ليلة واحدة... من ليالي العمر
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
ليلة واحدة... من ليالي العمر
ليلة واحدة .. من ليالي العمر
الجزء الأول
هذه واحدة من القصص الواقعية الكثيرة التي حين يقرأها أحدنا يحار بين أن تكون حقيقة واقعية أم هي من محض خيال الكاتب، وقد حدثت فعلا مع سيدة ألمانية ، تكون اليوم جاوزت السبعين من عمرها لو أنها لا تزال على قيد الحياة، روت لنا أحداث قصتها العجيبة هذه منذ أكثر من عشر سنين، ولم يتح لنا منذ ذلك الحين أن نراها أو أن نعرف عن أخبارها. لو لم تكن صاحبة هذه القصة هي التي حدثت بها وتحدثت عنها ، ولو لم تكن قصتها من المصداقية لثقتنا بصاحبتها لما كنت صدقتها . قصتها تعطي صورة للقارئ العربي عن طبيعة الحياة العجيبة في المجتمعات الأوربية.
-------
حدثنا الراوي يا سادة يا كرام ... فقال :
يحكى أن ...امرأة أوربية من بلاد الألمان تدعى ( دورثي ) مرت عليها واحدة من أعجب وأغرب ليالي العمر بقيت ذكريات أحداثها حية يقظة معها العمر كله، وستظل هذه الذكريات حية إلى أن تلفظ أنفاسها الأخيرة في هذه الدنيا، ستظل تحفر في أخاديد نفسها وتجرح في جدران ذاتها وتكسر في كيانها . فهذه الليلة ليست ككل ليلة ، وذكرياتها ليست كباقي الذكريات.
****
شريط الذكريات يختصر من الأحداث بين أطرافه الكثير ، وعلى الأخص تلك اللحظات التي ظنت معها أنها في جنة بين أحضان الإنسان الذي أحبته حتى حد الجنون، فضحت بكل شيء من أجله ، فإذا بها يخيب بها الظن بأسرع مما كانت تتوقع عندما لم تمهله الأيام كثيرا فعملت على إسقاط القناع الزائف عن وجهه المقيت . يتابع شريط الذكريات إلى أن يصل إلى اللحظات حين استعادت حريتها المسروقة وأطفأت بيديها تلك الشمس التي ظنتها تنير لها حياتها في ظل زوجها الذي أحبته فإذا بها تكتشف أنها شمس صيف محرقة قلبت لها حياتها جحيما لا يطاق، فإذا بها تظن نفسها وقد نالت حريتها أنها ملكة وهي تحرك دون أن تحس بثقل الرقيب أو أوامر القريب الغريب.
عندما كانت دوروثي تتمشى ليلا في الشوارع بين جموع الناس، كانت تشعر نفسها بأنها استعادت حريتها التي انتزعت منها على مدار سنين على يد زوجها الذي أحبته وأخلصت له، فكان الثمن أن يستغل الزوج حبها وإخلاصها له بأنانية عجيبة ظن معها أنها صارت ملكا له يفعل بها ما يشاء وكيف يشاء دون حسيب أو رقيب، فصارت قائمة المحظورات بالنسبة لها من طرفه تزداد يوما بعد يوم، وقائمة الطلبات المعجزة أحيانا لا تكاد تنتهي، والأوامر والنواهي تأخذ طابع القهر والقسر، ومما زاد الطين بلة أنه ازداد عنفا وقسوة إلى حد لا يوصف يصل مسافة قريبة من السادية فصار يستمتع بتعذيبها والإساءة إليها وضربها، وراحت تزداد مع كل يوم تجمعهما حياة مشتركة، حتى انقلبت حياتها جحيما لا يطاق، حتى إنها حين قررت أن تفر ألا يكون فرارها منه ومن البيت الذي جمعهما ومن حياتهما المشتركة على مدار سنوات ثلاث وذكرياتهما التي فاقت ذلك بكثير وحسب، بل إنها أصرت كذلك أن تفر من البلدة كلها حتى لاتفلح جهوده بأن يعثر لها على أثر بعد اليوم مهما فعل وهذا ما كان.
****
الليالي المرحة في هذه البلدة حبلى بكل ما يسرها ويملأ عليها ليلها بأحلى ساعات الأنس، وأطيب لحظات المتعة ، مليئة بكل أنواع المغامرات، فالشباب من كلا الجنسين يضج بالمرح يلهث وراء السعادة ، وهي لم يعد يقف في وجهها لا زوج كمثل السياف فوق رأسها ولا حتى أشباحه التي صرفتها عن نفسها بعد مضي أقل من شهر على انتقالها إلى البلدة التي فرت باتجاهها من وجهه. فكانت إحدى الملاهي الليلية التي تعج بالزوار ليلة السبت هي وجهتها تلك اللية وذلك بصحبة أحدى صديقاتها ,والتي كانت بدورها على موعد مع صديق لها في الملهى إياه.
بالفعل فقد كانت بالنسبة لها ليلة مليئة بكل أنواع المسرات التي لم تنعم بمثلها منذ سنين، فالروائح المنبعثة في أرجاء الملهى هي مزيج من العطور المثيرة التي تفوح منها أعطاف الشباب الذين يستعدون لمثل هذه الليالي على أكمل وجه، ينضاف إليها روائح المشروبات المتنوعة التي يتبادلها زوار الملاهي الليلية، ولم تكن هي تختلف عنهم كثيرا، وكذلك الموسيقى الراقصة التي تصدح بها الصالة من دون انقطاع ، لا تدع الزائر لحظة يقضيها إلا بالمرح والقصف والشراب ، فراحت تشرب وتشارك صاحبتها وصديقها ومن معهم الشراب دون أن تضبط نفسها بضابط ، وزاد من تفلتها في الشراب أن صديقتها عرفتها إلى صديق كان يرافق صديقها ، فوجدت في ذلك فرصة مناسبة للزيادة من اللهو والقصف ومن الشراب، وبخاصة أن الشاب كان أكثر من لطيف مجامل، فراح يكيل لها عبارات الملاطفة والمجاملة ، ويزداد في كرمه بأن قدم لها المشروب الذي يرقص العقول أكثر من مرة .
انتهى الجزء الأول
الجزء الأول
هذه واحدة من القصص الواقعية الكثيرة التي حين يقرأها أحدنا يحار بين أن تكون حقيقة واقعية أم هي من محض خيال الكاتب، وقد حدثت فعلا مع سيدة ألمانية ، تكون اليوم جاوزت السبعين من عمرها لو أنها لا تزال على قيد الحياة، روت لنا أحداث قصتها العجيبة هذه منذ أكثر من عشر سنين، ولم يتح لنا منذ ذلك الحين أن نراها أو أن نعرف عن أخبارها. لو لم تكن صاحبة هذه القصة هي التي حدثت بها وتحدثت عنها ، ولو لم تكن قصتها من المصداقية لثقتنا بصاحبتها لما كنت صدقتها . قصتها تعطي صورة للقارئ العربي عن طبيعة الحياة العجيبة في المجتمعات الأوربية.
-------
حدثنا الراوي يا سادة يا كرام ... فقال :
يحكى أن ...امرأة أوربية من بلاد الألمان تدعى ( دورثي ) مرت عليها واحدة من أعجب وأغرب ليالي العمر بقيت ذكريات أحداثها حية يقظة معها العمر كله، وستظل هذه الذكريات حية إلى أن تلفظ أنفاسها الأخيرة في هذه الدنيا، ستظل تحفر في أخاديد نفسها وتجرح في جدران ذاتها وتكسر في كيانها . فهذه الليلة ليست ككل ليلة ، وذكرياتها ليست كباقي الذكريات.
****
شريط الذكريات يختصر من الأحداث بين أطرافه الكثير ، وعلى الأخص تلك اللحظات التي ظنت معها أنها في جنة بين أحضان الإنسان الذي أحبته حتى حد الجنون، فضحت بكل شيء من أجله ، فإذا بها يخيب بها الظن بأسرع مما كانت تتوقع عندما لم تمهله الأيام كثيرا فعملت على إسقاط القناع الزائف عن وجهه المقيت . يتابع شريط الذكريات إلى أن يصل إلى اللحظات حين استعادت حريتها المسروقة وأطفأت بيديها تلك الشمس التي ظنتها تنير لها حياتها في ظل زوجها الذي أحبته فإذا بها تكتشف أنها شمس صيف محرقة قلبت لها حياتها جحيما لا يطاق، فإذا بها تظن نفسها وقد نالت حريتها أنها ملكة وهي تحرك دون أن تحس بثقل الرقيب أو أوامر القريب الغريب.
عندما كانت دوروثي تتمشى ليلا في الشوارع بين جموع الناس، كانت تشعر نفسها بأنها استعادت حريتها التي انتزعت منها على مدار سنين على يد زوجها الذي أحبته وأخلصت له، فكان الثمن أن يستغل الزوج حبها وإخلاصها له بأنانية عجيبة ظن معها أنها صارت ملكا له يفعل بها ما يشاء وكيف يشاء دون حسيب أو رقيب، فصارت قائمة المحظورات بالنسبة لها من طرفه تزداد يوما بعد يوم، وقائمة الطلبات المعجزة أحيانا لا تكاد تنتهي، والأوامر والنواهي تأخذ طابع القهر والقسر، ومما زاد الطين بلة أنه ازداد عنفا وقسوة إلى حد لا يوصف يصل مسافة قريبة من السادية فصار يستمتع بتعذيبها والإساءة إليها وضربها، وراحت تزداد مع كل يوم تجمعهما حياة مشتركة، حتى انقلبت حياتها جحيما لا يطاق، حتى إنها حين قررت أن تفر ألا يكون فرارها منه ومن البيت الذي جمعهما ومن حياتهما المشتركة على مدار سنوات ثلاث وذكرياتهما التي فاقت ذلك بكثير وحسب، بل إنها أصرت كذلك أن تفر من البلدة كلها حتى لاتفلح جهوده بأن يعثر لها على أثر بعد اليوم مهما فعل وهذا ما كان.
****
الليالي المرحة في هذه البلدة حبلى بكل ما يسرها ويملأ عليها ليلها بأحلى ساعات الأنس، وأطيب لحظات المتعة ، مليئة بكل أنواع المغامرات، فالشباب من كلا الجنسين يضج بالمرح يلهث وراء السعادة ، وهي لم يعد يقف في وجهها لا زوج كمثل السياف فوق رأسها ولا حتى أشباحه التي صرفتها عن نفسها بعد مضي أقل من شهر على انتقالها إلى البلدة التي فرت باتجاهها من وجهه. فكانت إحدى الملاهي الليلية التي تعج بالزوار ليلة السبت هي وجهتها تلك اللية وذلك بصحبة أحدى صديقاتها ,والتي كانت بدورها على موعد مع صديق لها في الملهى إياه.
بالفعل فقد كانت بالنسبة لها ليلة مليئة بكل أنواع المسرات التي لم تنعم بمثلها منذ سنين، فالروائح المنبعثة في أرجاء الملهى هي مزيج من العطور المثيرة التي تفوح منها أعطاف الشباب الذين يستعدون لمثل هذه الليالي على أكمل وجه، ينضاف إليها روائح المشروبات المتنوعة التي يتبادلها زوار الملاهي الليلية، ولم تكن هي تختلف عنهم كثيرا، وكذلك الموسيقى الراقصة التي تصدح بها الصالة من دون انقطاع ، لا تدع الزائر لحظة يقضيها إلا بالمرح والقصف والشراب ، فراحت تشرب وتشارك صاحبتها وصديقها ومن معهم الشراب دون أن تضبط نفسها بضابط ، وزاد من تفلتها في الشراب أن صديقتها عرفتها إلى صديق كان يرافق صديقها ، فوجدت في ذلك فرصة مناسبة للزيادة من اللهو والقصف ومن الشراب، وبخاصة أن الشاب كان أكثر من لطيف مجامل، فراح يكيل لها عبارات الملاطفة والمجاملة ، ويزداد في كرمه بأن قدم لها المشروب الذي يرقص العقول أكثر من مرة .
انتهى الجزء الأول
منذر فاكهاني- عضو جديد
-
رقم العضوية : 14
عدد المساهمات : 23
تاريخ التسجيل : 10/02/2010
رد: ليلة واحدة... من ليالي العمر
كاتبنا الرائع منذر
متابع معك بأذن الله باقى الاحداث
فأسمح لى بحجز مقعد امام كلماتك
متابع معك بأذن الله باقى الاحداث
فأسمح لى بحجز مقعد امام كلماتك
محمد لطفى- عضو فضي
-
رقم العضوية : 11
عدد المساهمات : 390
تاريخ التسجيل : 10/02/2010
رد: ليلة واحدة... من ليالي العمر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أكرمك الله يا أبو عمر
وأنا أيضاً متابعة معاك
ننتظر الجزء الثاني من القصة
دمت بألف خير
تحيتي
نور الهدى- عضو مميز
-
رقم العضوية : 5
عدد المساهمات : 191
تاريخ التسجيل : 07/02/2010
رد: ليلة واحدة... من ليالي العمر
محمد لطفى كتب:كاتبنا الرائع منذر
متابع معك بأذن الله باقى الاحداث
فأسمح لى بحجز مقعد امام كلماتك
أخي الفاضل محمد
أسمح لي وبكل الود أن أحجز لك مكانا بين الأحبة والخلان في القلب
قبل تنال مكانك المحجوز على الدوام في رياض الكلمات
سرني مرور ناظريك على ساح حروفي وكلماتي
شكر الله لك وطيب أوقاتك
منذر فاكهاني- عضو جديد
-
رقم العضوية : 14
عدد المساهمات : 23
تاريخ التسجيل : 10/02/2010
رد: ليلة واحدة... من ليالي العمر
أحلى تحية يا نور على ساح المنتدى
بعد تحية اليومية في ساح الحياة
أشكر لك متابعة الكريمة معنا
بعد تحية اليومية في ساح الحياة
أشكر لك متابعة الكريمة معنا
نور الهدى كتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أكرمك الله يا أبو عمر
وأنا أيضاً متابعة معاك
ننتظر الجزء الثاني من القصة
دمت بألف خير
تحيتي
منذر فاكهاني- عضو جديد
-
رقم العضوية : 14
عدد المساهمات : 23
تاريخ التسجيل : 10/02/2010
رد: ليلة واحدة... من ليالي العمر
أخي الفاضل القاص المبدع الأستاذ
منذر فكهاني
بدابة أتمنى أن تتجاوز عن تقصيري تجاه ما تقدمه لنا من روائع
وحيث أن ذلك قد كان رغمًا عني وبدون قصد
لذا فأستمحيك العذر من كل قلبي
فقد دلفت اليوم إلى صفحتك الراقية وقد أخليت ذهني تمامًا
كي أكون في رحاب إبداعك الجميل
فألفيت بين السطور موهبة تفرض نفسها فرضًا
وأسلوبًا شيقًا يدعو إلى الإعجاب والتقدير
تابعت الأحداث وبي شوق لمتابعة ما تبقى من أجزاء
وتقبل خالص شكري وامتناني لإمتاعنا بهذا السرد الجميل
مع عاطر التحايا وأطيب المنى
آمال
منذر فكهاني
بدابة أتمنى أن تتجاوز عن تقصيري تجاه ما تقدمه لنا من روائع
وحيث أن ذلك قد كان رغمًا عني وبدون قصد
لذا فأستمحيك العذر من كل قلبي
فقد دلفت اليوم إلى صفحتك الراقية وقد أخليت ذهني تمامًا
كي أكون في رحاب إبداعك الجميل
فألفيت بين السطور موهبة تفرض نفسها فرضًا
وأسلوبًا شيقًا يدعو إلى الإعجاب والتقدير
تابعت الأحداث وبي شوق لمتابعة ما تبقى من أجزاء
وتقبل خالص شكري وامتناني لإمتاعنا بهذا السرد الجميل
مع عاطر التحايا وأطيب المنى
آمال
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى