فى ظلال آية
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
فى ظلال آية
إذا سألتك هداك اللهُ أيهما تفضلُ الدنيا أم الأخرة؟ قد تُجيبُ ولك حقُّ الإجابةِ....لكن إنْ كنتَ تريد الدنيا فهذا حقك وشأنك, أما إن كنتَ تريد الأخرةَ فهذا يدفعنا إلى أن نعقبُ...هل أفعالك وأقوالك وسلوكك تدلُّ على أنك من مريدى الأخرة؟ وكيف تعرفُ أنك أخى الفاضل من أهل الدنيا أو من أهل الأخرة؟ الإجابة بسيطة وأنت من تُجيبُ على هذا السؤال, ربما تبادرنى القول ...وكيف أعرف ذلك؟
أقولُ لكم وبالله التوفيق...أن النفس الإنسانية مجبولةٌ على حبِّ الأخذِ والتملكِ.... فإن جاءك من يعطيك تنشرحُ أساريرك وتبشُّ فى وجهه وتعتبره من المُفضلين لديك بل كثيراً ما تقومُ لتجلسه مكانك إن لم يتسع المٌقام, والعكسُ تماما يحدثُ إنْ جاءك من يأخذُ منك تنقبضُ أساريرك وربما عبست فى وجهه وتخشى أن يسألك ثانية وتتوقع أن يُخلى لك المكان مادام المكانُ ضيقاً فلك عليه يدٌ, فإن كنت تسعد بالأخذ أكثر من سعادتك بالعطاء فأنت دنيوىُّ النزعةِ, وإن كنت تسعدُ بالعطاءِ أكثر فأنت أخروى النزعة وفيها يدور فلكك, وقد كان السلفُ الصالح قديماً حين يطرقُ بابه سائلاً يبشُّ فى وجهه ويقولُ له أهلا بمن جاء ليغسلَ ذنوبى ويسوقنى إلى الجنة, والأن أخى أعودُ أدراجى ....فمن كان يريدُ الدنيا حقّاً لازورأ وزيفاً فعليه بالقرآن, ومن كان يريدُ الأخرة فعليه بالقرآن ومن كان يريدهما معاً فعليه بالقرآن, والمقصود والله أعلم ...أنْ يلزمَ القرآنَ قولاً وفعلاً وسلوكاً ومنهجاً وخُلُقاً يتجسدُ, وحين سُئلتْ أمنا عائشة رضى الله عنها عن أخلاقِ النبى صلى الله عليه وسلم قالتْ: كان خُلقُهُ القرآن, فكان سيدنا محمد قرآناً يمشى على الأرض, ولابد للمسلمِ أن يتعلمَ ويبذلَ الجهدَ والطاقةَ لكى يكونَ مُلمّاً بالحدِّ الأدنى بعلوم الدين وهذا والله أعلم فرضُ عينٍ على كل مسلمٍ ومسلمة, والقرآن أخى الفاضل كلما زدته فكراً زادك معنى, ومن أجمل ُ ما قرأتُ عن ابن تيمية رحمه الله أنه قال: لم أندم فى حياتى على شئ قط إلا على أننى لم أتعلم القرآن وأنا الذى قرأتُ فى كل آيةٍ اكثر من مائة تفسير, فإن كان ابنُ تيمية يندم ويصفُّ نفسه بأنه لم يتعلم القرآن وهو من هو! ويعلمه الجميع, فبالله عليكم علام نندم نحنُ؟ وبما نصفُّ أنفسنا؟ يا إلهى كم كان ابن تيمية فذّاً فى علمه وسلوكه وكل حياته, وكلمته بمثابة سياط تلسع جهلنا وتُزيفُ الأقنعة التى ندارى بها جهلنا, وقد حوى قرآننا بين دفاته آيةٌ شملت مطالب العباد الأربعة وهم:(الشرُّ المستعاذُ منه نوعان)إما موجود يُطلبُ رفعه, ,وإما معدوم يُرجى بقاؤه على العدم, (والخيرُنوعان) إما موجود يُطلبُ دوامه وثباته, وإما معدوم يُرجى وجوده, فهذه الأربعةُ تتجلى فيها مطالبُ السائلين من ربِّ العالمين, وجاءت كلها فى نهاية آل عمران( ربنا إننا سمعنا منادياً ينادى للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا) فهذا الطلبُ لرفع الشر الموجود, فالذنوبُ والسيئاتُ شرٌّ, ثم قال( وتوفنا مع الأبرار) فهذا طلب لدوام الخيرالموجود فهذان قسمان, ثم قال( ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك) فهذا طلبٌ للخير المعدوم يسألون الله أن يؤتيهم إياه, ثم قال( ولا تُخزنا يوم القيامة) فهذا طلبٌ أن لا يوقعَ بهم الشر المعدوم وهو الخزى يوم القيامة, فحوت الآيتان المطالب الأربعة فقدم اللذين فى الدنيا وهما: المغفرة ودوام الإسلام حتى الموت, ثم تبعهما اللذان فى الأخرة وهما أن يُعطوا ما وعدوه على ألسنة الرسل وألا يخزيهم يوم القيامة.
