمال
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل الأستاذ أحمد الحارون
بارك الله فيك على هذا الموضوع القيم
وجزاك عنا كل خير وجعله الله في ميزان حسناتك
والله يتقبل منا جميعآ صالح الأعمال
خديجة اصلاح- عضو برونزي
-
رقم العضوية : 16
عدد المساهمات : 283
تاريخ التسجيل : 11/02/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى