من كتابات الكاتب الساخر عاصم حنفى

من طرف **محمد لطفى** الخميس 04 مارس 2010, 2:51 am

ياعينى على كتاب الفكاهة والمسخرة.. راحت عليهم يا حرام.. وكل ما يكتبونه الآن مجرد تحصيل حاصل.. لايرقى لمستوى الأحداث الكوميدية الضاحكة التى يعيشها المجتمع.. وقد تجاوزتهم الأحداث اليومية تماما.. فصار الواقع أكثر سخرية ومرارة.. حيث لاشىء يخضع للمنطق والحساب والأصول والمفهومية.. وحيث التعامل بالعقل لايجدى ولايفيد.. فلم يعد أمامك سوى الفرجة والبحلقة.. بعد أن فقدنا القدرة على الكتابة والإضحاك.. وصفحات الحوادث والسياسة والاقتصاد فى الجرائد والمجلات.. تقوم بمهمة زغزغة الناس على أكمل وجه!! والجرائد تزف إلينا الأنباء السعيدة.. ووزير التربية والتعليم قرر فى ساعة تجلى عقد الامتحان لمليون معلم تمهيدا للترقية وإعتماد علاوات الكادر الجديد.. والخيبة أن الامتحان يشمل جميع المعلمين.. كبارهم وصغارهم.. وقد وزعت عليهم نماذج للامتحان والأسئلة.. وهناك كتيبات وملازم عليهم بحفظها ومذاكرتها.. ولم يكتف سعادة الوزير بالامتحان وخلاص.. بل أجبر المعلمين على التوقيع بالموافقة.. وقد شكلت اللجان وبدأ الامتحان الذى يكرم فيه المعلم أو يهان..!! وهكذا.. وفى سابقة لم تحدث فى مكان أخر بالدنيا.. جلس المعلمون على مقاعد التلامذة.. وقد ضربت وزارة التعليم بعرض الحائط التقارير السنوية وتقارير المتابعة.. وأقدمية المعلم وجدارته بالترقيات والعلاوات والمكافآت التشجيعية.. واستندت فقط إلى نتائج الامتحان.. وهو ما يعنى تسرب الأسئلة والأجوبة النموذجية للمحظوظين.. وما يعنى رواج سوق الدروس الخصوصية بين المفتشين وقدامى العاملين العالمين ببواطن الأمور وأسئلة الامتحانات.. والمثير للضحك والسخرية.. أن المعلمين عندما احتجوا وقد رفض بعضهم التوقيع بالموافقة على دخول الامتحان.. هددهم سيادة الوزير بأن الامتحان هو الفيصل للترقى والتمتع بالكادر الجديد.. والرافضون مصيرهم الجمود والركود الوظيفى.. والعياذ بالله..!! مسألة غريبة والله.. فالدولة التزمت بتعديل كادر المعلمين.. وتحدثت عن الحد الأدنى للأجور ويبلغ ألف جنيه.. ورفع المعاشات من 120 جنيها إلى 500 جنيه.. لكنها لحست كلامها.. ولانعرف مصير المعلم الذى يرفض دخول الامتحان ثم يحال بعدها إلى المعاش.. فهل يكون معاشه 120 جنيها طبقا للنظام القديم.. أم يكون خمسمائة جنيه طبقا لما وعدت به الحكومة.. لانعرف والله لماذا اللكاعة والنطاعة تمارسها الوزارة.. مع أن تعديل الكادر ضرورى بصرف النظر عن الامتحان.. لكى يتماشى المرتب مع الأسعار الجديدة.. وللقضاء على ظاهرة الدروس الخصوصية.. على اعتبار أن إصلاح أحوال التعليم يبدأ بإصلاح أحوال المعلم.. فلماذا الرجوع فى الكلام ونقض العهود ولحس الوعود.. وكأن كلام الدولة مدهون بزبده.. يسيح ويتبخر فى شمس النهار..!! وأقطع ذراعى.. أن قرار امتحان المعلمين هو قرار فردى أصدره فرد واحد.. هو الوزير شخصيا.. دون الرجوع للمعلمين لسؤالهم.. دون التفاهم مع الخبراء.. دون استشارة الحكماء.. دعك من نقابة المعلمين.. لأنها تلعب على الخط مع الباشا الوزير.. ولاحظ أنها تقول كلاما مشابها لكلام الوزير.. فى حين أن جموع المعلمين فى جميع المحافظات معترضون تماما.. ولكن لا حياة لمن تنادى..! لايصح ولايجوز أن يكون المعلم فى أدنى السلم الوظيفى.. ولو أننى مسئول بالدولة لأمرت بتوفير الفلوس التى انفقت على الامتحان من طبع أسئلة وتوزيع الملازم واستئجار القاعات وتوظيف الممتحنين والمراقبين.. لوفرت كل ذلك ووزعته على جموع المعلمين.. وأقطع ذراعى أن الفلوس كثيرة.. وكانت ستحدث نقلة نوعية فى حياتهم..! أخشى والله.. وبعد أن ينجح المعلمون فى امتحان الوزارة.. ألا يكون الكادر الجديد كما وعدت الدولة.. وأن تقتصر الزيادة فى المرتب على مجرد جنيهات محسوبة.. فإذا ما ذهب المدرسون للباشا الوزير يعترضون على المقلب الامتحانى.. سوف يشير لهم الوزير إلى الحائط القريب ويقول لهم: إحنا برنامج الكاميرا الخفية: تحبوا تسجلوا؟