هذا والله من وراء القصد وهو أعلى وأعلم
أقولُ لكم وبالله التوفيق...أن النفس الإنسانية مجبولةٌ على حبِّ الأخذِ والتملكِ.... فإن جاءك من يعطيك تنشرحُ أساريرك وتبشُّ فى وجهه وتعتبره من المُفضلين لديك بل كثيراً ما تقومُ لتجلسه مكانك إن لم يتسع المٌقام, والعكسُ تماما يحدثُ إنْ جاءك من يأخذُ منك تنقبضُ أساريرك وربما عبست فى وجهه وتخشى أن يسألك ثانية وتتوقع أن يُخلى لك المكان مادام المكانُ ضيقاً فلك عليه يدٌ, فإن كنت تسعد بالأخذ أكثر من سعادتك بالعطاء فأنت دنيوىُّ النزعةِ, وإن كنت تسعدُ بالعطاءِ أكثر فأنت أخروى النزعة وفيها يدور فلكك, وقد كان السلفُ الصالح قديماً حين يطرقُ بابه سائلاً يبشُّ فى وجهه ويقولُ له أهلا بمن جاء ليغسلَ ذنوبى ويسوقنى إلى الجنة, والأن أخى أعودُ أدراجى ....فمن كان يريدُ الدنيا حقّاً لازورأ وزيفاً فعليه بالقرآن, ومن كان يريدُ الأخرة فعليه بالقرآن ومن كان يريدهما معاً فعليه بالقرآن, والمقصود والله أعلم ...أنْ يلزمَ القرآنَ قولاً وفعلاً وسلوكاً ومنهجاً وخُلُقاً يتجسدُ, وحين سُئلتْ أمنا عائشة رضى الله عنها عن أخلاقِ النبى صلى الله عليه وسلم قالتْ: كان خُلقُهُ القرآن, فكان سيدنا محمد قرآناً يمشى على الأرض, ولابد للمسلمِ أن يتعلمَ ويبذلَ الجهدَ والطاقةَ لكى يكونَ مُلمّاً بالحدِّ الأدنى بعلوم الدين وهذا والله أعلم فرضُ عينٍ على كل مسلمٍ ومسلمة, والقرآن أخى الفاضل كلما زدته فكراً زادك معنى, ومن أجمل ُ ما قرأتُ عن ابن تيمية رحمه الله أنه قال: لم أندم فى حياتى على شئ قط إلا على أننى لم أتعلم القرآن وأنا الذى قرأتُ فى كل آيةٍ اكثر من مائة تفسير, فإن كان ابنُ تيمية يندم ويصفُّ نفسه بأنه لم يتعلم القرآن وهو من هو! ويعلمه الجميع, فبالله عليكم علام نندم نحنُ؟ وبما نصفُّ أنفسنا؟ يا إلهى كم كان ابن تيمية فذّاً فى علمه وسلوكه وكل حياته, وكلمته بمثابة سياط تلسع جهلنا وتُزيفُ الأقنعة التى ندارى بها جهلنا, وقد حوى قرآننا بين دفاته آيةٌ شملت مطالب العباد الأربعة وهم:(الشرُّ المستعاذُ منه نوعان)إما موجود يُطلبُ رفعه, ,وإما معدوم يُرجى بقاؤه على العدم, (والخيرُنوعان) إما موجود يُطلبُ دوامه وثباته, وإما معدوم يُرجى وجوده, فهذه الأربعةُ تتجلى فيها مطالبُ السائلين من ربِّ العالمين, وجاءت كلها فى نهاية آل عمران( ربنا إننا سمعنا منادياً ينادى للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا) فهذا الطلبُ لرفع الشر الموجود, فالذنوبُ والسيئاتُ شرٌّ, ثم قال( وتوفنا مع الأبرار) فهذا طلب لدوام الخيرالموجود فهذان قسمان, ثم قال( ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك) فهذا طلبٌ للخير المعدوم يسألون الله أن يؤتيهم إياه, ثم قال( ولا تُخزنا يوم القيامة) فهذا طلبٌ أن لا يوقعَ بهم الشر المعدوم وهو الخزى يوم القيامة, فحوت الآيتان المطالب الأربعة فقدم اللذين فى الدنيا وهما: المغفرة ودوام الإسلام حتى الموت, ثم تبعهما اللذان فى الأخرة وهما أن يُعطوا ما وعدوه على ألسنة الرسل وألا يخزيهم يوم القيامة.
هذا والله من وراء القصد وهو أعلى وأعلم
أحمدالحارون- عضو جديد
-
رقم العضوية : 36
عدد المساهمات : 20
تاريخ التسجيل : 20/02/2010
رد: فى ظلال آية
بارك الله فيك أخي المفضال الأستاذ
أحمد الحارون
وجزاك الله عنا كل خير على هذا الطرح الطيب الكريم
جعله المولى في ميزان حسناتك يوم القيامة
وشرح صدرك بالقرآن وأنار قلبك بالإيمان
وهدانا المولى وإياك الجميع لكل ما يحبه ويرضاه
اللهم آمين يا رب العالمين
احترامي وتقديري
آمال
رد: فى ظلال آية
بارك الله فيك أخي الفاضل أحمد الحارون
وجزاك الله خيرا على هذا الطرح الكريم
جعله الله في ميزان حسناتك وأثابك به خيرا
وجزاك الله خيرا على هذا الطرح الكريم
جعله الله في ميزان حسناتك وأثابك به خيرا
وفاء كحيل- المدير العام
- http://userarticles.al-sharq.com/Posts/Images/2013/9//1-9-2013-8-29-23302.jpg
رقم العضوية : 4
عدد المساهمات : 877
تاريخ التسجيل : 06/02/2010
رد: فى ظلال آية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخ الفاضل الأستاذ أحمد الحارون
بارك الله فيك على هذا الموضوع القيم
وجزاك كل خير على الشرح المفيد
وجعله الله في ميزان حسناتك يوم القيامة
والله يثبتنا ويهدينا لما يحب ويرضى
خديجة اصلاح- عضو برونزي
-
رقم العضوية : 16
عدد المساهمات : 283
تاريخ التسجيل : 11/02/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى