منتديـــات آل كحيــــل

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عزيزنا الزائر يرجي التكرم بالدخول للمنتدى
أو التسجيل لدينا إن لم تكن عضوًا وتود الانضمام إلى أسرة المنتدى
سنتشرف بتسجيلك معنا باللغة العربية وشكرًا لك

مع تحيات إدارة المنتدى



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديـــات آل كحيــــل

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عزيزنا الزائر يرجي التكرم بالدخول للمنتدى
أو التسجيل لدينا إن لم تكن عضوًا وتود الانضمام إلى أسرة المنتدى
سنتشرف بتسجيلك معنا باللغة العربية وشكرًا لك

مع تحيات إدارة المنتدى

منتديـــات آل كحيــــل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تفسير سورة البينة

3 مشترك

اذهب الى الأسفل

برنامج تفسير سورة البينة

مُساهمة من طرف آمال محمود كحيل الثلاثاء 02 مارس 2010, 9:22 pm

سورة الْبَـيِّـنَة

بِسم الله الرَّحمن الرَّحيم

لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ *
رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً * فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ *
وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ *
وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ *
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ *
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ *
جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ

الموضوع منقول بتصرف
وبإذن الله سيتم استكمال نشره تباعًا



عدل سابقا من قبل د / آمال كحيل في الأربعاء 03 مارس 2010, 12:17 am عدل 1 مرات
آمال محمود كحيل
آمال محمود كحيل
المدير العام
المدير العام

تفسير سورة البينة Jb12915568671

تفسير سورة البينة Domain-9829ac87eaتفسير سورة البينة  رابط الوسام هنا تفسير سورة البينة  رابط الوسام هنا تفسير سورة البينة  رابط الوسام هنا تفسير سورة البينة  رابط الوسام هنا تفسير سورة البينة  رابط الوسام هنا

رقم العضوية : 2
عدد المساهمات : 2246
تاريخ التسجيل : 06/02/2010

http://www.nabdelamal.com/vb/

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

برنامج رد: تفسير سورة البينة

مُساهمة من طرف آمال محمود كحيل الثلاثاء 02 مارس 2010, 9:32 pm

** الـفــــــوائــد **


1-انتبه لهذا البيان

هذه السورة تسمى (البينّة ) والبينه هي الحُجة الواضحة وأصلها الوضوح والظهور ,
لعل هذه التسميه تدلل على أهمية وخطورة ما تعرضه السورة
كأنه بيان هام بالغ الأهمية ينبغي أن ينصت له باهتمام خاص.


فهي ستُظهر وتوضح حقائق هامة لا ينبغي الجهل بها والتقاعس عن فهمها ؟
فما هو هذا البيان الذي تعرضه سورة البينة ؟

إنه بيان يوضح من هم شر البرية ومن هم خير البرية

والبرية هي الخليقة .. أي كل ما خلق الله من مخلوقات..
هذا البيان يظهر لك أعلى درجات الخير في أهل الخير وأعلى درجات الشر في أهل الشر ..

فهي ترسم لك المنحدر الذي يهوي بمن يركبه إلى أسفل سافلين
وترسم لك السلم الذي يمكنك الإرتقاء عليه إلى أعلى عليين

هذا هو البيان بشكل إجمالي ..
أما تفصيله فهو وصفه لخير البرية وشر البرية على التفصيل ..
فذكر أوصافهم ومسلكهم وجزاؤهم وبدأ السوره بوصف أعيانهم كأعلام وأشخاص
ليستدل بها على أوصافهم.

ومما يظهر أهمية هذه السورة وما احتوت عليه من بيان هام
أن تتأمل في موقعها بين سور القرآن .. فقد جاء قبلها سورة القدر
والحديث فيها عن القرآن ونزوله في ليلة القدر ..
وجاء بعدها الزلزلة والحديث فيها عن أهوال اليوم الآخر.
وانتظام السور الثلاث ينسج رسالة رائعة المعنى بالغة الأهمية وهي :
هذا القرآن كتاب له قدر أنزلناه في ليلة ذات قدر على أمة لها قدر
ليبين لهم من خير البرية ومن هم شر البرية ..
ولن ينتفع بهذا القرآن إلا من خشي ربّه ..
ومن أراد أن يخشى ربه فـليتعرف على أهوال اليوم الآخر.

ومما يؤكد أهمية هذه السورة وما احتوت عليه من بيان
أن الله تعالى أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقرأها على أصحابه ..
فاختار أُبي بن كعب بأمر من الله تعالى ليقرأها عليه لأنه كان أجود الصحابه قراءة للقرآن ..
فقد جاء في الحديث الصحيح [ أقرؤكم أُبي ]
وقد أسند إليه النبي صلى الله عليه وسلم مهمة تعليم الوفود القرآن وتفقيهها في الدين
وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا غاب عن المدينة يستخلفه لإمامة المسلمين في الصلاة ,
وقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه [ سيد المسلمين أبي بن كعب ]
وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم ضرب في صدره
وقال [ ليهنئك العلم أبا مُنذر] أي ليكن العلم هنيئاً لك.

ومما سبق يتبن فضل أبي بن كعب رضي الله عنه –
حتى اختاره الله عزّ وجلّ ليكون محل تعليم رسول الله لأصحابه هذه السورة
مما يبين أهمية ما جاء في هذه السورة حتى نالت هذا الإهتمام الخاص في تعليمها
فقد جاء في صحيح البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال لأُبي بن كعب حين نزلت ( لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا)
إن الله أمرني أن أقرأ عليك (لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا)
قال أبي : آلله سماني لك ؟ قال نعم الله سماك لي فجعل أبي يبكي ..

وقد استخرج العلماء من هذا الحديث فائده فقالوا :
وفيه أن من السنة أن يستمع القرآن في بعض الأوقات من غيره.

وقد قال صلى الله عليه وسلم لابن مسعود رضي الله عنه :
اقرأ علي فقال: أقرأ عليك وعليك أُنزل قال : أني أحب أن أسمعه من غيري ,
قال ابن مسعود : فقرأت سورة النساء حتى أتيت هذه الآية
( فكيف إذا جئنا بك على هؤلاء شهيداً ) قال : حسبُك الآن ,
فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان أي تقطران

إن الغرض من قراءة القرآن هو تدبر المعنى ..
والتدبر معناه التفكر والتأمل لآيات القرآن من أجل فهمه وإدراك معانيه


وعملية التفكر تنتج من عرض المعنى على القلب أثناء تلفظ اللسان بالحروف والكلمات
فإذا وافقت حركة اللسان حضور القلب وشهوده تم عرض المعنى على القلب
فحصل الفكر والتأمل ونتج منهما الفهم والعظه ,
وفي حالة السماع يكون إنصات القلب وحضوره أشد لسكون الجوارح كلها بما فيها اللسان
مما يُعطي القلب فرصه أكبر في التقاط المعنى.

وهذه السورة خاصة يحتاج الإنسان إلى سماعها كأنها بيان يُتلى عليه
فأنت حين تسمع هذا الوصف (خير البرية ) تشتاق نفسك ويشتهي قلبك
أن تعرف من هم خير البرية ،
من هم هؤلاء الذين أثنى الله عليهم بأنهم أفضل مخلوقاته
وكيف يرتقي الإنسان ليكون منهم .

وما هي أدنى درجاتهم وأعلاها وكيف ارتقوا إلى هذه الدرجات
فما أجمل أن يصف الله عز جل صنف من خلقه بأنهم خير الخليقة وأفضلها
ثم يبين جزاؤهم الذي أعده الله لهم ويبين قبل ذلك انه رضي عنهم وارتضاهم عبيداً لهم .
فإن لم يكن في فضلهم سوى ثناء الله عليهم بهذا الوصف
فكفى به فضلاً وشرفاً فماذا لو علمت بما لهم عند الله من جزاء وما نالهم من رضاه.

إنه خبر هام ينبغي أن يتشوف القلب لفهمه وتشتاق النفس لمعرفته ويسعى الإنسان لتحصيله.

وإذا سمعت هذا الوصف ( شر البرية ) فإن القلب ينقبض والنفس تشمئز
والجوارح تقشعـر من هؤلاء الذين حكم الله عليهم بأنهم أشر الخلق
فهم أبغض الناس إليه وأبعدهم عن رحمته
فمن هؤلاء وكيف يتدنى الإنسان إلى درجاتهم؟

فما أقبح أن يوصف إنسان بهذا الوصف .. ( شر البرية )
ان الإبن إذا سمع أبيه يذمه أمام الناس فيقول هذا أشر أبنائي فإنه يحزن ويتحسر لذلك ..
فما بالك لو كان هذا الذم من رب العالمين!

فلو لم يكن في هؤلاء الخلق مذمة سوى ذم ربهم لهم لكان جديراً بنا أن نتحرى أخبارهم
لنعرفهم ونتباعد عن اوصافهم حتى لا يشملنا وصفهم أو يلحقنا شؤمهم.

ومن هنا يجب أن نستقبل هذه السورة استقبال جادًا قويًّا
حتى ينكشف لنا بوضوح حقيقة التصنيف التى جاءت به السورة لأصناف الخلق.

يتبـــــع
آمال محمود كحيل
آمال محمود كحيل
المدير العام
المدير العام

تفسير سورة البينة Jb12915568671

تفسير سورة البينة Domain-9829ac87eaتفسير سورة البينة  رابط الوسام هنا تفسير سورة البينة  رابط الوسام هنا تفسير سورة البينة  رابط الوسام هنا تفسير سورة البينة  رابط الوسام هنا تفسير سورة البينة  رابط الوسام هنا

رقم العضوية : 2
عدد المساهمات : 2246
تاريخ التسجيل : 06/02/2010

http://www.nabdelamal.com/vb/

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

برنامج رد: تفسير سورة البينة

مُساهمة من طرف آمال محمود كحيل الثلاثاء 02 مارس 2010, 9:51 pm


2- إن الله لا يُغـير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم

كان أهل الكتاب أصحاب رسالة سابقة واتباع نبي مُرسل وبين أيديهم كتاب منزل
ولكن المسافة بينهم وبين هدى رسولهم وتعاليم كتابهم تباعدت فانحرفوا عن المنهج الرباني
وضلوا الطريق إلى صراط الله المستقيم وبدلاً من الرجوع إلى الحق الذي آمنوا به وعرفوه
استمروا على ما هم فيه من الضلال والإنحراف عن منهج الله حتى يأتيهم من يجدد لهم الرسالة
ويعيد رسم الطريق من جديد وجعلوا هذه هي حجتهم فيما هم فيه من كفر وضلال ..
وكذلك المشركين رغم أنهم توارثوا عن ملة إبراهيم ما يقيمهم على التوحيد
لكنهم احتجوا بغياب الرسل على صحة ما ذهبوا إليه من التشريك في عبادة الله
واعتقدوا أنهم على حق , وكان من المتوقع لكلا الفريقين أنه حين يبعث الله رسولاً
يجدد دعوة الأنبياء والمرسلين إلى عبادة الله وحده والإلتزام بصراط الله المستقيم
وأن يكونوا أول المصدقين به وأكثر المؤمنين برسالته.
ولكن المفاجأه الغير متوقعة أن كثيرًا منهم تمسك بما هو فيه من ضلال وما ذهب إليه من الكفر
فبعد أن وصفهم الله تعالى بقوله
( لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ )
أي لم يكونوا تاركين ما هم فيه حتى تأتيهم البينة فماذا حدث حين جاءت البينة ؟
قال تعالى ( وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ)
لقد تفرقوا عن الحق بعد اجتماعهم على الباطل
تفرقوا فمنهم من آمن وهم قليل ومنهم من بقي على كفره وضلاله وهم كثير
فما السر في هذا التناقض الواضح
بين ما كانوا يدعونه من انتظار البينة التي تدلهم على طريق الحق
وبين ما صدر منهم من إعراض وتجاف عن الأخذ بأسباب الإيمان والهُدى.
السر في ذلك هو فساد قلوبهم فلم يؤثر فيهم الحق حين جاءهم
فليس الجهل هو السبب في ضلالهم ليكون العلم سبباً في إصلاحهم
وإنما العلة الحقيقية هو ما في قلوبهم من الكبر والحقد والحسد
حتى دفعهم ذلك لبطر الحق وغمط الناس
فلم يرتضوا أن يكون الرسول الذي ينتظرونه من العرب من ولد اسماعيل عليه السلام
وإنما أرادوا أن يكون من نسل بني إسرائيل
فهم لا يبحثون عن الحق بقدر ما يبحثون عن الجاه والمجد والظهور على الناس ..
فهم لرداءتهم و نذالتهم وفساد قلوبهم لم يزدهم الهدى إلا ضلالاً
لذلك لم يقبلوا الحق ولم يعملوا به رغم علمهم به.
وفي ذلك قال تعالى
" وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إلّا مِن بَعْدِ مَا جَاءِهُمُ الْعِلْمُ بَغْـيَاً بَيْنَهُم "
آل عمران19
فهم اختلفوا في الحق مع علمهم بأنه حق
لأن العلم كالمطر لا تستفيد منه إلا الأرض الطيبة النقية
وكذلك لا يستفيد من العلم إلا النفوس الصافية والقلوب الصحيحة
ومن هنا نخرج بفائدة مهمة نسقط عليها شيء من الواقع الذي نحياه ..
أن كثيرًا من الناس يستسلمون للجهل وينغمسون في الضلال
ويعلقون هدايتهم وصلاح أحوالهم على تحسن الظروف وتغير الأحداث ,
فإذا تحسنت الأحوال وتغيرت الظروف إلى الأفضل
ظلوا على ما هم فيه وقد يزدادوا سوءاً ,
لأن الحقيقه أن نفوسهم غير صالحه للهُدى ولا مؤهله للإستقامة
وإنما هي مُنجذبة للدنيا مؤثرة للكسل مُحبة للخطأ
يبرر أحدهم سوء حاله مع ربّه وفساد دينه بالفقر
ويعتقد أنه لو اغتنى ووسع الله عليه سيهتدي
وآخر يتعلل بالحرمان من الصحه أو الأولاد
وآخر يُعلل فشله بكثرة الهموم والمشاكل وينتظر الخروج منها
وأخرى تعتذر عن تقصيرها بهموم الأولاد ومشاغلهم وتنتظر حتى يكبروا
وآخر يتعلل بعدم الفراغ وكثرة المزاحمات.
وبعضهم يتعلل بالحرمان من النعمة وبعضهم يتعلل بالإنشغال بالنعمة
فإما أن تبقى العلة ويبقون معها في البعد والضلال ..
وإما ان تذهب العلة ولا يذهب عنهم التقصير والعصيان .
فبعد أن ذهبت هموم جاءت هموم غيرها وبعد أن كبر الأولاد تجددت مشاكلهم
وبعد أن جاء المال جاءت معه الفتنه وبعد أن وجد الفراغ شغله بالمعاصي.
فالإنسان إذ لم يكن راغباً في الهدى صادقاً في طلب الحق لن تنفعه الإمدادات والمُعينات
والعبرة بصلاح القلب فإذا صلح القلب صلح حال الإنسان مع ربّه في أي واقع يحياه.
فلا ينبغي للإنسان أن يعلق صلاح دينه وحسن حاله مع ربّه
على صلاح دنياه وتغير الأقدار لسببين :
أولاهما : أن الإنسان ممتحن بالواقع الذي يحياه
فهو مبتلى بما أُعطي وبما حُرم فإذا لم ينجح فيما أمتحنه الله به من أقدار
فلن ينجح في غيرها مهما تغير الحال وتحسنت الظروف ,
فلست أنت الذي تحدد وتختار امتحانك وإنما هو حق الله وحده
فيمتحن الإنسان بما يُطيقه ويقدر عليه ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها
فإذا عجز الإنسان عن اجتياز هذا الإمتحان فما هذا إلا لضعف إيمانه أو فساد قلبه.
كمثل رجل بخيل يقول لو أن الله أعطاني مالاً كثيراً لتصدقت به ,
فلو كان صادقاً لتصدق بالقليل الذي عنده
والحقيقه أن عدم إنفاقه ليس لقلة المال وإنما لشُح نفسه عن الإنفاق
ومهما أُعطي من المال أكثر فلن يتغير خُلقه إلا إذا تغير قلبه
وذهب ما فيه من تعلق بالدنيا وحب للمال .
السبب الثاني : أن الإنسان كلما تأخر في فعل الطاعه فإن قلبه يزداد قساوة وضعفًا
فإذا تحسنت الظروف التي كانت تُعيقه عن الطاعة فإنه قد لا يجد قلبه كما هو
وإنما يحول الله بينه وبين ما كان يشتهي.
لذلك حذر الله تعالى عباده المؤمنين من التسويف
وهو تأجيل الإستجابه لأمر الله تعالى لحين يطيب للإنسان
ويسهل عليه القيام بما طلب منه على غير جهد يبذله أو عناء يتحمله
قال تعالى :
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ
وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ "
الأنفال24
فالمرأه التى تؤجل ارتداء الحجاب لبعد الزواج أو تؤجل الإستقامه لحين يكبر الأولاد
والشاب الذي يؤجل تعلم دينه لحين ينتهي من دراسته ويستقر في حياته
ويؤجل استقامته لحين يفرغ من مشاكله وبعض همومه.
فإن هذا التسويف قد يُطيح بما في القلب من رغبة حقيقية في الهُدى
فإذا جاء الوقت المناسب
لم يجد الإنسان في قلبه ما كان فيه من الهم الصادق والرغبة الشديدة
وإنما يظل يتمنى ويريد وجوارحه مقيدة عن تحقيق ما أراد لأنه قد حيل بينه وبين قلبه.
ولهذا نرى أناسًا كثيرين لا ينفعهم العلم بالحق في أن يتبعوه ويعملوا به لفساد قلوبهم ,
فحين جاءهم العلم لم يغير نفوسهم ولم يزك أخلاقهم
ذلك لأن الخلل الحقيقي عندهم هو فساد القلوب.
فالقلب الذي امتلئ بالكبر يُعرض عن الحق ولا يقبله ولا يراه في صورته الحقيقية
والقلب الذي امتلأ بحب الدنيا لا يستجيب للهُدى ولا يرى فيه الخير
وإنما يجد منه صدودًا في نفسه ومرارة في حسه , فأمثال هؤلاء لا يزيدهم العلم إلا ضلالا.
أما من كانت علة بعده عن الله هو الجهل بدينه وبربّه فمثل هذا إذا صدق إقباله على الله
وصحت عزيمته كان العلم له كالمطر الذي يُحيي الأرض بعد موتها ..
فمهما تباعدت أسباب الحياة عن قلبه فقسا حتى يبست أراضيه فإن من العلم يحييه
لذلك حين حذر الله تعالى من قسوة القلب فقال
" أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ
وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ "
الحديد 16
فقد قال بعدها مؤملاً كل من صدقت رغبته في الإنابه إلى الله تعالى
" اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ " الحديد 17
فلا ينتفع بالعلم من تعلق قلبه بغير الله تعالى
ولا يصلحه إلا الخشية التي تزيل أمراضه وتذيب تعلقه.
لهذا فإن العلم بالله الذي يورث الخشية هو الدواء النافع لكل قلب مريض ,
فإذا جهل الإنسان عن ربّه كل شيء فلا يفيده العلم بما سواه
وإنما يزداد مرضاً على مرضه وبُعداً على بعده..
فكما لم ينتفع أهل الكتاب بالحق حين جاءهم لفساد قلوبهم
فلن ينتفع المسلم بعلم الشريعة إلا حين ينصلح قلبه بمعرفة الله تعالى وخشيته.
لذلك كان الصحابه يقولون تعلمنا الإيمان قبل القرآن فكانوا بهذا الوصف
" إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا "
الأنفال 2
أما من فسد قلبه فإنه لن ينتفع بالعلم .. وإنما سيزداد فساداً وضلالاً
قال تعالى في كتابه الكريم :
" وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا
فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ *
وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ "
التوبة 124
لذلك لابد أن نهتم بإصلاح القلوب بقدر اهتمامنا بإصلاح الظاهر
فإذا أذنبت او أخطات فليكن همك إصلاح العيب بقدر إهتمامك بغفران الذنب ,
فأنت حين تظلم إنسان ثم تستشعر خطر هذا الذنب فتتوب منه
لا ينبغي أن تقف عند هذا الحد وإنما لابد ان تعرف العيب الذي به أذنبت
لأنك إذا لم تعالج العيب فإنه يوشك أن يتكرر منك الذنب مراراً وتكراراً.
فما سبب ظلمك لأخيك أو لأهلك . هل هو تكبر أو حسد أو حقد أو شحاً بالخير !
فما هو الداء الذي دفعك لأن تعامله هذه المعاملة ؟
وما سبب هذا الداء الي أوقعك في هذا الذنب ؟
هل السبب قلة الخوف من الله أو الإغترار بعفوه أو الحرص على الدنيا ؟
فإذا عرفت المرض الذي في قلبك تمكنت من إصلاح العيب الذي به أذنبت
لأنه حين ينصلح القلب تنصلح الجوارح ,
فإذا أصلح الإنسان فساد قلبه تغير حاله من الإعراض عن الله إلى الإقبال عليه
ومن معصيته إلى طاعته.
قال تعالى " إن الله لا يُغير ما بقوم حتى يُغيروا ما بأنفسهم "
فاهتم بصلاح قلبك حتى ينفعك العلم والنُصح والقرآن ولا تكن كأهل الكتاب من المشركين
ممن فسدت قلوبهم فلم يصلحها العلم ولم تقبل الحق ولم تنتفع بالقرآن .

يتبــــــع
آمال محمود كحيل
آمال محمود كحيل
المدير العام
المدير العام

تفسير سورة البينة Jb12915568671

تفسير سورة البينة Domain-9829ac87eaتفسير سورة البينة  رابط الوسام هنا تفسير سورة البينة  رابط الوسام هنا تفسير سورة البينة  رابط الوسام هنا تفسير سورة البينة  رابط الوسام هنا تفسير سورة البينة  رابط الوسام هنا

رقم العضوية : 2
عدد المساهمات : 2246
تاريخ التسجيل : 06/02/2010

http://www.nabdelamal.com/vb/

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

برنامج رد: تفسير سورة البينة

مُساهمة من طرف آمال محمود كحيل الثلاثاء 02 مارس 2010, 10:10 pm


3- هل عرفت قدر رسولك وكتاب ربّك .. ؟!

قد بينت الآيات الأولى من السورة
أن الشيء الوحيد الذي يكفل للإنسان أن ينفك عن الشر ويترك الضلال
هو ( العلم ) الذي يبين له بوضوح جوانب الخير والشر في شخصيته
وفي الناس حوله وفي كل جوانب الحياة
وهو الذي يعينه على سلوك طريق الخير وتجنب طريق الشر.
وذلك من قوله تعالى
" لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ "
فأخبرعنهم أنهم لم يكونوا تاركين ما هم عليه من الكفر والضلال إلا بعد أن تأتيهم البينة
ثم فسر هذه البينة بأنها (رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً)
فالبينة هي ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتاب الله الكريم
فجعل القرآن هو مصدر العلم وبه يظهر الحق وتتضح الأمور
لذلك فسر العلماء البينة تفسيرات كلها مجموعة على معني واحد هو(العلم )
فقالوا هي القرآن أو الرسول ذاته أو ما جاء به الرسول في القرآن ..
فكلها مؤدية لمعنى العلم الذي جاء به القرآن ..
وقد جاء التصريح بذلك في حكاية الله تعالى عن أهل الكتاب في أكثر من موضع
فقال "وما اختلفوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغياً بينهم "
فإذا كان العلم هو السبيل إلى معرفة الحق والعمل به ..
فقد تبين أن مصدرهذا العلم هو ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم
في كتاب الله الذي أنزل عليه وأرسل به رحمة للعالمين ليخرجهم من الظلمات إلى النور
قال تعالى
" قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين"
فماذا لو لم يبعث الله لنا رسولاً ولم يُنزل علينا كتاباً ؟
لو حصل ذلك لبقينا في ظلمات الجهل والضلال
حتى تنتهي الحياة دون أن نعرف لنا ربّاً ولا ديناً ولا طريقاً ..
نحيا كالبهائم نأكل ونشرب ونموت ونفنى ثم نخلد في النار أبد الآبدين.
ونحن نرى في دنيانا أناس يولدون ويتناسلون ثم تنقضي حياتهم كأنهم لم يكونوا
قد رحلوا من الدنيا ولم يعرفوا أن لهم ربّاً ولم يدركوا لوجودهم قصداً ولا هدفاً
فانتهوا كأن لم يكن لهم وجود.
وإلى الآن نرى في قبائل كينيا وتنزانيا مجموعات من البشر
يعيشون في زماننا هذا وأيامنا هذه ولا يعرفون عن الدين شيء
ولا يفهمون من الحياة إلا تلبية الغرائز وقضاء الشهوات ..
لا يرتدون ملابسنا ولا يأكلون طعامنا وإنما يعيشون عرايا ويأكلون لحوم الحيوانات نيئة
وبعضهم يأكلون لحوم البشر ويؤلهون الجد الأول لقبائلهم فيعبدونه من دون الله .
أنهم بشر مثلنا لهم أيد وأرجل وأعين ولهم عقول وقلوب لكنهم لا ينتفعون بها
إلا كما ينتفع الحيوانات بها.
وهناك من هم أكثر منهم تحضراً ومدنية وثقافة
ولكنهم يسجدون للبقرة كلما مرت أمام أعينهم وغيرهم يعبدون حشرة وآخرين يعبدون الفأر
بل وصل الحال لبعضهم أن عبدوا الشيطان ذاته وافتخروا بذلك وأعلنوا عنه
ألا تفتخر أنت أنك عبد لله الواحد الأحد الإله الحق ؟
ألا تفتخر أنه اختارك من بين أكثر أهل الأرض كفاراً ومشركين
وجعلك منسوباً له منتمياً لرسوله متديناً بدينه.. ؟!
هل اخترت لنفسك أن تكون مؤمناً به عارفاً لرسوله منتمياً لدينه ؟
أم اختارك هو حين أوجدك من نسل أب وأم مسلمين
هل أدركت هذه المنة والنعمة التى امتن الله عليك بها
حين جعلك في زمان تصلك فيه رسالته ومكان يمكنك فيه عبادته
إن القرآن الذي يتلى بين يديك الآن ويخاطبك الله به
هو نفس الكتاب الذي أُنزل على الأجيال الأولى التى سبقتك
والرسول الذي أُرسل إليهم هو ذاته المرسل إليك.
وفي هذه السوره يمتن الله على هذه الأمه بأجيالها المتتابعة
منذ بداية الرسالة إلى يومنا هذا بهذه المنة يقول الله عز وجل
" (رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً)
فلولا هذه البينة التى عرفنا بها الحق من الباطل والطريق المستقيم من المعوج
ما كان لنا أمل في النجاة .
لولا انه أرسل إلينا رسولاً لكنا بين أمرين :
إما ان نكون على باطل ونظل متمسكين به كأهل الكتاب ..
وإما ان نكون على ضلال كالمشركين ونظل تائهين تتخطفنا الاهواء وتضلنا الشياطين
ولكن الله عز وجل مُن علينا وأرسل إلينا رسولاً
قال المفسرون : أن كلمة رسول جاءت بصيغة النكرة للتعظيم لنشعر بمدى هذه النعمة ..
وقد صرح الله تعالى بها في أكثر من موضع كقوله تعالى
"لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ
وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ " آل عمران 164
أن يرسل الله لنا رسولاً هذه نعمة وأن يرزقنا الإيمان والتصديق برسالته هذه نعمة أكبر ,
وأن يحدث ذلك دون أن نقابله أو نراه فهذه نعمة أجل وأعظم ,
فأنت لم تملك العقل الذي آمنت به وصدقت ,
ولم تختار الزمان و الظروف التي وهبتك هذا الإيمان
وإنما كان كل هذا من عند الله وحده
فقد نزلت الرسالة غضة طرية على أهل مكة وما حولها من القرى
ولكن كثيرًا ممن عاصر زمن الرسالة
ورأى الرسول صلى الله عليه وسلم بعينه وسمعه بأذنه
لم يؤمن به ولم يصدقه ومات على كفره و شركه.
أما انت فبينك وبين زمن الرسالة ورسولها مئات السنين
ومع ذلك زرع الله في قلبك اليقين والتصديق ووهبك الإيمان
فهلا أدركت عظيم نعمته عليك حين أعطاك وحرم غيرك وهل انتفعت بهذه النعمة؟
ماذا تعرف عن سيرته صلى الله عليه وسلم وما الذي تعلمته من هديه؟
وهل اتبعته فيما علمت من سنته ؟ وهل تقتدي به في أفعاله ؟
هل هو قائدك أم أنت قائد نفسك ؟ هل تحبه .. هل تحس بجميله عليك ؟
هل تفهم قدر الجهد الذي بذله من أجلك لكي تصلك الرسالة واضحة سهلة ؟
هل ورثت عنه دعوته ؟ هل حملت همه ؟ هل تحركت لنصرة دينه ؟
إذ لم يكن لك حظ من كل ما سبق
فهذا لأنك لم تستشعر حجم هذه النعمة التى خصك الله بها من بين ملايين البشر
وجعلك من أمة حبيبه ومُصطفاه
ولكي لا يقول قائل أن المنتفعين بالرسول هم الذين عاصروه فقط ..
أما نحن فأين محل المنة والنعمة؟
فقد قال الله تعالى ( يتلو صحفاً مطهرة )
ليبين أن الإنتفاع بالرسول غير متوقف على بقاء شخصه
وإنما بقاء رسالته وها هي مكتوبه مدونة في صحف بين أيدينا كما أنزلها الله تعالى
لم تتبدل أو تتغير بل هي مطهره من كل تحريف أو نقص وليس فها غموض أو تناقض.
فما هي حجتك في جهلك ؟ وما عذرك في تقصيرك ؟
وما هو سبب بُعدك وعصيانك , وكتاب الله بين يديك
وقد وصف الله آياته بأنها كتب قيمه فشبه كل آيه بأنها كتاب ,
قال المفسرون والمعنى إن كل آية تحتوي من الفوائد والعظات ما يحتويه كتاب كامل
فلو تدبرت آيات القرآن لحصل لك من العلم ما يُغنيك عن آلاف الكتب
لذلك قال ابن مسعود :
من أراد علم الأولين والآخرين فليقرأ القرآن
وعنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
" القرآن مأدبة الله فتعلموا من مأدبته ما استطعتم "
إنك حين تؤمن بان القرآن بهذا الوصف " فيها كتب قيمة "
فينبغي أن تقبل عليه إقبال الدارس الراغب في استخراج الفوائد والعبر
وليس مجرد التعبد بتلاوة حروفه وكلماته ابتغاء الأجر والثواب فقط ,
وإذ لم يسعفك فهمك في إدراك معانيه أو قل حظك من نفعه فاتهم قلبك ولا تلومن إلا نفسك
فقد أخبر الله تعالى أن القرآن لا يصعب فهمه إلا على أصحاب القلوب المغلقه
كأنها مختوم عليها بأقفال فقد قال تعالى
" أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها "
وقد سمع شاب في مجلس عُمر بن الخطاب رضي الله عنه هذه الآية
فقال بل على قلوب أقفالها حتى يفتحها الله ,
فأُعجب عمر به واختاره والياً على احدى البلاد فلما سأله الشاب عن سبب اختياره له
قال له وجدتك تدبرت آيه من كتاب الله فعلمت ان لك حُسن صله بالله أفهمتك آيه من كتابه .
وقد قال الخليفه الراشد عثمان : لو طهرت قلوبنا ما شبعنا من كلام ربنا .
لكن حين امتلئت القلوب بهموم الدنيا حُجب عنها نور القرآن
فإلى متى سنظل مفرطين في هذه النعمة (رسول من الله يتلو صحف مطهرة )

يتبــــــع

آمال محمود كحيل
آمال محمود كحيل
المدير العام
المدير العام

تفسير سورة البينة Jb12915568671

تفسير سورة البينة Domain-9829ac87eaتفسير سورة البينة  رابط الوسام هنا تفسير سورة البينة  رابط الوسام هنا تفسير سورة البينة  رابط الوسام هنا تفسير سورة البينة  رابط الوسام هنا تفسير سورة البينة  رابط الوسام هنا

رقم العضوية : 2
عدد المساهمات : 2246
تاريخ التسجيل : 06/02/2010

http://www.nabdelamal.com/vb/

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

برنامج رد: تفسير سورة البينة

مُساهمة من طرف آمال محمود كحيل الثلاثاء 02 مارس 2010, 10:23 pm



4 - لا تصح عبادة بدون إخلاص

بعدما وصف الله تعالى ضلال أهل الكتاب والمشركين وتمسكهم بالباطل الذي كانوا عليه
ورفضهم للحق من بعد ما جاءتهم البينة .. قال تعالى
" وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ "
ليبين أن الغاية من مجيئ البينة هي عبادة الله وحده وهذا ما أمروا به في كتبهم السابقة
وهو ما جاء به القرآن ودعا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم
فالغاية العظمى من إنزال الكتب وإرسال الرسل هو دعوة الناس أجمعين لعبادة الله وحده
فكأنهم حين رفضوا الإنقياد لرسول الله والاستجابة لدعوته
فقد نقضوا ما أمروا به في كتبهم وخرجوا من الغاية التى خلقوا لها .
ومن هذا نخرج بفوائد :
الفائده الأولى :
أن غاية العلم النافع أن يصل بك إلى عبادة الله وحده
فالعلم الذي يبين لك كيف تخلص لله في عبادته هو العلم الذي ينبغي أن تطلبه ,
فما فائدة أن تعلم كل شيء وتجهل معنى الإخلاص المطلوب منك في العبادة.
فكثيراً ما نرى بعض الناس يحصلون كثيراً من العلم والثقافات
ولكنهم لا يفهمون على التفصيل حقيقة الإخلاص لله
ومعنى النية وكيف تتغير وكيف يجدد نيته وما هو تأثير النية على أقسام العمل
إلى آخر ما ينبغي لكل مسلم أن يعلمه ليصحح عبادته ويؤديها على الوجه المأمور به.
الفائده الثانيه :
وجوب الإخلاص في العبادة فقد قال الشوكاني في تفسيره:
إن هذه الآية من الآيات الدالة على وجوب النية في العبادات
لأن الإخلاص من عمل القلب, ومعنى ذلك أن الإنسان ليس مأمورًا بأفعال العباده الظاهرة فقط
وإنما مأمور أن يخلص لله فيها .
فالعبادة هي فعل ما أمرك الله به وترك ما نهاك عنه ..
والإخلاص في العبادة هو أن تقصد بفعلك الأمر وتركك للنهي
امتثال أمر الله تعالى وطلب الأجر منه.
أما إذا فعلت ما أمرك الله به وفي قصدك دواعي أخرى كجلب منفعة أو دفع ضر
فهذا مناقض للإخلاص ومناف لمعنى العبادة
ولا يعتبر هذا العمل عبادة ولو وافق ظاهر الشرع.
وجهل الناس بهذه الفروق بين العبادة الظاهرة والإخلاص المطلوب وهو من عمل القلب
جعلهم يفسدون عبادتهم من حيث لا يعلمون فلا يؤجرون عليها.
فبعض الناس اعتاد أفعال الخير الذي ينص الشرع عليها
ولكنه لا يقصد بها التقرب إلى الله ..
كصلة الرحم وخدمة الناس والإحسان إلى الفقراء وتعليم الناس.
فمثل هذه الأعمال قد يعملها الإنسان إما للمعاوضة والمكافأة
كأن يخدم الناس لأنه يحب أن يخدموه ويصل أقاربه لأنهم يصلوه
أو يعملها حباً للظهور وللتميز فيُحب أن يُعرف ويشتهر بين الناس
بأنه واصلاً لرحمه أو أنه مُحسناً لغيره فيمدحوه بذلك
أو يفعل ذلك هروباً من مذمة الناس كأن ينفق كي لا يُوصف بالبخل
ويجاهد كي لا يوصف بالجبن ,
فمثل هذه الأعمال لا يؤجر الإنسان عليها وان كان الشرع قد أمر بها
لأن النية فيها والقصد لم يكن خالصًا لله تعالى .
وقد يفعل الخير ويترك الشر بمتقضى الطبع أو البيئة
فهو يعطي لأنه سخي ويصل الرحم لأنه يحب الاجتماع بالناس
فليس في باله قصد التقرب لله بذلك
وإنما غاية ما هنالك هو إرضاء لنفسه لأن هذه الأعمال موافقة لطبعه.
وقد يترك الشر كذلك بهذا المقتضى فتراه يتعفف عن السرقة
ولا يقبل الرشوة لأن فيها منقصة لذاته ويترك الكذب لأنه يرى الكذب ضعف
فيقول أنا أكبر من ان أكذب ويأنف من السباب والتلفظ بالألفاظ البذيئة
حتى لا يكون صغيراً أمام نفسه.
فمثل هذه الأفعال قد ينتفع بها صاحبها في الدنيا
لأنها ستدفع عنه شرور كثيرة وتجلب له كثير من المنافع
كحُسن صلته بالناس ومحبتهم له وتوقيرهم لشخصه
ولكنه لا يُـثاب عليها إلا بقدر تعظيمه لها في ذاتها
كأن يكون الحامل له على فعلها كون هذه الأعمال من مكارم الأخلاق.
ومن هذا يتبين أن الفعل لا يكون عبادة بمجرد الأداء
وإنما لابد أن يكون القصد فيه موجهاً لله تعالى ..
فالصبي الذي يقلد أباه في حركات الصلاة لا يُعد فعله ذاك عبادة
لآنه لا يقصد فيه التعظيم لله
وكذلك التعظيم والتوجه لله لا يكون عبادة إلا إذا كان أداؤه موافقاً للشريعة ..
فمن صلى لله صلاة لم يأمر بها الشرع لا تنفعه نيته ولا تعظيمه
ولا تعد صلاته بهذه الهيئه عبادة.
فقد دللت الآية أن الإنسان مأمور أن يعبد الله على مراد الله يبتغي بذلك وجه الله ..
هذا هو الدين الذي ينبغي أن ندين به لله
لذلك فسر بعض السلف [التقوى] بقوله :
التقوى أن تعمل بطاعة الله عزوجل على نور من الله ترجو ثواب الله ,
وأن تترك المعاصي على نور من الله تخاف عقاب الله .
(كتاب الرعايه للمحاسبي عن طلق بن حبيب).

يتبــــــع
آمال محمود كحيل
آمال محمود كحيل
المدير العام
المدير العام

تفسير سورة البينة Jb12915568671

تفسير سورة البينة Domain-9829ac87eaتفسير سورة البينة  رابط الوسام هنا تفسير سورة البينة  رابط الوسام هنا تفسير سورة البينة  رابط الوسام هنا تفسير سورة البينة  رابط الوسام هنا تفسير سورة البينة  رابط الوسام هنا

رقم العضوية : 2
عدد المساهمات : 2246
تاريخ التسجيل : 06/02/2010

http://www.nabdelamal.com/vb/

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

برنامج رد: تفسير سورة البينة

مُساهمة من طرف آمال محمود كحيل الثلاثاء 02 مارس 2010, 10:44 pm


5- وجوب مجانبة الباطل حتى تظل متمسكاً بالحق :

في قوله تعالى " وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ "
بينت الآية ما أُمر به كل انسان تجاه ربّه
فهو مأمور بالعبادة وهي كل ما يحب الله ويرضى من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة
ثم هو مأمور بالإخلاص لله في هذه العبادة وذلك بأن يقصد بأقواله وأفعاله تلك وجه الله تعالى
ثم هومأمور بأن يكون في حال عبادته واخلاصه حنيفاً ..
والحنف هو مطلق الميل إلى الخير ، والحنيف : هو المائل عن الدين الباطل إلى الدين الحق.
فما هو معنى اتصاف المؤمن بهذا الوصف ؟
أليس المؤمن قد ثبت له بوصف الإيمان أنه مائل إلى الحق
فما فائدة أن يوصف أولاً بالميل عن الباطل لبيان كونه مائل إلى الحق.
إن الفائدة من ذلك تظهر بوضوح حين نعلم أن الإنسان قد يكون مائلاً إلى الحق
لكنه غير مُجاف للباطل فلا يكون حينئذ تمسكه بالحق شديدًا إلا بقدر بعده عن الباطل ,
لذلك وصف أولاً بالميل عن الباطل ليبين مجافاته له وبعده عنه
فإذا وصف بعد ذلك بالميل إلى الحق بعد ميله عن الباطل
فهذا يعني شدة تمسكه بالحق لكونه معرضاً قبل ذلك عن الباطل
ومن هذا يتبين لنا معنى وجوب اتصاف المؤمن بهذه الوصف بعد اتصافه بالعباده
فقد أمر أولاً باخلاص العباده لله وحده
ثم أمر أن يكون مائلاً عن الباطل متبرئًا منه حتى يظل متمسكاً بالحق.
لأن الإنسان حين يهتدي إلى الطريق المستقيم ويرزق الإخلاص في عبادته
لا يُخرجه عن هذا الطريق - إلا مخالفة الباطل وأهله .
ولكي يحافظ على دينه وإخلاصه لابد أن يجافي الباطل بكل معالمه وصوره
فلا يكون في قلبه استحسان لشيء من الباطل ولا في نفسه رغبة في فعل شيء منه
ولا في ظاهره تشبه بأفعال أهل الباطل فيكون مبغضاً للباطل وأهله ,
متجنباً لكل صوره الظاهره والباطنه.
وبقدر مجافاته للباطل وأهله بقدر تمسكه بالحق وثباته عليه وموالاته لأهله
والناظر في أحوال أهل الإيمان
يجد أن الخلل الذي يؤدي إلى فساد النفوس ومرض القلوب
يبدأ من مقاربة أهل الباطل والتشبه بهم.
فما الذي أفسد الفطرة الإنسانية المؤمنة ؟
إنها البيئه الممتلئة بالباطل
فالإنسان يولد مسلماً لكن أبواه يهودانه أو ينصرانه أو يُمجسانه ,
فإذا مال الإنسان عن هذا الباطل وأعرض عنه عاد إلى أصله
وتمسك بالحق الذي فُطر عليه.
وهذه أصعب درجات الحنف ..
أن تُخالف أهلك وهم أقرب الناس إليك وأكثرهم تأثيراً عليك
ثم تخالف أهل زمانك وما هم عليه من عادات وتقاليد باطلة
ولا يكون لك في هذا مُعيناً إلا فطرتك النقية.
فقلما تجد إنسانًا يستطيع أن يحافظ على نقائه من فساد البيئة التي تحيطه
خاصة إذا كانت كلها بلا إستثناء متمسكة بالباطل.
فهذه الدرجة هي التى تحقق بها إبراهيم عليه السلام
حين مال عن الباطل الذي كان عليه أبيه وقومه وأهل زمانه من عبادة الكواكب والأصنام
فأعرض عن كل ذلك وتمسك بالحق الذي عرفه
وقال " وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي "
ولما كان وحده بلا معين من البشر يؤيده ولا شخص يقتدي به ولا أتباع يتبعهم
بل كان وحده في اتجاه وكلُ من حوله مائلين في اتجاه آخر
استحق أن يوصف بهذا الوصف ( إن إبراهيم كان حنيفاً مسلماً )
ولأنه كان أول من أظهر الإعراض عن الباطل والتمسك بالحق في زمانه
واستمر على ذلك فترة بمفرده فقد وصفه الله تعالى بقوله " إن إبراهيم كان أمة ً "
فكان في تمسكه بالحق بمفرده كأنه أمة مجتمعة على الحق
معرضةً عن الباطل الذي اجتمعت عليه الأمة في زمانه
فكأنه قابل الأمة جمعاء وهي باطله بتمسكه وحده بالحق فكان بمفرده أمة.
قال مجاهد : سُمي عليه السلام (أمة) لانفراده بالإيمان في وقته مدة ما
وفي صحيح البخاري :
أنه قال لزوجته ساره ليس على الأرض اليوم مؤمن غيري وغيرك .
وحينما يأمرنا القرآن أن نكون حنفاء
معنى ذلك أنه يأمرنا أن نجافي الباطل وأهله ليثبت الإيمان في القلوب فلا يتزعزع.
فما أفسد الأبناء على الآباء والزوجات على الأزواج إلا مخالطة أهل الفسق والفجور
وما مرضت القلوب إلا بسبب أصدقاء السوء
فكأنك حين أًمرت بعبادة الله وحده مخلصاً له الدين
أمرت كذلك أن تحافظ على إخلاصك وسلامة دينك بمجانبة الباطل وأهله.
لذلك حذرنا صلى الله عليه وسلم من مجالسة أصدقاء السوء
فقال في الحديث الذي رواه أنس رضي الله عنه :
(مثل الجليس الصالح كمثل المسك إن لم يصبك منه شيء أصابك من ريحه
ومثل الجليس السوء كمثل صاحب الكير إن لم يصبك من سواده أصابك من دخانه)
فينبغي لكي تحافظ على الحق الذي هداك الله إليه أن تجانب أهل الباطل في كل ملامحهم
حتى لا يتسرب إلى قلبك من دخان باطلهم ما يضعف إيمانك وأنت لا تشعر.
وكثيراً ما نجد بعض الذين سلكوا طريق الإيمان والهدى
لا يتحرزون من التواجد في بيئه فاسدة
أو مخالطة أهل الفسق وأهل الغفلة ممن هم ليسوا على شاكلتهم ..
فيحدث لهم من قربهم فتور في العبادة ثم ضعف ثم إنتكاسة ..
وهو لا يدري كيف تغير قلبه وما الذي أفسده ؟
وقد يعجز عن الرجوع إلى الحق وذلك حين يعتاد الباطل فلا يستقبحه
ولهذا كان السلف الصالح يتجنبون كل مظاهر الفساد مهما كانت بعيده عنهم
فيشتد فرارهم منها خوفاً من أن تؤثر في قلوبهم وهم لا يشعرون
فحين سمعوا قول النبي صلى الله عليه وسلم ( إن الغناء ينبت النفاق في القلب )
كانوا إذا مروا بمن يغني أسرعوا في السير لئلا يعلق بقلوبهم شيء من هذا الباطل .
فقد رُوي عن عبد الله بن عمر أنه مر براعي غنم يعزف على العُود
فأسرع مهرولاً في مشيه فلما سُئل عن سبب ذلك قال : خشيت أن يعلق بقلبي شيء .
وها نحن نرى كثيرًا من بيوت المسلمين امتلأت بالفساد حتى فسدت قلوب أصحابها
بسبب ما دخل البيوت من صور الباطل المقروءة والمسموعة والمرئية
والتى أدخلها الشيطان عليهم بحجة الإطلاع والترفيه عن النفس
فيصور لهم الباطل في صورة المباحات ويقربه إليهم شيئاً فشيئاً
حتى تميل نفوسهم إليه ثم تشتهيه ثم تعتاده فلا تأنف منه
بعد أن كانت نافرة بأصل الفطرة والإيمان.
وكلما التبس الإنسان بشيء من الباطل كلما ضعف الحق في قلبه
سواء شعر بذلك وعلم به أم لم يعلم .
لذلك كثر في القرآن وصف أهل الإيمان بهذا الوصف (حنفاء)
وتوجيههم إلى الإتصاف به والإقتداء بالخليل إبراهيم عليه السلام
في شدة إعراضه عن الباطل وتمسكه بالحق رغم أنه كان وحيداً فريداً
في أمة طافحة بالكفر والضلال.
والآن ما من مسلم إلا وهو يحيا بين أمة من المسلمين ,
معالم دينهم واضحة وشريعتهم معروفة ,
فليس من الصعب أن تتمسك بدينك
وليس من الصعب أن تجد لك أعوانًا على الخير وإن كانوا ليسوا في زمانك
فقد يقتدي الإنسان بكل من سلك طريقه وإن لم يحيا في زمانه.
فتمسك بالحق الذي تعرفه ولا تستوحش من طريق الحق لقلة السائرين فيه
فأنت مأمور أن تميل عن الباطل مهما أحاط بك ,
وبقدر بغضك للباطل وأهله بقدر ثباتك على الحق ,
ففر من صور الباطل كلها – فرارك من الأسد الجائع ولا تأمن على قلبك
فأنت ضعيف وقد قال تعالى" وخُلق الإنسان ضعيفاً "
ونحن في زمان كثُرت فيه الفتن وشاع فيه الباطل وكثرت ألوانه
حتى يصعب على الإنسان أن يميزه عن الحق.
فتباعد قدر ما تستطيع عن كل ما ليس فيه نفع في دينك
ولا تقربن شيئاً لكونه لا يضرك فقد يكون فيه ضرر وأنت لا تدري
وإنما يكفي كونه غير نافع ولا مفيد لتتركه.
فليكن ميزانك في أفعالك وتصوراتك هل هذا ينفعني في آخرتي ؟
هل هذا يقربني إلى ربّي ؟ فإن لم يكن فاتركه..
فما أفسد هذه الأمة في هذا الزمان إلا الترخص الذي أدى بها في النهايه
إلى إنتهاك المحارم والوقوع في الكبائر..
فكن عابداً لله مخلصاً له الدين حنيفاً مسلماً
واعلم أن أشدّ ما يعينك على التمسك بالحق ومجانبة الباطل أن تقيم شعائر الإسلام
وأن من أهمها على الإطلاق – الصلاة والزكاة )
( وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ )
فالصلاه صلة بين العبد وربّه وطالما كنت موصولاً بربك طالما امتلأ قلبك بالإيمان
فتقوى بصيرتك حتى ترى الحق حقاً فتتبعه
وإذا قل الإيمان في القلب ضعف القلب حتى يمرض فلا يستطييع أن يميز بين الحق والباطل
ولا يعرف ما يضره مما ينفعه فيوشك أن يضل بعد أن هدي وينسى بعد أن عرف
والزكاة هي الصلة بين العبد والخلق ..
والإنسان إذا أحسن إلى أخيه الإنسان أحسن الله إليه ..
لذلك جاء في الخبر إن الصدقة تُطفئ غضب الرب
والزكاة طهارة نفسية يحتاجها كل مخلص لكي يزيل تعلقه وحرصه على الدنيا..
فالنفس لا تجود بإنفاق الخير إلا إذا عظم عندها أمر الآخرة وهان عليها أمر الدنيا.
لذلك كانت الزكاة وما يماثلها من صدقات التطوع
من أهم العبادات التى يحتاجها السائر إلى الله بعد إقامة الصلاة ,
فالصلاة غذاء للقلب والزكاة طهارة للنفس.
لذلك خص الله تعالى ذكر الصلاة والزكاة بعد عموم الأمر بالعبادة
أولاً : تأكيداً لأهميتها
ثانياً : لبيان أن الامر بالإخلاص
وهو من عمل القلب ودليل على صلاحه لا بد أن يتبعه صلاح الجوارح
لأن بعض الناس قد يعول على صلاح القلب ويهمل عمل الجوارح
فترى بعض الناس يصف نفسه بطهارة القلب وصفائه وأنه لا يحمل حقداً ولا حسداً لأحد
ويحب الخير وأهله ولكنه مع ذلك يهمل أداء الصلاة في أوقاتها
ولا يؤدي النفقات الواجبة عليه لأهله وأسرته ويكسل عن أداء فريضة الحج مع قدرته عليه.
وقد يصلي الإنسان الفرائض ويؤدي زكاة ماله
ولكنه لا يغض بصره ولا يحفظ لسانه ولا يكف أذاه عن الآخرين.
لذلك تكرر الأمر بالعباده بعد الأمر بالإخلاص في آخر الآية كما بدأت
حتى نفهم أنه كما لا تصح عبادة بدون إخلاص
فكذلك لا يفيد الإخلاص إذا لم يُثمر لنا الإلتزام بأوامر الله تعالى .

يتبــــع
آمال محمود كحيل
آمال محمود كحيل
المدير العام
المدير العام

تفسير سورة البينة Jb12915568671

تفسير سورة البينة Domain-9829ac87eaتفسير سورة البينة  رابط الوسام هنا تفسير سورة البينة  رابط الوسام هنا تفسير سورة البينة  رابط الوسام هنا تفسير سورة البينة  رابط الوسام هنا تفسير سورة البينة  رابط الوسام هنا

رقم العضوية : 2
عدد المساهمات : 2246
تاريخ التسجيل : 06/02/2010

http://www.nabdelamal.com/vb/

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

برنامج رد: تفسير سورة البينة

مُساهمة من طرف آمال محمود كحيل الثلاثاء 02 مارس 2010, 10:51 pm


6- هل عرفـت قدر دينك ؟

هذا الإخلاص في العبادة , وذاك التمسك بالحق والموالاة لأهله
والميل عن الباطل والبراءه من أهله وإقامة شعائر الله
هذه هي معالم الدين ولا يكمل دين المرء إلا بها
( وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ )
وقد وصف الله تعالى هذا الدين بعد أن وضح معالمه أنه ( دِينُ الْقَيِّمَةِ )
أي أن هذا الدين بهذا الوصف هو الدين المستقيم الموصل للجنّة .
ومعنى القيم : هو من يقوم بمصالح غيره ممن يعجز عن إقامة مصالح نفسه
فكأن الله سبحانه يقول عن الدين أنه القائم بتحصيل مصالحك عاجلاً وآجلاً .
فإذا أردت أن تُصلح دنياك فاعمل بتعاليم الإسلام
وإذا أردت أن تصلح آخرتك فاعمل بتعاليم الإسلام ,
فكل أوامر الدين في مصالحك ,
فالدين يأمرك بالطهارة لتكون نظيفاً
ويأمرك بالصلاة لأنك في هذه الدنيا معرض لمشاكلها وبلواها
ولا يعينك عليها إلا أن تقف بين يدي ربّك تشكو إليه وتطلب معونته.
والدين يأمرك بالزكاة لكي يـطهر نفسك من الشح والأنانية
ولكي تجد من يعطيك حين تفتقر وتحتاج.
والدين يأمرك بالصيام ليقوي إرادتك على ترك ما يضرك وفعل ما ينفعك ,
ويأمرك بالأمانة والصدق وسائر مكارم الأخلاق ليغرس محبتك في قلوب الخلق
ويأمرك بمنع أذاك عن الناس ليمنع أذاهم عنك.
والدين يأمر أولادك بطاعتك وبرّك ويأمر الزوجة بحُسن عشرتك.
والدين يأمر الجيران بمنع أذاهم عنك ويأمر التاجر ألا يغشك
ويأمر سائر الناس بالإحسان إليك ويحرم عليهم ظلمك والإساءه إليك
فهو مع المظلوم ضد الظالم ومع الفقير حتى يأخذ حقه من الغني
ومع الضعيف حتى يقوى .
ولكن الجهل بالإسلام هو سبب هذا الشعور البارد
الذي ينتاب بعض الناس تجاه كل ما هو إسلامي ..
حتى أصبحت ترى منهم من يناقش أوامر الدين ويعترض عليها فيقول
لماذا أمرنا بكذا ؟ ولماذا نُهينا عن كذا ؟
ولا يقنع إلا بما يوافق هواه ناسياً حقيقة أن حقيقة الإسلام ومعناه هو:
الإستسلام لله والخضوع له مع كل ما أمر ونهى.
فالإنسان مخلوق مملوك للربّ الذي خلقه فكيف تكون العلاقه بين الخالق والمخلوق ..
هل تكون علاقة تمرد وعصيان أم علاقة خضوع وانكسار..!!
ينبغي أن تكون الصلة بينك وبين الربّ الذي خلقك وربّاك بنعمته
ويملك لك النفع والضر –
أن تكون قائمة على مبدأ السمع والطاعه لأنك مملوك ..
والمملوك لا يملك أن يخرج عن طاعة سيده أو يناقشه فيما أمر أو يعترض على حكمه.
فإذا كان السيد في الناس لا يقبل من مملوكه ذلك
فكيف يجرؤ العبد الضئيل أن يخالف ربّه العظيم بحجة أنه لا يفهم الحكم
ولا يرى وجه الصواب فيه.
فاعلم أن الإسلام هو الإستسلام لله ..
فإذا ثبت أنك مأمور بشيء ما فلا بد أن تفعله مهما ثقل على نفسك
وإذا ثبت لك أنك منهي عن شيء ما فلا بد أن تتركه مهما اشتهته نفسك
لأنك عبد لست حراً في أن تفعل ما تريد وإنما أنت عبد مملوك لله الذي أمرك ونهاك
فلابد أن تستسلم له في كل شيء وأنت موقن أن الله يريد لك الخير والسعادة في الدينا والآخرة
وما منعك إلا ليُعطيك وما حرمك إلا ليُجازيك وما ابتلاك إلا ليقويك ,
فلا تبتغ الخير إلا في طاعته مهما شق عليك ذلك
فقد حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات
فاترك نفسك لهذا الدين ليكون قائداً لك إلى سعادة الدنيا والآخرة ..
فهو الدين القيم الذي يقوم على مصالحك فتعلمه والتزم بتعاليمه عساك أن تفلح.

يتبـــــع
آمال محمود كحيل
آمال محمود كحيل
المدير العام
المدير العام

تفسير سورة البينة Jb12915568671

تفسير سورة البينة Domain-9829ac87eaتفسير سورة البينة  رابط الوسام هنا تفسير سورة البينة  رابط الوسام هنا تفسير سورة البينة  رابط الوسام هنا تفسير سورة البينة  رابط الوسام هنا تفسير سورة البينة  رابط الوسام هنا

رقم العضوية : 2
عدد المساهمات : 2246
تاريخ التسجيل : 06/02/2010

http://www.nabdelamal.com/vb/

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

برنامج رد: تفسير سورة البينة

مُساهمة من طرف آمال محمود كحيل الثلاثاء 02 مارس 2010, 11:08 pm


7- من هم شر البرية ؟..

وصف الله تعالى هؤلاء الذين تفرقوا من بعد ما جاءهم العلم إنهم شر البرية ..
قال العلماء : هم شر البرية لأنهم عرفوا الحق ولم يعملوا به بل تركوه فخسروا الدنيا والآخرة.
فهؤلاء الذين يعلمون ولا يعملون وصفهم الله بأنهم شر البرية أي شر الخليقة
فهم أشر من البهائم فهي لا تعقل وهم أشر من الجُهال فهم لا يعلمون
فكيف وصلوا لهذا الوصف وذاك المقام ؟
فمن المعلوم أن الله تعالى خلق في نفس كل إنسان ميول إلى الحق وميول إلى الباطل
قال تعالى " ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها "
فكل إنسان مؤهل بأن يرتقي إلى أعلى عليين ومؤهل بأن ينحدر إلى أسفل سافلين .
فما هو المنحدر الذي يهوي بأصحابه إلى أن يكون شر البرية
وقد كان بإمكانهم أن يقاوموا هذا التدني بما وضع الله فيهم من استعداد للخير وقدرة عليه؟
لذلك ينبغي أن نعرف طبيعة هذا المنحدر الذي سلكه هذا الصنف
حتى نتقي الوقوف على درجاته فلا تهوي بنا درجة إلى التى تليها
فنجد أنفسنا في النهاية من هذا الصنف ونحن لا ندري .
من خلال تناول السورة لهذا الصنف من أهل الكتاب والمشركين
نتبين طبيعة هذا المنحدر
فهؤلاء الذين انتهى بهم الحال إلى أنهم عرفوا الحق ولم يعملوا به
قد سبق وصفهم بمرضى القلوب فلو صحت قلوبهم لعملوا بما علموا.
ومرض القلب هو التعلق بغير الله ومحبته والانشغال به ..
كما أن سلامته في التعلق بالله وحده ومحبته وتعظيمه .
فيمرض القلب بحب المال أو السلطه أو النساء إلى غير ذلك من متاع الدنيا
فإذا جاءه الحق لا يقبله لكونه مخالفاً لهواه.
فأهل الكتاب حين كانت قلوبهم مريضة بحب الجاه أو التملك
لم يستجيبوا للحق الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم مع علمهم بأنه الحق من ربهم
فهم يعرفون الرسول صلى الله عليه وسلم كما حكى عنهم القرآن
" الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ " البقرة (146)
لكن حبهم للجاه والسلطة وحب الظهور على الناس
جعلهم يأملون أن يبعث الرسول من بينهم وينتسب إليهم ليسودوا بين الناس ويظهرون عليهم .
هذا هو المرض الذي أفسد قلوبهم حتى رفضوا الحق وهم يعلموه .
وكم من أوامر لله نسلم بها ونعرفها
ومع ذلك لا نقدر على طاعته فيها بسبب ما في القلوب من أمراض .
فما هي الدرجة التى تهوى بصاحبها إلى مرض القلب ؟
ما هي العلة التى تسببت في مرض قلوبهم ؟
إن سبب مرض القلب هو عدم الإخلاص لله تعالى ..
فالإخلاص هو إيثار مراد الله على مراد النفس وإفراده بالطاعة
وذلك حين يوقن الإنسان أنه عبد لله وحده ولا ينبغي أن يخرج عن طاعة سيده ومولاه
فلا يفعل إلا ما يأمره به و يرضاه فتكون أفعاله وأقواله كلها دائرة على حسب مراد الله تعالى
وبذلك الإخلاص يزول تعلقه بغير الله تعالى ..
فلا يتعلق قلبه بحب المال أو الجاه أو الثناء أو المدح وسائر المشتهيات..
فإذا مالت نفسه لغير الحق أو دعاه الشيطان لإيثار الباطل
منعه إخلاصه لله تعالى من موافقة هوى نفسه فيما يخالف أمر الله تعالى
إما إذا خلا القلب من هذا الإخلاص لله
فسوف يصعب عليه إيثار مراد الله تعالى على مراد نفسه
بل يسير موافقاً لهواها في كل ما تريد وان كان مخالفاً للحق فيمرض القلب باتباع الهوى ..
لأنك كلما وافقت نفسك وأعطيتها ما تريد زاد حبها له وتعلقها به
فإذا جاءها الحق لم تؤثره ولم تعمل به لأنه مخالف لهواها.
وبذلك يتبين أن الإخلاص لله تعالى
هو الذي يخرج الإنسان من اتباع الهوى الذي يصد صاحبه عن اتباع الحق
وكلما زاد إخلاص العبد لله تعالى كلما زادت بصيرته
وقويت معرفته للحق وقدرته على اتباعه.
فهؤلاء لما خلت قلوبهم من الإخلاص لله تعلقت بغيره
فلما جاءهم الحق لم يقبلوه واتبعوا أهواءهم.
فما هي الدرجة التى أطاحت بهم إلى عدم الإخلاص لله تعالى
وإيثار هوى نفوسهم على مراد الله تعالى حتى مرضت قلوبهم
فضلوا عن الحق بعد أن عرفوه ؟
إنه الجهل بالله تعالى .. انهم لم يعرفوه حق المعرفة ..
لم يعرفوه بصفات جلاله فيهابوه ويعظموه ولم يعرفوه بصفات جماله فيحبوه
فصعب عليهم أن يؤثروا رضاه على أنفسهم
ولو أنهم عرفوه بعظيم صفاته وجمال أفعاله وكمال أوصافه
لهان عليهم مخالفة أنفسهم في سبيل رضاه وقصده بالطاعة دون ما سواه.
فالإخلاص لا يصدر إلا من قلب عارف بالله محباً له معظماً لأمره
فعز عليهم الإخلاص بسبب جهلهم بربهم
فما هي الدرجة التى هوت بهم إلى هذه الصفه من الجهل بالله تعالى ؟
إنها الغفله عن تدبر كتابه وعدم فهم خطابه ,
فلو أن أهل الكتاب تدبروا ما جاء في آيات القرآن
لسهل عليهم قبول الحق الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم
ونزل به القرآن فقد أمرهم القرآن بما أمروا به من قبل في كتبهم
والمسلم حين لا يتدبر كتاب الله سيجهل عن ربّه ما يعينه على الإخلاص لله في عبادته
فيمرض قلبه بالتعلق بغير الله تعالى ..
فلا يرى الحق على صورته ولا يعمل بما جاءه من العلم .
فالقرآن هو مصدر العلم بالله تعالى
ففيه يصف الله تعالى نفسه بجلال صفاته وكمال أفعاله وأحكامه في خلقه ,
فإذا فهم الإنسان خطابه عرف قدره فأحبه وعظمه وأخلص في عبادته.
ولكن أكثر الناس يقرؤون القرآن فلا يتدبروه فعميت بصائرهم عن معرفة ربهم
وقد قال الإمام الألوسي في تفسيره نقلاً عن بعض السلف :
(لقد تجلى الله لعباده في كتابه ولكنهم لا يُبصرون)
فإذا كانت غفلة الإنسان عن تدبر كتاب ربه
هى الدرجة التى هوت به إلى الجهل بالله تعالى حتى عز عليه الإخلاص
فمرض قلبه فلم يقبل الحق بعد أن عرفه , فما هي الدرجه التى أدت إلى ذلك الوصف ؟
إنها عدم الإقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم وأتباعه ..
إن أهل الكتاب حين لم يؤمنوا برسول الله رغم أنهم على يقين بصدقه
لم ينتفعوا بالكتاب الذي أنزل معه !
والمسلم حين يؤمن برسول الله صلى الله عليه وسلم ويؤمن بصدقه
لكنه لا يعرف هديه ولا يقتدي به فإنه لن ينتفع بما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم
.. فالإنسان حين يهتدي بهدي محمد صلى الله عليه وسلم
فإنه يقوده إلى معرفة الله ومحبته وتعظيمه لأنه أعرف الناس بالله وأوصلهم به
فإذا كان القرآن يصف لك الطريق إلى معرفة الله وعبادته
فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان خُلقه القرآن فهو يدلك على ما فيه بقوله وعمله ,
ثم إنه صلى الله عليه وسلم كان من هديه في تلاوة القرآن والقيام به بالليل
وطريقة تلاوته بالترتيل والوقوف على رأس كل آية ما لو اتبعناه فيه
لسهل علينا تدبر القرآن وفهم معانيه بما ينير عقولنا بمعرفته سبحانه ويملء قلوبنا بمحبته.
فما الذي منع من الإقـتداء برسول الله حتى لم نعرف ربنا كما عرفه صلى الله عليه وسلم ?
إن السبب الذي صد أهل الكتاب عن الإيمان برسول الله صلى الله عليه وسلم
هو أنهم ضلوا عن حقيقة وجودهم والغاية التى خلقوا لها إلا وهي عبادة الله وحده .
وهذا هو ما دعت إليه كل الرسل ونزلت به كل الكتب
فلو أنهم آمنوا بذلك وتفطنوا أن غاية كل الشرائع واحدة ودعوة كل الرسل واحدة
وهي دعوة الناس لعبادة الله وحده ( التوحيد) ما كانوا ليفرقوا بين رسول ورسول
ويؤمنوا بأن ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم هو ما جاء به موسى عليه السلام ..
فإذا آمنوا بموسى عليه السلام
فكان ينبغي أن يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم وان لم يكن من بني إسرائيل
فليس الشأن في شخصه وإنما في كونه رسول مرسل من الله .
وكذلك المسلم حين ينسى وظيفته والغاية التى خلق لها كما أخبرنا الله تعالى فقال
(وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) الذاريات 56
حين لا يكون هدفه في هذه الحياة أن يحقق الغاية التى خلق من أجلها
فإنه لن يعظم شأن من يدله على الله تعالى ,
ولن يهتم بمعرفة دينه أو اتباع رسوله صلى الله عليه وسلم أو تدبر كتاب ربه
فلن تكون الآخرة أكبر همه
وإنما تكون همومه وأهدافه كلها متعلقة بما يجلب له السعادة والراحة في الدنيا
فيتعلق قلبه بغير الله وتتشعب به الأهواء
فلا يزال ينتقل من هم إلى هم ومن أمنية إلى أمنية
وهذه هي البداية..وتلك هي أول درجه على المنحدر الذي يهوي بصاحبه إلى شر البريه ..
أول خطوه في هذا المنزلق .. أن تجهل الغاية من وجودك,
أن تجهل إنك عبد وأن لك ربًّا ينبغي أن تعبده ,
وأن تغفل عن مصيرك الذي ينتظرك ولا تفكر في لحظة الحساب والآخرة .
الخطوة الثانية : هي الإعراض عن تعلم الدين لأنك مهموم بدنياك مشغول عن آخرتك.
فإذا لم تتعلم دينك انزلقت قدماك إلى الدرجة التى تليها وهي عدم الإقتداء برسولك ..
وكيف تقتدي بمن لا تعرفه
ثم عدم فهمك لكتاب ربك لأنك لا تبتغي منه العظة والهدى والرحمة .
فإذا لم تتبع سنة رسولك ولم تتدبر كتاب ربك سقطت في الدرجة التى تليها
وهي الجهل بالله تعالى
ثم يهوي بك جهلك إلى العجز عن الإخلاص لله تعالى فيتعلق قلبك بغير الله .
فإذا استمر هبوطك مرض قلبك وفسد دينك حتى لا ترى الحق على صورته
ولا تميز الضار من النافع فإذا جاءك من العلم ما يبين لك الحق ويعرفك به
فلا تستجيب له نفسك ولا يمكنك العمل به بعد أن عرفته.
وحينئذ تكون قد أصبحت من شر البرية الذين يعلمون ولا يعملون ,
وما من مسلم اليوم إلا ويعرف ما هو معلوم من الدين بالضرورة
فكل الناس يعلمون حدود الحلال والحرام. فإذا وجدت نفسك لاتعمل بما تعلم
فاتهم قلبك واعلم ان فيه من المرض ما حال بينك وبين معرفة الحق أو العمل به بعد أن عرفته
فاستعن على صلاح قلبك بإخلاص العباده لله ,
واسلك سبيل العلم بالله ومعرفته لتصل إلى هذا الإخلاص
والتمس الطريق إلى معرفته في تدبر كتابه واتباع سنة رسوله ,
ولكي ترفع همتك في ذلك تذكر دائماً أنك خلقت لعبادته
وأنك راجع إليه فلم تُخلق عبثاً ولن تُترك سُدى.

يتبـــــع
آمال محمود كحيل
آمال محمود كحيل
المدير العام
المدير العام

تفسير سورة البينة Jb12915568671

تفسير سورة البينة Domain-9829ac87eaتفسير سورة البينة  رابط الوسام هنا تفسير سورة البينة  رابط الوسام هنا تفسير سورة البينة  رابط الوسام هنا تفسير سورة البينة  رابط الوسام هنا تفسير سورة البينة  رابط الوسام هنا

رقم العضوية : 2
عدد المساهمات : 2246
تاريخ التسجيل : 06/02/2010

http://www.nabdelamal.com/vb/

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

برنامج رد: تفسير سورة البينة

مُساهمة من طرف آمال محمود كحيل الثلاثاء 02 مارس 2010, 11:27 pm


8- من هم خير البرية ؟

قال المفسرون : الذين آمنوا وعملوا الصالحات على اختلاف طبقاتهم هم خير البرية
أولئك هم خير المخلوقات التى خلقها الله لأنهم عبدوا الله وعرفوه فـفازوا بنعيم الدنيا والآخرة.
فكيف يصل هؤلاء إلى هذه المنزلة التى استحقوا بها ثناء الله تعالى عليهم
ووصفهم بأنهم خير الخليقة ؟
ما هي الدرجات التى يرتقي فيها الإنسان حتى يكون من خير البرية ؟ ..
المتأمل في النصف الثاني من السورة يرى بوضوح هذه الدرجات ويرى ثمارها ونتاجها
أول هذه الدرجات هي الإيمان بالله
والإيمان بالله ليس عملًّا عقليًّا يقتصر على التصديق فقط
وإنما هو يقين في القلب لا يغالبه الشك ولا تزعزعه الشبهات
فليس كل من قال بلسانه يصدق بقلبه فكم من أناس "يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم "
إذاً فهذه الدرجه لا تشمل هؤلاء الذين لم تؤمن قلوبهم وإن عرفت عقولهم وأقرت ألسنتهم .
فنحن نرى كثيرًا ممن ينتسب إلى الإسلام لكونه في بلد مسلم
أو مولود في أسرة مسلمة يجهل عن دينه وربّه ورسوله ما يجهله غير المسلمين
وبعضهم يؤدي فـرائض الإسلام ومع ذلك ليس في قلبه الإيمان الراسخ الذي يعلو به إ
لى هذه المنزله التى تضعه على أولى درجات خير البرية
وهذا إنما نتج عن توريث الإسلام دون تعلمه وفهم حقيقته فنشأت أجيال
لا تدري عن الإسلام شيء سوى أنه ملة من الملل وديانة موروثه عن الآباء والأجداد
لذلك فهم يؤدون فرائضه عن تقليد موروث ويؤدون العبادات برتابة خالية من الحس –
لسان حالهم يقول :
" قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُـقـتَدُونَ " الزخرف 22
ثم لا يلبث بعضهم ان يصل إلى إهمال الفرائض أو تركها بالكلية .. !!!!
أما الإيمان فهو شيء آخر.. لذلك فرق القرآن بين معنى الإيمان والإسلام
فقال تعالى " قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ
وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ " الحجرات
فالإيمان الذي نصف أصحابه في سورة البينة هو الإيمان الذي يدخل القلب
فيرسخ فيه رسوخاً لا يقبل الريبة والشك
لذلك قال تعالى معقباً على الآية السابقة في سورة الحجرات
" إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا
وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ "
أما الإيمان العقلي المقصور على التصديق بدون عمل القلب
أو الإيمان اللحظي الذي لا يكاد يدخل القلب حتى تطفئ أنواره الشهوات أو الشبهات
فليس هو المقصود هنا .
فالذي نعنيه من أوصاف خير البرية هو ذاك الإيمان الذي يكسب العقل التصديق الجازم ..
ويكسب القلب اليقين الراسخ وهذا اليقين لا ينتج عن مجرد التقليد لمن تثق به
وإنما لابد أن يأتي من داخلك بحيث تؤمن عن علم وفهم واعتقاد
لذلك كثر في القرآن الدعوه إلى التفكر والتأمل في آيات الله المشهودة والمقروءة
لأن ذلك يؤدي إلى اقناع العقل واشباعه بما تمليه عيه فطرته وبما جبل عليه من الإيمان
وهو كذلك يكسب القلب يقيناً يجعله منجذباً بكليته إلى توحيد الله تعالى ومحبته وتعظيمه
فينتج عنه انقياد الجوارح لطاعة الله بفعل ما أمر وترك ما نهى
وهذا هو العمل الصالح الذي يُثمره الإيمان الصادق
وهذا العمل ليس مقصوراً على أداء المناسك والشعائر التعبدية
من صلاة وصيام وزكاة وحج ..
وإنما هو معنى شامل لكل ما أمر الله به من عبادة واخلاص وسلوك
فأصحاب هذه الدرجة قائمين بالإسلام قولاً وعملاً ..
وعبادتهم تشمل كل جوانب الحياة عملاً بقوله تعالى :
" قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ "
فالمسلم مامور أن تكون حياته كلها دائرة على حسب أوامر الله تعالى .
ولكن الإنسان مهما اجتهد فإنه قد يقع في التقصير مرات ومرات
ويصيبه الفتور بين الحين والآخر وهذا بمقتضى ضعفه البشري
قال تعالى " وخُلق الإنسان ضعيفا "
وليس الخطر في ذلك فالإيمان يزيد وينقص , يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية,
قكلما نقص إيمان العبد بوقوعه في الذنب فيمكنه أن يتدارك حاله بالتوبة وفعل الطاعات ,
طالما أصل الإيمان ثابت في قلبه والغالب على جوارحه الإنشغال بطاعة الله
فما يكاد يقع في الذنوب حتى يعود بالتوبة
وما يكاد تبعده الهموم حتى يعيده ذكر الله إلى حظيرة الإيمان .
وإنما الخطر يكمن في أن يهمل الإنسان نفسه حتى ينتقص إيمانه أول بأول ..
فلا يبقى عنده ما يعينه على الرجوع إلى ربه بل يكون أقرب إلى عدوه من معبوده.
فالإنسان مبتلى في هذه الدنيا بما يوقعه في الذنوب والهموم التى تبعده عن ربه
ولا يوجد انسان معصوم من الزلل
ولكن المؤمن كلما بَعُد ..اقترب, وكلما زلت قدمه ..عاد واقفاً .
ولكن كلما تأخر رجوعه كلما زادت المسافه بينه وبين ربه
وبقدر بعده عن ربه بقدر قربه من عدوه , فيظل عدوه يجذبه بعيداً عن مولاه بذنب يلي الذنب
وبهم يتبعه هم .. وكلما استجاب له زاد ضعفه ونقص الإيمان في قلبه
فلا يقوى على مقاومة عدوه حتى يأسره هذا العدو اللدود إما في سجن الشهوات أو الشبهات
ولا يخرجه من أسره إلا قوة إشتياقه لربه او شدة الخوف منه
فالإيمان هو مادة غذاء القلب فإن نقص غذاءه ضعفت قوته
لذلك ينبغي للإنسان أن يعتني بإيمانه ويجعله في زيادة ويتدارك كل نقصان
بما يجبره من العمل الصالح.
فإذا تحقق المسلم بالإيمان والعمل الصالح واستقام على هذا الوصف
فقد شمله وصف خير البرية ووصل إلى أول طبقة منهم .. وهم الصالحين .
ومعنى ذلك أنك أيها المسلم حين تؤمن إيماناً يلزمك بأداء ما افترضه الله عليك
ويحببك في التقرب إلى الله بنوافـل الطاعات والاعمال الصالحات
فأنت بذلك من خير البرية .
ومن منا لا يحب ان يكون منهم وقد مدحهم الله وأثنى عليهم ووعدهم بحسن الجزاء
فاجتهد في الالتزام بأوامر الله
وحافظ على إيمانك من النقصان باجتناب الذنوب وإصلاح العيوب .
واحذر من الدنيا أن تشغلك عن ربك وتسلب إيمانك وأنت لا تدري
فليست المعاصي هي الخطر الوحيد الذي يهدد إيمانك
وإنما هموم الحياة قد تكون أخطر بكثير حين لا يحذر الإنسان منها
لذلك جاء في تفسير السورة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
ألا أخبركم بخير البريه ؟ قالوا : بلى يا رسول الله !
قال رجل أخذ بعنان فرسه في سبيل الله كلما كانت هيعة استوى عليه .
ألا أخبركم بخير البرية قالوا : بلى يا رسول الله
قال رجل في ثُلة من غنمه يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة "
فأشار الحديث إلى طبقتين من طبقات خير البريه:
الطبقه الأولى .. هي طبقة المجاهدين في سبيل الله ..
والطبقه الأدنى هي طبقة الصالحين وقد أشار إليهم بهذا الوصف
(رجل في ثلة من غنمه يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة)
فقوله ( في ثلة من غنمه ) كناية عن السعي في تحصيل أسباب والكسب والمعاش
فهؤلاء الذين لا تشغلهم هموم الكسب عن أداء حق الله تعالى
فهم من خير البرية وهذا نتاج الإيمان وثمرة العمل الصالح.
فكيف وصل هؤلاء إلى هذه الدرجة من الإيمان والعمل الصالح
حتى أصبحوا من خير البريه ؟
لقد أدركوا الغاية التى خلقوا من أجلها فعرفوا أن لهم ربًّا ينبغي أن يعبدوه
فأحبوا من يدلهم عليه فتعلموا دينهم وتدبروا كتاب ربهم واتبعوا سنة رسولهم ,
فازدادت معرفتهم بربهم وانتقلوا من الإيمان التقليدي الموروث إلى الإيمان الخالص
فاخلصوا القصد لله تعالى وسهل عليهم العمل بعد العلم
وابتدأوا من حيث انتهى شر البرية الذين علموا الحق ولم يعملوا به.
فإذا استقام العبد على الإيمان والعمل الصالح وقوي إيمانه وعًظُم عمله
ارتقى إلى درجة أعلى وهي الرضا عن الله تعالى في أحكامه وأقداره
وهي ناتجة من الدرجة التى قبلها وهي الإيمان والعمل الصالح.
فقد قال المفسرون في قوله تعالى " رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ "
إن رضا العبد عن الله لمسبوق برضا الله عنه.
ورضا الله عن العبد إنما يكون بسبب قوة إيمانه بالله وكثرة اجتهاده في العمل الصالح
وهو ما يفسره العلماء (بالـرضا بالله )
فمن رضي بالله ربّاً فلم يتخذ معبوداً سواه وأطاعه في أوامره
فإن الله يرضى عنه وينتج من رضا الله عن العبد رضا العبد عن الله .
فإذا استقام الإنسان في هذه الدرجة وثبت في مقام الرضا
بحيث يستقبل كل أقدار الله وأحكامه بالرضا والإذعان والتسليم
فسوف ينكشف له من أسباب الفهم والعلم بالله ما يقوي معرفته بجلال الله وكمال أوصافه.
وكلما زاد تفكره وتامله في كل حكم وقضاء يقضي الله له في خلقه مع حسن ظنه بربه
بحيث لا ينتهي في شيء قضاه فإنه يزداد علماً بالله و يقيناً بألوهيته وربوبيته.
فإذا حصل له المعرفه والعلم بالله انتقل إلى درجة أعلى وهي درجة الخشية
فإن الخشية ثمرة العلم بالله
لذلك خص الله تعالى العلماء بالخشيه فقال " إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء "
وذلك لأن العلم بكمال الله وجلاله يورث القلب التعظيم والمهابه له سبحانه
وهذه هي الخشية كما عرفها العلماء : خوف مقرون بهيبة
فالخشية تنبع من حُسن معرفة الله تعالى وكمال العلم به .
وعلى قدر العلم والمعرفه تكون الخشيه
قال صلى الله عليه وسلم " لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً "
رواه مسلم
فكلما ازددت معرفة بالله ازددت اجلالاً له وتعظيماً
حتى تكون هذه الخشية هي الدافع لكل عمل يقربك منه وهي الزاجر لكل عمل يبعدك عنه.
قال الألوسي: قد تبين من قوله تعالى " ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ "
أن مجرد الإيمان والعمل الصالح ليس موصولاً إلى أقصى المراتب ورضوان من الله أكبر
بل الموصل له خشية الله تعالى .
فالخشية هي أعلى درجة في سلم الصلاح فمن ثبت عليها ثبت على ما دونها من الدرجات
وجنى أعلى ثمارها وهي الفوز برضوان الله تعالى وجنته ,
ولهذا قال المفسرون في قوله تعالى " ذلك لمن خشي ربّه "
أي ذلك الجزاء والرضوان لمن وقعت منه الخشيه لله سبحانه في الدنيا
وانتهى عن معاصيه بسبب تلك الخشية.
هذه هي درجات الرُقى لمن أراد أن يرتقي
إيمان بالله تعالى يتبعه عمل صالح في مرضاته
فإذا قوي الإيمان واستقام على العمل
ارتقى إلى مقام الرضا من الله تعالى فيرضي الله تعالى عنه
فإذا حصل له الرضا من الله تعالى ارتقى إلى مقام الرضا عن الله تعالى في أقداره وأحكامه
فإذا ثبت على الرضا انفتح له باب المعرفة والعلم بالله
فيُثمر له العلم بالله هيبة وتعظيماً لجلال الله يملئ القلب بالخشية.
فإذا سكنت الخشية القلب - احترقت مواضع الشهوات فيه
فلا يبقى في القلب محبة إلا لله ولا خوفاً إلا من الله فيتعلق بالله وحده
ويفرده بالقصد والطلب فلا يكون منشغلاً إلا بما يرضي مولاه.
وبقدر الصعود يكون الإرتقاء ..
فمنهم من وصل إلى طبقة المجاهدين ومنهم من وصل إلى طبقة الشهداء
ومنهم من وصل إلى طبقة الصديقين
وأعلاهم من اصطفاه الله بالنبوه والرساله
وأدناهم من آمن بالله وعمل صالحاً وهم طبقة الصالحين
فأولئك جميعاً (هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ)
قال تعالى
" وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ
مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا "
النساء 69

يتبـــــع
آمال محمود كحيل
آمال محمود كحيل
المدير العام
المدير العام

تفسير سورة البينة Jb12915568671

تفسير سورة البينة Domain-9829ac87eaتفسير سورة البينة  رابط الوسام هنا تفسير سورة البينة  رابط الوسام هنا تفسير سورة البينة  رابط الوسام هنا تفسير سورة البينة  رابط الوسام هنا تفسير سورة البينة  رابط الوسام هنا

رقم العضوية : 2
عدد المساهمات : 2246
تاريخ التسجيل : 06/02/2010

http://www.nabdelamal.com/vb/

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

برنامج رد: تفسير سورة البينة

مُساهمة من طرف آمال محمود كحيل الثلاثاء 02 مارس 2010, 11:39 pm


9- معنى الرضا وطريق الوصول إليه

في قوله تعالى " رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ".. قال بعض المفسرين :
أن هذا الحكم متعلق بالآخرة أي ان رضا الله عنهم ورضاهم عنه حاصل في الآخرة
وقال البعض الآخر إنه متعلق بالدنيا أي أن هذا الرضا حاصل في الدنيا.
فمن قال إنه متعلق بالآخرة فسر معنى الآية :
بأن الله تعالى رضي عنهم فأعطاهم من نعيم الجنة ما جعلهم يرضون
حتى قالوا (حسبُنا ) أي كفانا كما في قوله تعالى
" جَزَاء مِّن رَّبِّكَ عَطَاء حِسَابًا" قالوا (حِسَابًا) من قول القائل : حسبي أي كفاني.
ومن قال إنه متعلق بالدنيا فسر معناها:
إن الله تعالى رضي عنهم فيما قدموه في الدنيا من صالح الأعمال
ورضوا عنه بما قدر عليهم من أحكام وأقدار
والآية تحتمل المعنيبن لأن أحدهما موصل للآخر وناتج منه.
فرضا الله تعالى في الآخرة نتيجة لرضاه في الدنيا ..
ورضاه عن عبده بسبب سعي العبد في طلب رضاه بالأعمال الصالحة ..
فإذا رضي الله عن العبد وفقه لأن يرضى عنه في أحكامه وأقداره ..
فإذا رضي العبد عن الله رضي الله عنه فأدخله الجنة وأحل عليهم رضوانه.
قال ابن القيم : فهو محفوف بنوعين من رضاه عن عبده ..
رضا قبله أوجب له ان يرضى عنه ورضا بعده هو ثمرة رضاه عنه.
ورضا العبد عن الله في الدنيا من أعظم مقامات العبودية التى يبذلها العبد لربه
ورضى الله عن العبد في الآخرة هو أعلى درجات النعيم التي يعطيه الله لعبده في الجنة ,
فقد رفع الله الرضا فوق جنات عدن فقال سبحانه :
" وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا
وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ"
(72) التوبة
أي رضوان الله أكبر من نعيم الجنة .. ورضا العبد عن ربه هو ثمرة الإيمان والعمل الصالح
فقد رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سأل طائفة من أصحابه ما أنتم
فقالوا : مؤمنون , فقال ما علامة إيمانكم , فقالوا : نصبر على البلاء ونشكر عند الرخاء
ونرضى بمواقع القضاء فقال: مؤمنون ورب الكعبة .
ذكره الغزالي في الإحياء
وعن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" من رضي من الله تعالى بالقليل من الرزق رضي الله تعالى منه بالقليل من العمل "
رواه الديلمي في مسند الفردوس
وقال أيضاً " إذا أحب الله تعالى عبداً ابتلاه فمن صبر اجتباه فإن رضي اصطفاه".
* الفرق بين الرضا والصبر :
وقبل أن نتـناول تعريف الرضا ينبغي أن نعرف الفرق بينه وبين الصبر
ونضرب لذلك مثلاً ..
إذا اعتاد والد أن يعطي أولاده في اول كل شهر عطية من المال ..
ثم أراد ان يمتحن صبرهم ورضاهم
بان انتقص من هذه العطية مبلغاً كبيراً وهو يعلم تماماً أن هذا لا يوافق هواهم
فاعترض الأول وتكلم بما يفيد سخطه وعدم رضاه ..
وكره الثاني وتضايق جداً لكن أدبه منعه من الضجر والإعتراض
وتألم الثالث لكنه رأى أن هذا حق للأب يفعل ما يريد
وأن فعله لا يخلو من حكمة ومنفعة لهم فشكره وأظهر له الرضا.
فالاول ساخط , والثاني صابر والثالث راض ,
لذلك عرف العلماء الصبر أنه حبس النفس عن الجزع والسخط وحبس اللسان عن الشكوى
فالذي يطالب به العبد وفرضته عليه الشريعة هو الصبر
بمعنى أن لا يجزع ولا يتسخط بل يمنع نفسه من ذلك
وإن كان كارهاً للقضاء فلا يفعل بمقتضى ما في نفسه من كراهة.
فهو غير مطالب بالرضا بما أصابه ولكن بلزوم الأدب مع الله حين يصاب
فالرضا مقام أعلى من الصبر..
فالراضي يحب بعقله ما يقدره الله ويقضي به وإن تألمت نفسه
لذلك لأنه يرى مصلحته ومنفعته فيما قدره الله وقضاه فيسلم له بالرضا
ويثق في حسن اختياره وهذا أمر لا يقدر عليه كل أحد .
مثال ذلك : إذا ابتلى الله رجلاً بقسوة أبيه وظلمه أو ابتلى زوجة بظلم زوجها وأذيته,
فإذا أطاع الرجل أباه وهو كاره لظلمه غير راغب في بره
لكنه يؤدي حق الله تعالى الذي أمره ببره فهذا صبر.
وكذلك المرأه إذا أطاعت زوجها وهي كارهة له متأذية من ظلمه
ولكنها تطيعه خوفاً من عقوبة الله فهذا صبر.
أما إذا رأى كل منهما أنه مستحقاً لهذا البلاء لقوله تعالى
" وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ " الشورى 30
وإنه ممتحن به فهو إما كفارة لذنوبه أو رفعاً لدرجاته وان هذا البلاء هو اختيار الله له
والخيرة فيما اختاره الله تعالى فيرى في البلاء من المصالح ما يجعله يرضى
بحسن اختيار الله له بل ويحبه بعقله لأن فيه منافع له
وهذا لا ينافي وجود الألم في نفسه من وقع البلاء
فالإحساس بالألم قد يجتمع مع الرضا بل وهو دليل على صدق الرضا
لأنه يبرز قوة إيمانه بحسن اختيار الله له مع كونه غير موافق لهواه..
أما إذا كان موافقاً لهواه فيكون من السهل عليه تحقيق الرضا لكونه محبوباً لنفسه.
وفرق بين أن تتحمل البلاء وأنت لا ترى فيه إلا معنى الحرمان والمشقة
وبين أن تتحمله وأنت ترى الخير كل الخير فيه ..
فالأول صبر والثاني رضا.
وان كانت النتيجة واحدة وهي عدم التسخط والجزع ولكن الثمره مختلفة ..
فما يجنيه الراضي أعظم درجة مما يجنيه الصابر
ومن هنا أجمع العلماء ان الرضا مستحب,
قال ابن القيم : قد أجمع العلماء على أن الرضا مستحب مؤكد استحبابه
واختلفوا في وجوبه على قولين وكان شيخ الإسلام ابن تيميه يذهب إلى القول باستحبابه.
قال : واتفق العلماء أن الرضا كسبي باعتبار سببه
فإذا تمكن العبد من أسبابه وغرس شجرته اجتنى منها ثمرة الرضا.
قال ابن القيم : ولكن لعزته وعدم إجابة أكثر النفوس له وصعوبته عليها
لم يوجبه الله على خلقه رحمة بهم وتخفيفاً عنهم لكن ندبهم إليه وأثنى على أهله
وأخبر أن ثوابه رضاه عنهم الذي هو أعظم من الجنة ونعيمها.

يتبــــع
آمال محمود كحيل
آمال محمود كحيل
المدير العام
المدير العام

تفسير سورة البينة Jb12915568671

تفسير سورة البينة Domain-9829ac87eaتفسير سورة البينة  رابط الوسام هنا تفسير سورة البينة  رابط الوسام هنا تفسير سورة البينة  رابط الوسام هنا تفسير سورة البينة  رابط الوسام هنا تفسير سورة البينة  رابط الوسام هنا

رقم العضوية : 2
عدد المساهمات : 2246
تاريخ التسجيل : 06/02/2010

http://www.nabdelamal.com/vb/

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

برنامج رد: تفسير سورة البينة

مُساهمة من طرف آمال محمود كحيل الثلاثاء 02 مارس 2010, 11:49 pm


* تعريف الرضا :

يراد بالرضا عند العلماء : الرضا بما يقضي الله به من غير تردد ولا معارضة .
وقد أكثر العلماء في تعريفه فقد قال ابن عطاء :
الرضى سكون القلب إلى قديم اختيار الله للعبد إنه اختار له الأفضل فيرضى به .
وقيل هو رفع الإختيار, وفي هذا روي عن عمر رضي الله عنه قال :
ما أبالي على أي حال أصبحت وأمسيت من شدة أو رخاء.
وقيل للحسن بن علي رضي الله عنهما: أن أبا ذر رضي الله عنه يقول :
الفقـر أحب إلىّ من الغني والسقم أحب إليّ من الصحة فقال: رحم الله أبا ذر
أما انا فأقول من اتكل على حُسن اختيار الله له لم يتمن غير ما اختار الله له.
وروى ابن القيم في المدارج:
اجتمع وهيب بن الورد وسفيان الثوري ويوسف بن أسباط فقال الثوري :
قد كنت أكره موت الفجاءة قبل اليوم أما اليوم فوددت أني ميت
فقال له يوسف بن أسباط: ولم ؟ فقال : لما أتخوف من الفتنة
فقال يوسف لكني لا أكره طول البقاء فقال الثوري : ولم تكره الموت؟
قال : لعلي أصادف يوماً أتوب فيه وأعمل صالحاً فقيل لوهيب أي شيء تقول أنت ؟
فقال: أنا لا أختار شئياً , أحب ذلك الذي أحبه إلي الله , فقبل الثوري بين عينيه.
قال ابن القيم : هذا حال عبد استوت عنده حالة الدنيا والموت وقف مع اختيار الله له منهما
وقد كان وهيب رحمه الله له المقام العالي من الرضا وغيره.
وقيل الرضا هو سكون النفس تحت المقدور.والمقصود: ارتفاع الجزع مهما اشتد البلاء
فقد روي عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: ل
أن ألحس جمرة أحرقت ما أحرقت وأبقت ما أبقت أحب إليّ من أن أقول لشيئ كان
ليته لم يكن أو لشيء لم يكن ليته كان .
وعن أنس ابن مالك قال : خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين
فما قال لشيء فعلته لما فعلته ولا لشيء لم أفعله لما لا فعلته
ولا قال في شيء كان ليته لم يكن ولا شيء لم يكن ليته كان
وكان إذا خاصمني مخاصم من أهله يقول دعوه لو قضى شيء كان " متفق عليه
وقيل الرضا هو استقبال الأحكام بفرح..
وفي ذلك روي عن عمر بن عبد العزيز أنه قال : ما بقي لي سرور إلا في مواقع القدر
وقال الفضيل بن عياض: الراضي لا يتمنى فوق منزلته.
فقد روي عن ابن عمر أنه قال : لا أبالي أأصبحت غنياً أو فقيراً فلا أدري أيهما خير لي
وروى الغزالي في الإحياء:
أن عابداً عبد الله دهراً طويلاً فأُري في المنام فلانة الراعية رفيقتك في الجنة
فسأل منها لينظر إلى عملها فما رأى لها عملاً كبيرًا من صيام وقيام فقال لها :
أما لك من عمل غير ما علمت فقالت : ما هو والله إلا ما رأيت لا أعرف غيره
فلم يزل يقول تذكري, حتى قالت خصيلة واحدة
هي أني إن كنت في شدة لم أتمن ان أكون في رخاء
وإن كنت في مرض لم أتمن أن أكون في صحة
وإن كنت في الشمس لم أتمن أن اكون في الظل
فوضع العابد يده على رأسه وقال : أهذه خصيلة ؟!
هذه والله خصلة عظيمة يعجز عنها العباد.
وسُئل يحيى ابن معاذ : متى يبلغ العبد مقام الرضا ؟
قال : إذا أقام نفسه في أربعة يعامل ربه بها :
" إن أعطيتني قبلت وإن منعتني رضيت وإن تركتني عبدت وإن دعوتنى أجبت "
والمراد بقوله (إن اعطيتني قبلت ) الرضا بما قدره الله تعالى عليه وقضاه فيما أعطاه
فيكون راضياً بزواجه من فلانة أو عمله مع فلان أو سكنه في مكان ما
وقوله (وان منعتني رضيت ) مقصوده : الرضا بالحرمان من الرزق
سواء كان في المال او الأولاد أو المودة أو الحنان
فيكون راضياً بقلة المال أو عدم الإنجاب أو سوء المعاملة من الأحباب
لأنه يرى كل ذلك بيد الله وأنه هو الرازق على الحقيقة فهو المعطي وهو المانع.
وقوله ( وان تركتني عبدت ) مقصوده : أنه مهما سلب من التوفيق والإعانه من الله
فإنه لن يتخلى عن السعي في مرضاته والعمل بطاعته
لأن كثير من الناس إذا أصابهم البلاء وتأخر عنهم الفرج ساء حالهم وضعفت عزيمتهم
ونقصت عبادتهم كانهم لا يعبدون الله إلا في الرخاء ..
ولكن الراضي بقضاء الله لا يفرق بين رخاء وشدة
وإنما يعلم أنه مبتلى بالمحنة كما يبتلى بالنعمة
لذلك يكون همه عند النعمة الشكر وعند المحنة الصبر
فيدفعه ذلك إلى الإستقامه على طاعة الله تعالى
أما من يتغير عن العبادة حين يتغير له القضاء فليس براج ٍ.
وقوله ( وإن دعوتنى أجبت ) مقصودة :
أنه لا يتأخر عن فعل كل ما يقربه لربه متى بدت له الفرصة في ذلك
فالراضي يلتمس رضى مولاه في كل صغيرة وكبيرة
وكلما لاح له عمل مرضياً لله تعالى وجد لله فيه حق أن يرضيه
فأجاب الله فيه .

يتبـــــع
آمال محمود كحيل
آمال محمود كحيل
المدير العام
المدير العام

تفسير سورة البينة Jb12915568671

تفسير سورة البينة Domain-9829ac87eaتفسير سورة البينة  رابط الوسام هنا تفسير سورة البينة  رابط الوسام هنا تفسير سورة البينة  رابط الوسام هنا تفسير سورة البينة  رابط الوسام هنا تفسير سورة البينة  رابط الوسام هنا

رقم العضوية : 2
عدد المساهمات : 2246
تاريخ التسجيل : 06/02/2010

http://www.nabdelamal.com/vb/

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

برنامج رد: تفسير سورة البينة

مُساهمة من طرف آمال محمود كحيل الثلاثاء 02 مارس 2010, 11:54 pm


* لماذا صعُب علينا الرضا ؟!

السبب الأول : الجهل بالدين بعدم فهم حقيقة العبادة ..

إن حقيقة العبودية المطلوبة من العبد إنما تظهر في جريان ما يكرهه الإنسان من أحكام
بمعنى أن صدق العبودية يظهر حين يبتلى الإنسان بما لا يوافق هواه
فإن أطاع فيما لا يوافق هوى نفسه فد دل ذلك على صدقه.
أما طاعته فيما يوافق الطبع فهذا يسهل على كل إنسان
فالرضا بما تكرهه النفس والقيام بحق الله فيه هو الدليل البين على صدق العبودية لله .
وقد قال تعالى " " لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ" أي في مشقة وتعب
فما دام الإنسان في هذه الدنيا فهو معرض للبلايا والرزايا والهموم والأنكاد
فهو يحيا في مشقة وتعب وما ان تتبدى للإنسان الراحة والسعادة في ناحية
إلا ويفتح له باب من الحرمان والغم من ناحية أخرى ..
هذه هي طبيعة الدنيا لا تستقر على حال ,
إن أضحكت يوماً أبكت أيام وإن أسرت يوماً ساءت دهراً .
قال ابن مسعود : لكل فرحة ترحة وما ملئ بيت فرحاً إلا وملئ ترحاً ( أي حزنا)
وقال تعالى " وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ " آل عمران
فالحكمة من ذلك الإمتحان والإختبار قال تعالى :
" أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ"
فلا يخلو إنسان في أيام حياته أن تصيبه الأقدار بما يكرهه ,
فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط.
ولقد جعل الله تعالى في المصيبة كفارة للذنوب وجعل في الصبر عليها الأجر والثواب
وجعل في الرضا بالقضاء البركة والعطاء.
فكل مكروه يصيبك يكفر الله به من خطاياك حتى الشوكة تشاكها كما جاء في الصحيحين
" ما يصيب المؤمن من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم
حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه"
وقال تعالى " إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ " الزمر (10)
والقضاء واقع على كل حال سواء صبرت أو جزعت
فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال
"إن صبرت مضى أمر الله وأنت مأجور وإن جزعت جرى أمر الله وأنت مأزور"
وقد جعل الله في الرضا بالقضاء البركة والعطاء ..
فعن أبي العلاء بن عبد الله الشخير عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
(إن الله يبتلي عبده فيما أعطاه فمن رضي بما قسم الله له بارك له فيه ووسعه
ومن لم يرض لم يبارك له فيه) ,
فمن علم أن في الصبر والرضا هذه المصالح
هان عليه أن يصبر ويرضى مهما كانت المشقة تماماً
كالمسافر الذى الذي يسافر في طلب الربح فإنه يعاني من مشقة السفر والعمل الكثير
ولكن حبه لثمرة السفر تهون عليه تلك المشقه وتجعله راضياً بها
وكذلك المريض يشرب الدواء وهو كاره له
ولكن رغبته في الشفاء تهون عليه مرارة الدواء .
فكل من أصابه بلية من الله تعالى وكان على يقين بأن ثوابه الذي أدخر له فوق ما فاته
فإنه يرضى بما أصابه بل ويرغب فيه ويحبه ويشكر الله عليه
وهذا يحصل لمن كان له علم بالدين وفهم للشريعة..
أما الجاهل فلا يكون له حظ في ملاحظة الثواب والنفع الذي يحصل له من القضاء
ولا يرى فيه إلا جهة الألم او الحرمان لذلك يصعب عليه الرضا.


يتبــــع
آمال محمود كحيل
آمال محمود كحيل
المدير العام
المدير العام

تفسير سورة البينة Jb12915568671

تفسير سورة البينة Domain-9829ac87eaتفسير سورة البينة  رابط الوسام هنا تفسير سورة البينة  رابط الوسام هنا تفسير سورة البينة  رابط الوسام هنا تفسير سورة البينة  رابط الوسام هنا تفسير سورة البينة  رابط الوسام هنا

رقم العضوية : 2
عدد المساهمات : 2246
تاريخ التسجيل : 06/02/2010

http://www.nabdelamal.com/vb/

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

برنامج رد: تفسير سورة البينة

مُساهمة من طرف آمال محمود كحيل الثلاثاء 02 مارس 2010, 11:59 pm


السبب الثاني : الجهل بالله تعالى ..

فمن جهل أن الله تعالى عدل ُفي قضاؤه وأن حكمه ماض في عبده
وغفل عن كمال حكمته ورحمته ولطفه وحسن اختياره وانه سبحانه لا يكلف نفساً إلا وسعها..
فسوف يصعب عليه رؤية الخير في قضاءه..
أما من استقر في قلبه هذا العلم بالله تعالى
فلن يتهم الله في قضاءه ولا فيما يجريه عليه من أقدار
بل يتلقاها كلها بالرضا سواء عرف الحكمة منها أم لم يعرف ,
لذلك قال الفضيل : أحق الناس بالرضا عن الله أهل المعرفة بالله .
وقال أحمد بن الحواري: من عرف الله آثـر رضاه
وقال الجنيد: الرضا هو صحة العلم الواصل إلى القلب
فإذا باشر القلب حقيقة العلم أدّاه إلى الرضا

السبب الثالث: ضعف محبة الله تعالى في القلوب ..

فالحب يخفف الإحساس بالألم ..
فالإنسان إذا كان في عمل يحبه وأصابه ما يؤذيه قد لا يحس به
كالمحارب في ميدان القتال قد تصيبه الجراح ولا يحس بها لأن قلبه مشغول بما هو فيه ,
و الخادم قد يطيل الخدمة لسيده ويبذل جهداً عظيم في ذلك
ولا يشعر بالتعب لأنه في خدمة محبوبه.
والمرأة التى تستعد لزفاف ابنتها قد تصل الليل بالنهار في مشقة الإعداد لهذه المناسبة
دون أن تشعر بالكلل أو الملل من شدة حبها لإبنتها وما يجري لها من خير
وهكذا فالحب يهون على الإنسان البذل ويخفف إحساسه بالألم والمشقة ,
فمن أحب الله أحب قضاؤه ورضي بما يختاره له
لذلك روي عن إمرأة فتح الموصلي أن قدمها عثرت في الطريق فانقطع ظفرها
فضحكت فقيل لها أما تجدين الوجع ؟ فقالت إن لذة ثوابه أزالت عن قلبي مرارة وجعه.
وكان بعض اهل البلاء يقول : لو قطعنا إرباً إرباً ما ازددنا له إلا حباً
وروي عن سعد بن أبي وقاص:
أنه لما قدم إلى مكة وقد كان كف بصره (أي أصابه العمى )
جاءه الناس يهرعون إليه كل واحد يسأله أن يدعو له فيدعو لهذا ولهذا
وكان مجاب الدعوه فقال له عبد الله بن السائب وكان غلامًا :
يا عم أنت تدعو الناس فلو دعوت لنفسك لرد الله عليك بصرك
فتبسم وقال يا بني قضاء الله سبحانه عندي أحسن من بصري.
ولا يفهم من ذلك أن الدعاء ينافي الرضا..
بل إذا ألح الإنسان على الله في سؤاله بما فيه رضاه والقرب منه
فإن ذلك لا ينافي الرضا لأن الله تعالى يحب الملحين في الدعاء
أما الذي ينافي الرضا هو أن يلح على الله متخيراً عليه ما لم يعلم هل يرضيه أم لا
كمن يلح على ربه في إغنائه أو سفره لمكان معين أو توليته لمنصب معين
لأنه ليس على يقين أن فيه مرضاة الله تعالى .
أما إذا دعوت الله فيما تعلم أن فيه رضاه فهذا مطلوب
لأن حقيقة الرضا هي موافقته سبحانه في رضاه
وقد قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه يوم بدر للنبي صلى الله عليه وسلم
حين أكثر من دعاء ربّه :
يا رسول الله قد ألححت على ربك كفاك بعض مناشدتك لربك ,
وذلك لأن الإلحاح في الدعاء هو عين العبودية.
ولكن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه ترك الدعاء فيما رآه موافقاً لمراد الله تعالى
لأن الله تعالى إذا أحب عبداً ابتلاه وقد وجد في نفسه تحملاً للبلاء وقدرة على الصبر
ورضىً بقضاء الله فطمع في الأجر والثواب.
أما من وجد أن البلاء سيضعفه وخاف على نفسه من الفتنة
ووجد أنه يكون أحسن حالاً في العافية فله ان يلح على ربّه في رفع البلاء
وهذا لا ينافي رضاه به.

يتبــــع
آمال محمود كحيل
آمال محمود كحيل
المدير العام
المدير العام

تفسير سورة البينة Jb12915568671

تفسير سورة البينة Domain-9829ac87eaتفسير سورة البينة  رابط الوسام هنا تفسير سورة البينة  رابط الوسام هنا تفسير سورة البينة  رابط الوسام هنا تفسير سورة البينة  رابط الوسام هنا تفسير سورة البينة  رابط الوسام هنا

رقم العضوية : 2
عدد المساهمات : 2246
تاريخ التسجيل : 06/02/2010

http://www.nabdelamal.com/vb/

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

برنامج رد: تفسير سورة البينة

مُساهمة من طرف آمال محمود كحيل الأربعاء 03 مارس 2010, 12:05 am


*الأسباب المعينة على الرضا..

1- أن تعلم ان ما أصابك لم يكن ليُخطئك وأن ما أخطاك لم يكن ليصيبك.
أي : ما وقع عليك فلن يمكن دفعه وما لم يحصل لك فلا يمكن جلبه
وما قدر الله تعالى عز وجل أن يصيبك فإنه لا يخطئك بل لابد أن يقع لأن الله قدره,
وما كتب الله عز وجل أن يخطئك رفعه الله تعالى عنك فلن يصيبك أبداً
فالأمر كله بيد الله تعالى فكل ما يلاقيه الإنسان من أقدار قد كتبت عليه من قديم الأزل
فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال
" أول ما خلق القلم فقال له اكتب فكتب ما يكون إلى يوم القيامة "
وفي الحديث الذي صححه الترمذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابن عباس :
"واعلم إن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك
وان اجتمعوا على أن يضروك بشيء لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك
رفعت الأقلام وجفت الصحف "
فإذا أصبت ببلاء أو حرمت من نعمة فاعلم أن كل ذلك مقدر عليك ولا مفر من وقوعه
فلا يحملنك كراهة القضاء على عدم الرضا به لأنه لن يتغير بسخطك
ولكن ادعو الله أن يعينك على الصبر على ما تكره والشكر على ما تحب.
2 - أن تعلم ان تدبير الله تعالى لك خير من تدبيرك وقد قال صلى الله عليه وسلم
" ما قضى الله لمؤمن من قضاء إلا كان خيراً له "
وعن مكحول قال" سمعت عمر رضي الله عنه يقول
" إن الرجل ليستخير الله فيختار له فيسخط فلا يلبث أن ينظر في العاقبة فإذا هو خير له "
وأخرج أحمد في مسنده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
"عجبت لأمر المؤمن إن الله تبارك وتعالى لا يقضي له قضاء إلا كان له خير" .
3 - ان تعلم أن كل قدر يكرهه العبد لا يخلو من أمرين :
إما ان يكون عقوبة على الذنب فهو دواء لمرض
وإما ان يكون سبباً لنعمة لا تنال إلا بذلك المكروه
فإذا شهد العبد هذين الأمرين انفتح له باب الرضا عند ربّه في كل ما يقضيه ويقدره.
4 - أن تعلم أن السخط يفتح باب الشك في الله وحكمته وعدله
فقلما يسلم الساخط من شك يداخل قلبه وإن كان لا يشعر به.
5 - أن الشيطان إنما يظفر بالإنسان غالباً عند السخط والشهوة فهناك يصطاده
ولا سيما إذا استحكم سخطه فإنه يقول ما لا يرضي الله
أو يفعل ما لا يرضيه أو ينوي ما لا يرضيه
ولهذا قال صلى الله عليه وسلم عند موت ابنه ابراهيم
" يحزن القلب وتدمع العين ولا نقول إلا ما يُرضي الرب"
حديث صحيح
6 - إن المخالفات كلها أصلها من عدم الرضا والطاعات كلها من الرضا
فأول معصية عصى الله بها في هذا العالم إنما نشأت من عدم الرضا
فإبليس لم يرض بحكم الله تعالى فعصى أمره.
7- إن الرضا من أعمال القلوب نظير الجهاد من أعمال الجوارح
فهو أشق شيء على النفس بل هو ذبحها في الحقيقة فإنه مخالفة هواها وطبعها
ولا تصيرمطمئنة قط حتى ترضى بالقضاء.
فالرضا يقوم مقام كثير من التعبدات التى تشق على البدن .

يتـــبع
آمال محمود كحيل
آمال محمود كحيل
المدير العام
المدير العام

تفسير سورة البينة Jb12915568671

تفسير سورة البينة Domain-9829ac87eaتفسير سورة البينة  رابط الوسام هنا تفسير سورة البينة  رابط الوسام هنا تفسير سورة البينة  رابط الوسام هنا تفسير سورة البينة  رابط الوسام هنا تفسير سورة البينة  رابط الوسام هنا

رقم العضوية : 2
عدد المساهمات : 2246
تاريخ التسجيل : 06/02/2010

http://www.nabdelamal.com/vb/

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

برنامج رد: تفسير سورة البينة

مُساهمة من طرف آمال محمود كحيل الأربعاء 03 مارس 2010, 12:12 am


* ثمرات الرضا..

1- رضا العبد عن ربه في جميع الحالات يثمر له رضا ربه عنه ..
فإذا رضي عنه بالقليل من الرزق رضي ربه عنه بالقليل من العمل
وإذا رضي عنه في جميع الحالات واستوت عنده
وجد الله أسرع شيء إلى رضاه إذا ترضاه .
2- الرضا يوجب له الطمأنينة وبرد القلب وسكونه ,
والسخط يوجب له اضطراب القلب وانزعاجه ,
فالسخط باب الهم والغم والحزن وشتات القلب وكسف البال وسوء الحال وسوء الظن بالله...
والرضا يخلصه من ذلك كله ويفتح له باب جنة الدنيا قبل جنة الآخرة .
3- الرضا ينزل على صاحبه السكينة التى لا أنفع له منها
ومتى نزلت عليه السكينة استقام وصلحت أحواله وصلح باله وطاب عيشه
والسخط يبعده منها بحسب قلته أو كثرته.
4- الرضا يفتح له باب السلامة فيجعل قلبه سليماً من الغش والغل والحسد
فالحسد والحقد من ثمرات السخط ولا ينجو من عذاب الله إلا من أتى الله بقلب سليم
ويستحيل سلامة القلب مع السخط وعدم الرضا وكلما كان العبد أشد رضا كان قلبه أسلم.
5- الرضا يملئ قلبه بالغنى والقناعة وينفي عنه الحرص والتكالب على الدنيا
ويوجب له ان لا يأسى على ما فاته ولا يفرح بما أتاه
فيفرغ القلب من الهم وينشغل بالله والإنابة إليه
فالرضا يفرغ القلب لله والسخط يفرغ القلب من الله .وفي أخبار داود :
ما لأوليائي والهم بالدنيا إن الهم يذهب حلاوة مناجاتي من قلوبهم.
يقول ابن القيم : الرضا يفرغ قلب العبد ويقلل همه وغمه فيتفرغ لعبادة ربه
بقلب خفيف من أثقال الدنيا وهمومها وغمومها
كما ذكر ابن أبي الدنيا عن بشر بن يسار- وكان من العلماء- قال :
قلت لعابد أوصني , قال: ألق نفسك مع القدر حيث ألقاك
فهو أحرى أن يفرغ قلبك ويقلل همك
وإياك أن تسخط ذلك فيحل السخط وأنت عنه في غفلة لا تشعر به
فيلقيك مع الذين سخط الله عليهم.
وكان عمر ابن عبد العزيز يدعو: اللهم رضني بقضائك وبارك لي في قدرك
حتى لا أحب تعجيل شيء أخرته ولا تأخير شيء عجلته.
6- الرضا يُثمر سرور القلب بالمقدور في جميع الأمور
واستسلام العبد لمولاه في كل شيء واعتقاده حسن تدبيره وكمال حكمته
وفرحه بقيام مولاه عليه ويذهب عنه شكوى ربه إلى غيره.
لذلك سمى بعض العارفين: الرضا حُسن الخلق مع الله
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال يوماً لامرأته عاتكه وقد غضب عليها :
والله لاسوأنك فقالت : أتستطيع أن تصرفني عن الإسلام بعد إذ هداني الله له ؟
قال : لا, فقالت : أي شيء تسؤني به إذن !
تريد أنها راضية بمواقع القدر لا يسؤوها منه شيء إلا صرفها عن الإسلام.
7- إن الرضا دليل المحبة والإخلاص فالمحب راضٍ عن حبيبه في كل حاله.
قال بعض السلف :
لو قرض لحمي بالمقاريض كان أحب إلي من أن أقول لشيء قضاه الله ليته لم يقضه.
8- الرضا يخرج الهوى من القلب .. فالراضي هواه تبعاً لمراد ربه منه.
فلا يجتمع الرضا واتباع الهوى في القلب أبداً
وإن كان معه شعبة من هذا وشعبة من هذا فهو للغالب عليه منهما.
فالراضي واقف مع اختيار الله له معرض عن اختياره لنفسه
وهذا من قوة معرفته بربه ومعرفته بنفسه.
9- الرضا يثمر الشكر الذي هو أعلى مقامات الإيمان بل هو حقيقة الإيمان
والسخط يثمر ضده وهو كفر النعم وربما أثمر له كفر المنعم.
10- إن العبد إذا رضي بالله لم يتخير عليه المسائل
وأغناه رضاه بما يقسمه الله ويقدره ويفعله به عن ذلك وجعل ذكره في محل سؤاله
فهذا يعطي أفضل ما يعطاه السائل , كما جاء في الحديث
" من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين"
فإن السائلين سألوه فأعطاهم الفضل الذي سألوه
والراضون رضوا عنه فأعطاهم رضاه عنهم .
ولا يمنع الرضا سؤاله أسباب الرضا بل أصحابه ملحون في سؤال ذلك .
وأخيراً قال بعض الصالحين :
من أراد السلامة في الدنيا والآخرة فعليه بالصبر والرضا وترك الشكوى إلى خلق الله
وإنزال حوائجه بربه عز وجل وانتظار الفرج منه سبحانه والإنقطاع إليه
فحرمانه عطاء وعقوبته نعماء وبلاؤه دواء ووعده حال وقوله فعل
وكل أفعاله حسنة وحكمة ومصلحة .
غير أن الله عز وجل طوى المصالح عن عباده وتفرد بها
فليس لنا إلا الإنشغال بالعبودية وأداء الأوامر واجتناب النواهي والتسليم بالقدر
وترك الإشتغال بالربوبية والسكوت عن لِمَ ؟ وكيف؟ ومتى؟

يتـــــبع
آمال محمود كحيل
آمال محمود كحيل
المدير العام
المدير العام

تفسير سورة البينة Jb12915568671

تفسير سورة البينة Domain-9829ac87eaتفسير سورة البينة  رابط الوسام هنا تفسير سورة البينة  رابط الوسام هنا تفسير سورة البينة  رابط الوسام هنا تفسير سورة البينة  رابط الوسام هنا تفسير سورة البينة  رابط الوسام هنا

رقم العضوية : 2
عدد المساهمات : 2246
تاريخ التسجيل : 06/02/2010

http://www.nabdelamal.com/vb/

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

برنامج رد: تفسير سورة البينة

مُساهمة من طرف نور الهدى الخميس 04 مارس 2010, 12:10 am

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أكرمك الله أختي الحبيبة آمال

موضوع في قمة الفائدة

ولي رجعة لأكمال قرأته

تحيتي
نور الهدى
نور الهدى
عضو مميز
عضو مميز

تفسير سورة البينة Jb12915568671
رقم العضوية : 5
عدد المساهمات : 191
تاريخ التسجيل : 07/02/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

برنامج رد: تفسير سورة البينة

مُساهمة من طرف آمال محمود كحيل الجمعة 12 مارس 2010, 5:38 pm

نور الهدى كتب:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أكرمك الله أختي الحبيبة آمال

موضوع في قمة الفائدة

ولي رجعة لأكمال قرأته

تحيتي

وأكرمك الله في الدارين غاليتي نور
مع خالص شكري وامتناني لمرورك العطر
دمت بود ونقاء
وجمعنا الله سويًّا على منابر من نور
اللهم آمين
آمال
آمال محمود كحيل
آمال محمود كحيل
المدير العام
المدير العام

تفسير سورة البينة Jb12915568671

تفسير سورة البينة Domain-9829ac87eaتفسير سورة البينة  رابط الوسام هنا تفسير سورة البينة  رابط الوسام هنا تفسير سورة البينة  رابط الوسام هنا تفسير سورة البينة  رابط الوسام هنا تفسير سورة البينة  رابط الوسام هنا

رقم العضوية : 2
عدد المساهمات : 2246
تاريخ التسجيل : 06/02/2010

http://www.nabdelamal.com/vb/

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

برنامج رد: تفسير سورة البينة

مُساهمة من طرف وفاء كحيل الأربعاء 21 يوليو 2010, 12:03 am

جزاك الله خيرا أختي الغالية ىمال
لهذا الجهد الكريم وبارك فيك






وفاء كحيل
وفاء كحيل
المدير العام
المدير العام

http://userarticles.al-sharq.com/Posts/Images/2013/9//1-9-2013-8-29-23302.jpg


تفسير سورة البينة Domain-9829ac87eaتفسير سورة البينة  رابط الوسام هنا تفسير سورة البينة  رابط الوسام هنا تفسير سورة البينة  رابط الوسام هنا تفسير سورة البينة  رابط الوسام هنا تفسير سورة البينة  رابط الوسام هنا

رقم العضوية : 4
عدد المساهمات : 877
تاريخ التسجيل : 06/02/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى