منتديـــات آل كحيــــل

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عزيزنا الزائر يرجي التكرم بالدخول للمنتدى
أو التسجيل لدينا إن لم تكن عضوًا وتود الانضمام إلى أسرة المنتدى
سنتشرف بتسجيلك معنا باللغة العربية وشكرًا لك

مع تحيات إدارة المنتدى



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديـــات آل كحيــــل

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عزيزنا الزائر يرجي التكرم بالدخول للمنتدى
أو التسجيل لدينا إن لم تكن عضوًا وتود الانضمام إلى أسرة المنتدى
سنتشرف بتسجيلك معنا باللغة العربية وشكرًا لك

مع تحيات إدارة المنتدى

منتديـــات آل كحيــــل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

قصيدة الأطلال للشاعر إبراهيم ناجي

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

برنامج قصيدة الأطلال للشاعر إبراهيم ناجي

مُساهمة من طرف آمال محمود كحيل الأحد 07 مارس 2010, 4:39 pm

بسم الله الرحمن الرحيم

ربما أن بعض الناس لا يعرف منها إلا الأبيات التي غنتها أم كلثوم
بينما القصيدة طويلة وما أخذ وغني منها ليس بأجمل مما ترك
وهي تجسد معاناة شاعر فارق محبوبته في ألفاظ غاية في العذوبة والسلاسة
وتنبغي ملاحظة أن أبيات : هل رأى الحب سكارى ..
هذا وما بعده ثلاثة أو أربعة أبيات هي من قصيدة أخرى لإبرهيم ناجي
دمجتها أم كلثوم في أغنية الاطلال ، فظن كثير من الناس أنها من الأطلال
وتقع الأطلال في 130 بيت من الشعر
كل أربعة أو ثلاثة أبيات فيها بقافية واحدة وفيها من الحسن والعذوبة الشيء الكثير



يـا فُؤَادِي رَحِمَ اللّهُ الهَوَى *** كَانَ صَرْحاً مِنْ خَيَالٍ فَهَوَى
اِسْقِني واشْرَبْ عَلَى أَطْلاَلِهِ *** وارْوِ عَنِّي طَالَمَا الدَّمْعُ رَوَى
كَيْفَ ذَاكَ الحُبُّ أَمْسَى خَبَراً *** وَحَدِيْثاً مِنْ أَحَادِيْثِ الجَـوَى
وَبِسَــاطاً مِنْ نَدَامَى حُلُمٍ *** هم تَوَارَوا أَبَداً وَهُوَ انْطَوَى

يَا رِيَاحاً لَيْسَ يَهْدا عَصْفُهَا *** نَضَبَ الزَّيْتُ وَمِصْبَاحِي انْطَـفَا
وَأَنَا أَقْتَـاتُ مِنْ وَهْـمٍ عَفَـا *** وَأَفي العُمْــرَ لِنِاسٍ مَا وَفَى
كَمْ تَقَلَّبْتُ عَلَى خَنْجَـــرِهِ *** لاَ الهَـوَى مَالَ وَلاَ الجَفْنُ غَفَا
وَإذا القَلْبُ عَلَى غُفْــرانِهِ *** كُلَّمَــا غَارَ بَهِ النَّصْـلُ عَفَا

يَا غَرَاماً كَانَ مِنّي في دّمي *** قَدَراً كَالمَـوْتِ أَوْفَى طَعْمُـهُ
مَا قَضَيْنَا سَاعَةً في عُرْسِهِ *** وقَضَيْنَا العُمْـرَ في مَأْتَمِـهِ
مَا انْتِزَاعي دَمْعَةً مِنْ عَيْنَيْهِ *** وَاغْتِصَابي بَسْمَةً مِنْ فَمِـهِ
لَيْتَ شِعْري أَيْنَ مِنْهُ مَهْرَبي *** أَيْنَ يَمْضي هَارِبٌ مِنْ دَمِهِ

لَسْتُ أَنْسَاكِ وَقَدْ اَغْرَيْتِني *** بِفَمٍ عَـذْبِ المُنَـادَاةِ رَقِيْقْ
وَيَدٍ تَمْتَدُّ نَحْـوي كَيَدٍ *** مِنْ خِلاَلِ المَوْجِ مُـدَّتْ لِغَرِيْقْ
آهِ يَا قِيْلَةَ أَقْـدَامي إِذَا *** شَكَتِ الأَقْدَامُ أَشْـوَاكَ الطَّرِيْقْ
يَظْمَاُ السَّاري لَهُ *** أَيْنَ في عَيْنَيْــكِ ذَيَّــاكَ البَرِيْقْ

لَسْتُ أَنْسَاكِ ، وَقَدْ أَغْرَيْتِني *** بِالذُّرَى الشُّمِّ فَأَدْمَنْتُ الطُّمُـوحْ
أَنْتِ رُوحٌ في سَـــمَائي *** وَأنَا لَكِ أَعْلُو فَكَأَنّي مَحْضُ رُوحْ
يَا لَهَــا مِنْ قِمَمٍ كُنَّـا بِهَا *** نَتَــلاَقَى ، وَبِسِرَّيْنَا نَبُــوحْ
نَسْتَشِفُّ الغَيْبَ مِنْ أَبْرَاجِهَا *** وَنَرَى النَّاسَ ظِلاَلاً في السُفُوحْ

أَنْتِ حُسْنٌ في ضُحَاهُ لُمْ يَزَلْ *** وَاَنَا عِنْدِيَ أَحْزَانُ الطَّفَلْ
وَبَقَايَا الظِّلِّ مِنْ رَكْبٍ رَحَلْ *** وَخُيُوطُ النُّورِ مِنْ نَجْمٍ أَفَلْ
أَلْمَحُ الدُّنْيَــا بِعَيْنيْ سَئِمٍ *** وَأَرَى حَوُلِيَ أَشْـبَاحَ المَلَلْ
رَاقِصاتٍ فَوْقَ أَشْلاْءِ الهَوَى*** مُعْولاَتٍ فَوْقَ أَجْدَاثِ الأَمَلْ

ذَهَـبَ العُمْــرُ هَبَاءً فَاذْهَبي *** لَمْ يَكُنْ وَعْــدُكِ إلاَ شَبَحَا
صَفْحَــةً قَدْ ذَهَبَ الدَّهْـرُ بِهَا *** أَثْبَتَ الحُبَّ عَلَيْهَا وَمَحَـا
اُنْظُــري ضِحْكِي وَرَقْصي فَرِحاً *** وَأَنَا أَحْمِـلُ قَلْباً ذُبِحَـا
وَيَرَاني النَّاسُ رُوحَاً طَائِراً *** وَالجَوَى يَطْحَنُنِي طَحْنَ الرَّحَى

كُنْتِ تِمْثَالَ خَيَــالي فَهَـوَى *** المَقَــادِيْرُ أَرَادَتْ لاَ يَدِي
وَيْحَهَا لَمْ تَدْرِ مَاذا حَطَّمَتْ *** حَطَّمَتْ تَاجي وَهَدَّتْ مَعْبَـدِي
يَا حَيَــاةَ اليَائِسِ المُنْفَرِد *** يَا يَبَابــاً مَا بِهِ مِنْ أَحَـدِ
يَا قَفَاراً لافِحَــاتٍ مَا بِهَا *** مِنْ نَجِيٍّ .. يَا سُكُونَ الأَبَـدِ

أَيْنَ مِنْ عَيْني حَبِيبٌ سَاحِرٌ *** فِيْهِ نُبْلٌ ، وَجَـلاَلٌ ، وَحَيَـاءْ
وَاثِقُ الخُطْوَةِ يَمْشي مَلِكاً *** ظَالِمُ الحُسْنِ شَهِيُّ الكِبْرِيَــاءْ
عَبِقُ السِّحْرِ كَأَنْفَاسِ الرُّبَى *** سَاهِمُ الطَّرْفِ كَأَحْـلاَمِ المَسَاءْ
مُشْرِقُ الطَّلْعَةِ في مَنْطِقِـهِ *** لُغَةُ النُّورِ ، وَتَعْبِيْرُ السَّـمَاءْ

أَيْنَ مِنّي مَجْلِسٌ أَنْتَ بِهِ *** فِتْنَةٌ تَمَّتْ سَنَاءٌ وَسَنَى
وَأَنَا حُبٌّ وَقَلْبٌ هَائِمٌ *** وَخَيَــالٌ حَائِرٌ مِنْكَ دَنَـا
وَمِنَ الشَّوْقِ رَسُلٌ بَيْنَنَا *** وَنَدِيْمٌ قَدَّمَ الكَاْسَ لَنَــا
وَسَقَانَا فَانْتَفَضْنَا لَحْظَـةً *** لِغُبَــارٍ آدَمِيٍّ مَسَّنَا

قَدْ عَرَفْنَا صَوْلَةَ الجِسْمِ الّتِي *** تَحْكُمُ الحَيَّ وَتَطْغَى في دِمَاهْ
وَسَمَعْنَا صَرْخَــةً في رَعْدِهَا *** سَوْطُ جَلاَّدٍ ، وَتَعْذِيْبُ إلَهْ
أَمَرَتْنَا فَعَصَيْنَا أَمْــرَهَا *** وَأَبَيْنَــا الذُلَّ أَنْ يَغْشَى الجِبَاهْ
حَكَمَ الطَّاغي فَكُنَّا في العُصَاةْ *** وَطُرِدْنَا خَلْفَ أَسْوَارِ الحَيَاهْ

يَا لَمَنْفِيَّيْنِ ضَلاَّ في الوُعُورْ *** دَمِيَا بِالشَّوْكِ فيْهَا وَالصُّخُورْ
كُلَّمَا تَقْسُو اللَّيَالي عَرَفَا *** رَوْعَةَ اللآلامِ في المَنْفَى الطَّهُورْ
طُرِدَا مِنْ ذَلِكَ الحُلْمِ الكَبِيْرْ *** لِلْحُظُوظِ السُّودِ واللَّيْلِ الضَّريْرْ
يَقْبَسَانِ النُّورَ مِنْ رُوحَيْهِمَا *** كُلَّمَـا قَدْ ضَنَّتِ الدُّنْيـا بِنُورْ

أَنْتِ قَدْ صَيَّرْتِ أَمْرِي عَجَبَا *** كَثُرَتْ حِوْليَ أَطْيَارُ الرُّبَى
فَإِذا قُلْتُ لِقَلْبي سَـاعَةً *** قُمْ نُغَــرِّدْ لِسِوَى لَيْلَى أَبَى
حَجَبَتْ تَأْبى لِعَيْني مَأْرَبَــا *** غَيْرُ عَيْنَيْكِ وَلاَ مَطَّلَبَـا
أَنْتِ مَنْ أَسْـدَلَهَا لا تَدَّعي ‘‘‘ أَنَّني أسْدَلْتُ هَذي الحُجُبَـا

وَلَكَمْ صَاحَ بِيَ اليَأْسُ انْتزِعْهَا *** فَيَرُدُّ القَدَرُ السَّاخِرُ: دَعْهَـا
يَا لَهَا مِنْ خُطَّةٍ عَمْيَاءَ لَوْ *** أَنَّني اُبْصِـرُ شَيْئاً لَمْ اُطِعْهَــا
وَلِيَ الوَيْـلُ إِذَا لَبَّيْتُهَــا *** وَلِيَ الوَيْـلُ إِذا لَمْ أَتَّبِعْهَـــا
قَدْ حَنَتْ رَأْسي وَلَو كُلُّ القِوَى *** تَشْتَري عِزَّةَ نَفْسي لَمْ أَبِعْهَا

يَا حَبِيْبـاً زُرْتُ يَوْماً أَيْكَهُ *** طَائِـرَ الشَّوْقِ اُغَنّي أَلَمي
لَكَ إِبْطَـاءُ المُدلِّ المُنْعِـمِ *** وَتَجَنّي القَــادرِ المُحْتَكِمِ
وَحَنِيْني لَكَ يَكْوي أَضْلُعي *** وَالثَّوَاني جَمَرَاتٌ في دَمي
وَأَنَا مُرْتَقِبٌ في مَوْضِعي *** مُرْهَفُ السَّمْعِ لِوَقْعِ القَـدَمِ

قَدَمٌ تَخْطُو وَقَلْبي مُشْبِهٌ *** مَوْجَـةً تَخْطُـو إِلى شَـاطِئِهَا
أيُّهَا الظَّالِمُ بِاللَّهِ إلَى كَمْ *** أَسْفَحُ الدَّمْـعَ عَلَى مَوْطِئِهَـا
رَحْمَـةٌ أَنْتَ فَهَلْ مِنْ رَحْمَةٍ *** لِغَريْبِ الرّوحِ أَوْ ظَامِئِهَـا
يَا شِفَاءَ الرُّوحِ رُوحي تَشْتَكي *** ظُلْمَ آسِيْهَا إِلى بَارِئِهَـا

أَعْطِني حُرِّيَتي اَطْلِقْ يَدَيَّ *** إِنَّني أَعْطَيْتُ مَا اسْتَبْقَيْتُ شَيَّ
آهِ مِنْ قَيْدِكَ أَدْمَى مِعْصَمي *** لِمَ اُبْقِيْــهِ ، وَمَا أَبْقَى عَلَيَّ
مَا احْتِفَاظي بِعُهُودٍ لَمْ تَصُنْهَا *** وَإِلاَمَ اللأَسْرُ وَالدُّنْيـا لَدَيَّ
هَا أَنَا جَفَّتْ دُمُوعي فَاعْفُ عَنْهَا *** إِنّهَا قَبْلَكَ لَمْ تُبْذَلْ لِحَيَّ

وَهَبِ الطَّائِرَ عَنْ عُشِّكَ طَارَا *** جَفَّتِ الغُدْرَانُ وَالثَّلْجُ أَغَارَا
هَذِهِ الدُّنْيَا قُلُوبٌ جَمَدَتْ *** خَبَتِ الشُّعْلَةُ ، وَالجِمْـرُ تَوَارَى
وَإِذا مَا قَبَسَ القَلْبُ غَدَا *** مِنْ رَمَادٍ لاَ تَسَلْهُ كَيْفَ صَـارَا
لاَ تَسَلْ واذْكُرْ عَذابَ المُصْطَلي *** وَهُوَيُذْكِيْهِ فَلاَ يَقْبَسُ نَارَا

لاَ رَعَى اللّه مَسَـاءً قَاسِياً *** قَدْ أَرَاني كُلَّ أَحْـلامي سُدى
وَأَرَاني قَلْبَ مَنْ أَعْبُدُهُ *** سَاخِراً مِنْ مَدْمَعي سُخْرَ العِــدَا
لَيْتَ شِعْري أَيُّ أَحْدَاثٍ جَرَتْ *** أَنْزَلَتْ رُوحَكَ سِجْناً مُوصَدا
صَدِئَتْ رُوحُكَ في غَيْهَبِهَا *** وَكَذا الأَرْوَاحُ يَعْلُوهَا الصَّـدا

قَدْ رَأَيْتُ الكَوْنَ قَبْراً ضَيِّقاً *** خَيَّمَ اليَاْسُ عَلَيْهِ ، وَالسُّكُوتْ
وَرَأَتْ عَيْني أَكَاذيْبَ الهَوَى *** وَاهِيَاتٍ كَخُيـوطِ العَنْكَبُـوتْ
كُنْتَ تَرْثي لِي وَتَدْري أَلَمي *** لَوْ رَثَى لِلدَّمْعِ تِمْثَالٌ صَمُوتْ
عِنْدَ أَقْدَامِكَ دُنْيَــا تَنْتَهي *** وَعَلَى بَابِكَ آمَــالٌ تَمُـوتْ

كُنْتَ تَدْعونيَ طِفْلاُ كُلَّمَـا *** ثَارَ حُبّي ، وَتَنَدَّتْ مُقَلِي
وَلَكَ الحَقُّ لَقَدْ عَاِشَ الهَوَى *** فيَّ طِفْلاً وَنَمَا لَم يَعْقَلِ
وَرَأَى الطَّعْنَةَ إذْ صَوَّبْتَهَا *** فَمَشَتْ مَجْنُونةً لِلْمَقْتَـلِ
رَمَتِ الطِّفْلَ فَأَدْمَتْ قَلْبَهُ *** وَأَصَابَتْ كِبْرِيَـاءَ الَّرجُـلِ

قُلْتُ لِلنَّفْسِ وَقَدْ جُزْنَا الوَصِيْدَا *** عَجِّلي لا يَنْفَعُ الحَزْمُ وَئِيْدَا
وَدَعي الهَيْكَــلَ شُبَّتْ نَارُهُ *** تَأكُلُ الرُّكَّعَ فِيْـهِ ، وَالسُّجُودَا
يَتَمَنّى لي وَفَائي عَـوْدَةً *** وَالهَوَى المَجْرُوحُ يَاْبَى أَنْ نَعُودَا
لِيَ نَحْوَ اللَّهـبِ الَّذاكي بِهِ *** لَفْتَةُ العُودِ إِذا صَـارَ وُقُـوداً

لَسْتُ أَنْسَى أَبَدا ، سَـاعَةً في العُمُـرِ
تَحْتَ رِيْحٍ صَفَّقَتْ لارْتِقَــاصِ المَطَرِ
نَوَّحَـتْ لِلذّكَـرِ ، وَشَــكَتْ لِلْقَمَـرِ
وَإِذا مَا طَـرِبَتْ عَرْبَدَتْ في الشَّــجَرِ
هَاكَ مَا قَدْ صَبَّتِ الرِّيْحُ بِاُذْنِ الشَّـاعِرِ
وَهْيَ تُغْري القَلْبَ إِغْرَاءِ النَّصِيْحِ الفَاجِرِ

أَيُّهَا الشَّاعِرُ تَغْفو *** تَذْكُرُ العَهْدَ وَتَصْحو
وَإِذا مَا إَلتَأَمَ جُرْحٌ *** جَدَّ بِالتِذْكَارِ جُرْحُ
فَتَعَلَّمْ كَيْفَ تَنْسى ***.وَتَعَلَّمْ كَيْفَ تَمْحـو
أَوَ كُلُّ الحُبِّ في رَأْيِكَ *** غُفْرَانٌ وَصُفْحُ

هَاكَ فَانْظُــرْ عَدَدَ الرَّمْ *** لِ قُلُوباً ، وَنِسَاءْ
فَتَخَيَّرْ مَا تَشَــاءْ *** ذَهَبَ العُمْــرُ هَبَـاءْ
ضَلَّ في الأَرْضِ الّذي *** يَنْشُدُ أَبْنَاءَ السَّمَاءْ
أَيُّ رُوحَانِيَّةٍ تُعْصَــرُ *** مِنْ طِيْنٍ وَمَـاءْ

أَيُّهَا الرِّيْــحُ أَجَلْ ، لَكِنَّمَــا *** هِيَ حُبِّي ، وَتَعِلَّاتِي ، وَيَأْسِي
هِيَ في الغَيْبِ لِقَلْبي خُلِقَتْ *** أَشرَقَتْ لي قَبْلَ أَنْ تُشْرِقَ شَمْسِي
وَعَلَى مَوْعِــدِهَا أَطْبَقَتُ عَيْني *** وَعَلى تَذْكَارِهَا وَسَّدْتُ رَأْسِي

جَنَّتِ الرِّيْحُ وَنَا *** دَتْــهُ شَيَاطِيْنُ الظَّـلاَمْ
أَخِتاَماً كَيْفَ يَحْلو *** لَكَ في البِـدْءِ الخِـتَامْ

يَا جَرِيْحـاً أَسْلَمَ الـ *** جُـرْح حَبِيْباً نَكَأَهْ
هُـوَ لاَ يَبْكي إّذَا الـ ***ـنَّاعِي بِهَـذَا نَبَّأَهْ
أَيُّهَا الجَبَّارُ هَلْ ***.تُصْرَعُ مِنْ أَجـلِ امْرأَهْ

يَا لَهَا مِنْ صَيْحَةٍ مَا بَعَثَتْ *** عِنْـدَهُ غَيْرَ أَليْمِ الذِّكَـرِ
أَرِقَتْ في جَنْبِهِ فَاسْتَيْقَظَتْ *** كَبَقَــايَا خَنْجَرٍ مُنْكَسِرِ
لَمَعَ النَّهْــرُ ، وَنَادَاهُ لَهُ *** فَمَضَى مُنْحَدِراً لِلنَّهَــرِ
نَاضِبَ الزَّادِ وَمَا مِنْ سَفَر *** دُونِ زَادٍ غَيْرُ هَذَا السَّفَرِ

يَا حَبِيْبي كُلُّ شَيْءٍ بِقَضَاءْ *** مَا بِأَيْدينَا خُلِقْنَا تُعَسَاءْ
رُبَّمَا تَجْمَعُنَــا أَقْدَارُنَـا *** ذَاتَ يَوْمٍ بَعْدَمَا عَزَّ الِّلقَاءْ
فَإِذا أَنْكَــرَ خِـلٌّ خِلَّهُ *** وَتَلاَقَيْنَـا لِقَـاءَ الغُـرَبَاءْ
وَمَضَى كُلٌّ إِلَى غَايَتِهِ *** لاَ تَقُلْ شِئْنَا! فَإِنَّ الحَظَّ شَاء

يَا نِدَاءً كُلَّمَا أَرْسَـلْتُهُ *** رُدَّ مَقْهُـوراً ، وَبِالحَظِّ ارْتَطَمْ
وَهُتَافاً مِنْ أَغَاريْد المُنَى *** عَادَ لي وَهْوَ نُـوَاحٌ ، وَنَدَمْ
رُبَّ تِمْثَالِ جَمَالٍ وَسَنَا *** لاَحَ لِي وَالعَيْشُ شَجْوٌ وَظُلَمْ
إِرْتَمَى اللَّحْنُ عَلَيْهِ جَاثِيَاً *** لَيْسَ يَدْرِي أَنَّهُ حُسْنٌ أَصَمْ

هَدَأَ اللَّيْلُ ، وَلاَ قَلْبَ لَهُ *** أَيُّهَا السَّــاهِرُ يَدْري حَيْرَتَكْ
اَيُّهَا الشَّاعِرُ خُذْ قِيْثَارَتَكْ *** غَنِّ أَشْجَانَكَ وَاسْكُبْ دَمْعَتَكْ
رُبَّ لَحْنٍ رَقَصَ النَّجْمُ لَهُ *** وَغَزَا السُّحْبَ وَبِالنَّجْمِ فَتَكْ
غَنِّهِ حَتَّى نَرَى سِتْرَ الدُّجَى *** طَلَـعَ الفَجْرُ عَلَيْهِ فَانْتَهَكْ

وَإِذا مَا زَهَــرَاتٌ ذُعِرَتْ *** وَرَأَيْتَ الرُّعْبَ يَغْشَى قَلْبَهَــا
فَتَرَفَّقْ وَاتَّئِدْ وَاعْزِفْ لَهَا *** مِنْ رَقِيْقِ اللَّحْنِ وَامْسَحْ رُعْبَهَا
رُبَّمَا نَامَتْ عَلَى مَهْدِ الأَسَى *** وَبَكَتْ مُسْـتَصْرِخَاتٍ رَبَّهَـا
أَيُّهَا الشَّاعِرُ كَمْ مِنْ زَهْـرَةٍ *** عَوقِبَتْ لَمْ تَدْرِ يَوْماً ذَنْبَهَـا






آمال محمود كحيل
آمال محمود كحيل
المدير العام
المدير العام

قصيدة الأطلال للشاعر إبراهيم ناجي Jb12915568671

قصيدة الأطلال للشاعر إبراهيم ناجي Domain-9829ac87eaقصيدة الأطلال للشاعر إبراهيم ناجي  رابط الوسام هنا قصيدة الأطلال للشاعر إبراهيم ناجي  رابط الوسام هنا قصيدة الأطلال للشاعر إبراهيم ناجي  رابط الوسام هنا قصيدة الأطلال للشاعر إبراهيم ناجي  رابط الوسام هنا قصيدة الأطلال للشاعر إبراهيم ناجي  رابط الوسام هنا

رقم العضوية : 2
عدد المساهمات : 2246
تاريخ التسجيل : 06/02/2010

http://www.nabdelamal.com/vb/

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

برنامج رد: الأطلال

مُساهمة من طرف عبد الحي بدر الإثنين 08 مارس 2010, 1:17 pm

اختيار موفق وانتقاء جميل وهدية من عيون الشعر العربي ولا أروع
وهي رائعة تعد مرجعا ومنهلا ثرا لمحبي اللغة بلاغة وتراكيب وصورا وأخيلة وعمق معاني وجليل إيقاع...دمتِ يا دكتورة بكل الخير والصفاء

عبد الحي بدر
عضو برونزي
عضو برونزي

قصيدة الأطلال للشاعر إبراهيم ناجي Jb12915568671
رقم العضوية : 7
عدد المساهمات : 214
تاريخ التسجيل : 08/02/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى