إعدام ضامن !
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
إعدام ضامن !
خرج الرجلُ ذات صباح آخذا بزمام ناقته متوكلا على ربه قاصدا الرحلة إلى حيث ترمي به المقادير ولما انتصف النهار واشتد الحر وقد بلغ منه الجوع مبلغا والتعب غايته آوى إلى ظل شجرة يستظل بظلها من قيلولة النهار ووهج الشمس ريثما ينكسر الظل ويذهب الحر وبينما هو كذلك إذ غفتْ عيناه غفوة راح معها من التعب في سبات عميق ونوم مستغرق فانفلت زمام ناقته وعاثت في زرع الناس فأفسدت الكثير منه فلما رآها أصحاب الأرض انهالوا عليها ضربا حتى قتلوها واستيقظ الرجل على حركة وضجبج فوجد ناقته قد طرحت أرضا وفارقت الحياة فما كان منه إلا أن ضرب أحد الواقفين ضربة سقط من إثرها قتيلا فأمسكوا به وكادوا يقتلونه لولا تدخل أحد الحكماء الذي طالب بأن يقتادوه إلى القاضي ليقول فيه رأيه ؛ فلما انعقدت جلسة المحاكمة وحضر القوم وبينهم أهل القتيل ، رفع الجاني يده وقال أيها القاضي أمهلني ثلاثة أيام لأذهب إلى أولادي وأهلي وأخبرهم بما حدث وأوزع لهم التركة ثم أعود إليكم لتنفيذ الحكم الصادر ضدي فأنا به زعيم ومقر ومعترف ،،فضحكت الجلسة كلها وقهقت فقال القاضي سكوت من فضلكم لماذا هذا الضحك !!نعم ولكن من يضمن الرجل أيها الحضور ويدخل القفص مكانه ؟؟!!
فلم يرد أحد وطأطأ الحاضرون جميعارؤوسهم مطرقين إلى الأرض إلا رجلٌ رفع هامته وبشجاعة قال: أنا أيها القاضي أضمنه فقال وتقتل إن لم يحضر في موعده ويقام عليك الحد والعقوبة الموت أتدري ؟! قال نعم
وأخذت الحاضرين الدهشة والهمهمات تجاوبت في القاعة فقال القاضي للضامن ادخل مكانه وليخرج هو ففعل وخرج الجاني والناس في حيرة ودهشة!وانطلق الرجل كالسهم الخاطف يا الله !ومضى يوم ويوم ويوم وما أطولها على الضامن وما أشدها على أهل القتيل وفد أفلت منهم غريمهم ولا يشفي غليلهم غيره ترى ماذا سيحدث؟
وقبل أن تغرب شمس اليوم الأخير عقد القاضي الجلسة وحضر الناس لرؤية المشهد الأخير فنادى الحاجب محكمة ودخل القاضى واستعد الحاضرون لسماع الحكم على الضامن وقد فوض أمره لربه والحاضرون يوجهون له نظرات اللوم والعتاب وبينما هم كذلك فإذا بالجاني الحقيقي يشق الصفوف ويدخل بين ذهول الحاضرين رباه ماذا جرى لماذا عاد وقد أفلت من يد العدالة وبعد أن هدأ صياح الناس وجه القاضي سؤاله العفوي للجاني قائلا له لماذا عدت وقد نجوت بنفسك قال له لماذا قال نعم قال : عدتُ حتى لا يقول الناس أهل الصدق والوفاء قد ماتوا ؛ فقال للضامن وأنت لماذا ضمنت وأنت تعلم أن في ذلك موتك والقصاص منك إن لم يعد قال:لما وجدت الناس قد خذلوه ضمنته خشية أن يقولوا أهل المروءة قد ماتوا ؛وقبل أن ينطق بالحكم عليه وقف أهل القتيل وقالوا أيها القاضي لحظة من فضلك قال ماذا قالوا ونحن بدورنا قد عفونا عنه خشية أن يقولوا أهل العفو قد ماتوا فتهللت الوجوه فرحا ! فما زال في الناس أهل صدق ووفاء وأهل مروءة وإيثار وعطاء وأهل حلم وعفو وولاء !!!عبد الحي بدر
فلم يرد أحد وطأطأ الحاضرون جميعارؤوسهم مطرقين إلى الأرض إلا رجلٌ رفع هامته وبشجاعة قال: أنا أيها القاضي أضمنه فقال وتقتل إن لم يحضر في موعده ويقام عليك الحد والعقوبة الموت أتدري ؟! قال نعم
وأخذت الحاضرين الدهشة والهمهمات تجاوبت في القاعة فقال القاضي للضامن ادخل مكانه وليخرج هو ففعل وخرج الجاني والناس في حيرة ودهشة!وانطلق الرجل كالسهم الخاطف يا الله !ومضى يوم ويوم ويوم وما أطولها على الضامن وما أشدها على أهل القتيل وفد أفلت منهم غريمهم ولا يشفي غليلهم غيره ترى ماذا سيحدث؟
وقبل أن تغرب شمس اليوم الأخير عقد القاضي الجلسة وحضر الناس لرؤية المشهد الأخير فنادى الحاجب محكمة ودخل القاضى واستعد الحاضرون لسماع الحكم على الضامن وقد فوض أمره لربه والحاضرون يوجهون له نظرات اللوم والعتاب وبينما هم كذلك فإذا بالجاني الحقيقي يشق الصفوف ويدخل بين ذهول الحاضرين رباه ماذا جرى لماذا عاد وقد أفلت من يد العدالة وبعد أن هدأ صياح الناس وجه القاضي سؤاله العفوي للجاني قائلا له لماذا عدت وقد نجوت بنفسك قال له لماذا قال نعم قال : عدتُ حتى لا يقول الناس أهل الصدق والوفاء قد ماتوا ؛ فقال للضامن وأنت لماذا ضمنت وأنت تعلم أن في ذلك موتك والقصاص منك إن لم يعد قال:لما وجدت الناس قد خذلوه ضمنته خشية أن يقولوا أهل المروءة قد ماتوا ؛وقبل أن ينطق بالحكم عليه وقف أهل القتيل وقالوا أيها القاضي لحظة من فضلك قال ماذا قالوا ونحن بدورنا قد عفونا عنه خشية أن يقولوا أهل العفو قد ماتوا فتهللت الوجوه فرحا ! فما زال في الناس أهل صدق ووفاء وأهل مروءة وإيثار وعطاء وأهل حلم وعفو وولاء !!!عبد الحي بدر
عبد الحي بدر- عضو برونزي
-
رقم العضوية : 7
عدد المساهمات : 214
تاريخ التسجيل : 08/02/2010
رد: إعدام ضامن !
والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس
وهل يجزى الاحسان الا بمثله
شيخنا الجليل عبدالحى
من بين طيات قصتك تفوح حلاوة الايمان
والعظة الحسنة
شكرا لقصتك الرائعة
وهل يجزى الاحسان الا بمثله
شيخنا الجليل عبدالحى
من بين طيات قصتك تفوح حلاوة الايمان
والعظة الحسنة
شكرا لقصتك الرائعة
محمد لطفى- عضو فضي
-
رقم العضوية : 11
عدد المساهمات : 390
تاريخ التسجيل : 10/02/2010
شكر وتقدير
أخي الفاضل الأستاذمحمد لطفي تحية تقدير واحترام ولقد منحتني صك دخول عالم القصة بهذا الإطراء الطيب والمرور الكريم وهي محاولة قصصية كنت مترددا في خوض غمارها والدخول في مجالها فالشكر كل الشكر لك أخي الكريم شرفت بك صفحتي ولك احترامي ...عبد الحي بدرمحمد لطفى كتب:والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس
وهل يجزى الاحسان الا بمثله
شيخنا الجليل عبدالحى
من بين طيات قصتك تفوح حلاوة الايمان
والعظة الحسنة
شكرا لقصتك الرائعة
عبد الحي بدر- عضو برونزي
-
رقم العضوية : 7
عدد المساهمات : 214
تاريخ التسجيل : 08/02/2010
رد: إعدام ضامن !
عبد الحي بدر كتب:وجه القاضي سؤاله العفوي للجاني قائلا له لماذا عدت وقد نجوت بنفسك قال له لماذا قال نعم قال : عدتُ حتى لا يقول الناس أهل الصدق والوفاء قد ماتوا ؛ فقال للضامن وأنت لماذا ضمنت وأنت تعلم أن في ذلك موتك والقصاص منك إن لم يعد قال:لما وجدت الناس قد خذلوه ضمنته خشية أن يقولوا أهل المروءة قد ماتوا ؛
وقبل أن ينطق بالحكم عليه وقف أهل القتيل وقالوا أيها القاضي لحظة من فضلك قال ماذا قالوا ونحن بدورنا قد عفونا عنه خشية أن يقولوا أهل العفو قد ماتوا فتهللت الوجوه فرحا ! فما زال في الناس أهل صدق ووفاء وأهل مروءة وإيثار وعطاء وأهل حلم وعفو وولاء !!!
عبد الحي بدر
جعلنا الله وإياك من الصادقين
ومن أهل المروءة والعفو والشهامة والرفق
وبارك الله فيك أخي الفاضل وشيخنا الجليل
على هذا السرد الراقي الجميل
مع خالص احترامي وجل التقدير
آمال
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى