صباح الخير يا ضمير
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
صباح الخير يا ضمير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كل يوم .. يموت إنسان .. ويولد ألف طفل !!
كل يوم نشتري ملابس وفساتين للطفل القادم .. وآخرون يعدون كفناً لراحل!!
كل يوم نضحك ونحتفل .. وآخرون يبكون ويتقبلون التعازي في فقيدهم !!
والحياة تستمر..
يولد الإنسان باكياً والناس يضحكون من حوله
تتلقفه الأيدي .. تحنو عليه وتربيه وينشأ وينمو.. ثم يموت
يموت ونفس الأشخاص الذين ضحكوا بالأمس لقدومه ..
هم نفسهم اليوم يبكون رحيله !
والحياة تستمر
يخوض معارك الحياة بضراوتها.. وقساوتها
ويعيش لذات الأيام بمختلف أشكالها وصورها
يتخاصم مع هذا .. ويهجر ذاك ..
يودع صديقاً .. ويفارق حبيباً .. ويتعرف على آخرين وآخرين
والحياة تستمر..
يكبر .. وينسى من رحلوا عنه ومن ماتوا ..
ينسى أولئك الذين دفنهم بيديه
ويمشي في زحمة الدنيا على دروب لا يعلم منتهاها
يشهد مآسي الآخرين .. يشاركهم أفراحهم .. يختلط معهم
والحياة تستمر
يكبر .. وينمو عقله.. وتزداد تجاربه وخبراته ..
ينسى معظمها.. ويغفل عن بعضها ويستفيد من البعض القليل المتبقي منها
يتزوج .. ينجب أطفالاً.. يربيهم .. وهم يكبرون .. ويصبحون أكثر طولاً منه
فالحياة تستمر..
وفي خضم هذه الدائرة التي نسميها حياة ..
ينسى الإنسان لماذا خُلق وهل من أجل هذه الحياة قد خُلق ؟؟
يقف قليلاً .. يتأمل حاله .. يتذكر ماضيه.. يسترجع أيامه
ليكتشف أنه نسي في زحمة ذلك الطريق شيئاً من ممتلكاته
فقد صاحباً مخلصاً.. وودع في إحدى المحطات أخاً وفياَ
في لحظة حزن جارفة .. تحاصره نفسه تسأله: أكنت تمشي دون هدف ؟
يأخذ نفساً طويلاً .. ويراجع حساباته .. ليرى أنه فقد الكثير
وأنه ما زال يفقد ويفقد .. ثم يعترف : الحيـــاة ستزول !!
هذه المرة : الحياة ستزول تماماً كما زال هؤلاء ..
وستنتهي تماماً كما انتهى أولئك الأحبة !!
الأحبة .. أولئك الذين رحلوا .. وأولئك الذي فقدتهم
ترى كم من الأشياء المهمة فقدتها أيضاً ؟؟
أسمع تثاؤباً بداخلي ..
ترى من هذا النائم الذي تذكر اليوم أن يصحو ؟؟
هو ضميري إذن !
عمتَ صباحاً أيها الضمير .. ما أطول ما نمت !!
أكان يجب علي أن أخسر وأفقد وأودع وأنسى كل هذه الأشياء من أجل أن تصحو؟
لم جرحتُ من جرحت ؟ لم ظلمتُ من ظلمت ؟
لم قسوت ؟ ولم تكبرت؟
لم خدعت وسرقت ودست على كل من حولي بدعوى أن الحياة تستمر؟
أوه .. عذراً .. كنتَ أنتَ نائماً وقتها !!
خمس وعشرون أم ثلاثون أم خمس وثلاثون تلك التي سأكملها بداية هذا العام ؟؟
ترى كم من الفرص ضيعت .. وكم من دروب الرذيلة قد سلكت ؟؟
أين كان عقلي وقتها ؟؟
مرة أخرى أعتذر .. كنتَ تغط في سبات عميق يا ضميري !!
لكن ألم يكن هناك (منبه) أو (جرس) أو يد توقظك ؟
نعم .. كان يوجد
كنتَ أسمع (منبهًا) قويًّا يقول :
(( ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله ))
وكان (رنينه) لا ينقطع .. لكنك لم تستيقظ !!
سهرت كثيرًا يا ضميري من أجل حسابات دنيا وتفاهات بشر
سهرتَ كثيراً .. ونمتَ أكثر !!
كان هناك ( جرس) و(ساعة) مؤقتة لتصحو ولكنك لم تفعل
واليوم عرفت : الحياة لن تستمر
لو كانت هكذا .. لعاش جدي ولم يمت
لو كانت هكذا .. لبقت صديقتي ولم ترحل
لابد أن هناك نهاية .. وأن الحياة بالتأكيد ستزول
أكنتَ تنتظر حتى أنتهي أنا لتكتشف أن الحياة الدنيا ستنتهي ؟؟
لا تتكلم .. أعرف .. كنتَ نائما يومها !!
ضاع مني الكثير في طرقات الدنيا ومحطاتها
وأولئك الذين أخطأت في حقهم .. أين سأبحث عنهم ليسامحوني ؟؟
أولئك الذين ظلمتهم .. أين سأسافر لهم ليعفوا عني ؟؟
وأنا .. كيف سأسامح نفسي .. ؟؟
وكيف سأغفر لها وقتاً من العمر ولـّى دون عودة ؟؟
هناك كلمة كتبتها ولكني ندمت .. فأي نوع من (المساحات) سيمحوها؟؟
أتذكر جملة قلتها .. لا بل أكثر .. أي صدأ هذا الذي سيجعلها طي النسيان ؟؟
لم أنسَ أخطائي وذنوبي أنا .. فكيف سينساها علام الغيوب ؟
(( عن اليمين وعن الشمال قعيد ))
سجلا كل كلمة .. كل هفوة .. وكل زلة .. وكل تفاصيل العمر لحظةً بلحظة
ثم أين ما ضحيتُ من أجله ؟؟ أين هو ؟؟
ســـراب .. هو سراب لا محالة
متشعبة هي الطرق التي سلكتها ..
فهل من دليل لعلني ألتقط بعضًا من (الدقائق)
أو أشتري (لحظة) حياة حقيقية
لكنها كانت موجودة .. وكنت أستثقل مرورها
كانت أمامي وكنت لا أراها
كان كل شيء بيدي .. واليوم أحثوه ترابا على وجهي!!
كيف حصل هذا؟؟
عفواً
صباح الخير .. يا ضمير !!
كل يوم .. يموت إنسان .. ويولد ألف طفل !!
كل يوم نشتري ملابس وفساتين للطفل القادم .. وآخرون يعدون كفناً لراحل!!
كل يوم نضحك ونحتفل .. وآخرون يبكون ويتقبلون التعازي في فقيدهم !!
والحياة تستمر..
يولد الإنسان باكياً والناس يضحكون من حوله
تتلقفه الأيدي .. تحنو عليه وتربيه وينشأ وينمو.. ثم يموت
يموت ونفس الأشخاص الذين ضحكوا بالأمس لقدومه ..
هم نفسهم اليوم يبكون رحيله !
والحياة تستمر
يخوض معارك الحياة بضراوتها.. وقساوتها
ويعيش لذات الأيام بمختلف أشكالها وصورها
يتخاصم مع هذا .. ويهجر ذاك ..
يودع صديقاً .. ويفارق حبيباً .. ويتعرف على آخرين وآخرين
والحياة تستمر..
يكبر .. وينسى من رحلوا عنه ومن ماتوا ..
ينسى أولئك الذين دفنهم بيديه
ويمشي في زحمة الدنيا على دروب لا يعلم منتهاها
يشهد مآسي الآخرين .. يشاركهم أفراحهم .. يختلط معهم
والحياة تستمر
يكبر .. وينمو عقله.. وتزداد تجاربه وخبراته ..
ينسى معظمها.. ويغفل عن بعضها ويستفيد من البعض القليل المتبقي منها
يتزوج .. ينجب أطفالاً.. يربيهم .. وهم يكبرون .. ويصبحون أكثر طولاً منه
فالحياة تستمر..
وفي خضم هذه الدائرة التي نسميها حياة ..
ينسى الإنسان لماذا خُلق وهل من أجل هذه الحياة قد خُلق ؟؟
يقف قليلاً .. يتأمل حاله .. يتذكر ماضيه.. يسترجع أيامه
ليكتشف أنه نسي في زحمة ذلك الطريق شيئاً من ممتلكاته
فقد صاحباً مخلصاً.. وودع في إحدى المحطات أخاً وفياَ
في لحظة حزن جارفة .. تحاصره نفسه تسأله: أكنت تمشي دون هدف ؟
يأخذ نفساً طويلاً .. ويراجع حساباته .. ليرى أنه فقد الكثير
وأنه ما زال يفقد ويفقد .. ثم يعترف : الحيـــاة ستزول !!
هذه المرة : الحياة ستزول تماماً كما زال هؤلاء ..
وستنتهي تماماً كما انتهى أولئك الأحبة !!
الأحبة .. أولئك الذين رحلوا .. وأولئك الذي فقدتهم
ترى كم من الأشياء المهمة فقدتها أيضاً ؟؟
أسمع تثاؤباً بداخلي ..
ترى من هذا النائم الذي تذكر اليوم أن يصحو ؟؟
هو ضميري إذن !
عمتَ صباحاً أيها الضمير .. ما أطول ما نمت !!
أكان يجب علي أن أخسر وأفقد وأودع وأنسى كل هذه الأشياء من أجل أن تصحو؟
لم جرحتُ من جرحت ؟ لم ظلمتُ من ظلمت ؟
لم قسوت ؟ ولم تكبرت؟
لم خدعت وسرقت ودست على كل من حولي بدعوى أن الحياة تستمر؟
أوه .. عذراً .. كنتَ أنتَ نائماً وقتها !!
خمس وعشرون أم ثلاثون أم خمس وثلاثون تلك التي سأكملها بداية هذا العام ؟؟
ترى كم من الفرص ضيعت .. وكم من دروب الرذيلة قد سلكت ؟؟
أين كان عقلي وقتها ؟؟
مرة أخرى أعتذر .. كنتَ تغط في سبات عميق يا ضميري !!
لكن ألم يكن هناك (منبه) أو (جرس) أو يد توقظك ؟
نعم .. كان يوجد
كنتَ أسمع (منبهًا) قويًّا يقول :
(( ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله ))
وكان (رنينه) لا ينقطع .. لكنك لم تستيقظ !!
سهرت كثيرًا يا ضميري من أجل حسابات دنيا وتفاهات بشر
سهرتَ كثيراً .. ونمتَ أكثر !!
كان هناك ( جرس) و(ساعة) مؤقتة لتصحو ولكنك لم تفعل
واليوم عرفت : الحياة لن تستمر
لو كانت هكذا .. لعاش جدي ولم يمت
لو كانت هكذا .. لبقت صديقتي ولم ترحل
لابد أن هناك نهاية .. وأن الحياة بالتأكيد ستزول
أكنتَ تنتظر حتى أنتهي أنا لتكتشف أن الحياة الدنيا ستنتهي ؟؟
لا تتكلم .. أعرف .. كنتَ نائما يومها !!
ضاع مني الكثير في طرقات الدنيا ومحطاتها
وأولئك الذين أخطأت في حقهم .. أين سأبحث عنهم ليسامحوني ؟؟
أولئك الذين ظلمتهم .. أين سأسافر لهم ليعفوا عني ؟؟
وأنا .. كيف سأسامح نفسي .. ؟؟
وكيف سأغفر لها وقتاً من العمر ولـّى دون عودة ؟؟
هناك كلمة كتبتها ولكني ندمت .. فأي نوع من (المساحات) سيمحوها؟؟
أتذكر جملة قلتها .. لا بل أكثر .. أي صدأ هذا الذي سيجعلها طي النسيان ؟؟
لم أنسَ أخطائي وذنوبي أنا .. فكيف سينساها علام الغيوب ؟
(( عن اليمين وعن الشمال قعيد ))
سجلا كل كلمة .. كل هفوة .. وكل زلة .. وكل تفاصيل العمر لحظةً بلحظة
ثم أين ما ضحيتُ من أجله ؟؟ أين هو ؟؟
ســـراب .. هو سراب لا محالة
متشعبة هي الطرق التي سلكتها ..
فهل من دليل لعلني ألتقط بعضًا من (الدقائق)
أو أشتري (لحظة) حياة حقيقية
لكنها كانت موجودة .. وكنت أستثقل مرورها
كانت أمامي وكنت لا أراها
كان كل شيء بيدي .. واليوم أحثوه ترابا على وجهي!!
كيف حصل هذا؟؟
عفواً
صباح الخير .. يا ضمير !!
رد: صباح الخير يا ضمير
ان من لم يكن ضميره رادعاً له حياة له
فإنه سيقضي عمره في المعاصي
بارك الله فيك امال
تحياتي
فإنه سيقضي عمره في المعاصي
بارك الله فيك امال
تحياتي
سناء محمود- نائب المدير العام
-
رقم العضوية : 3
عدد المساهمات : 339
تاريخ التسجيل : 06/02/2010
رد: صباح الخير يا ضمير
قد يغفو الضمير وقد يستيقظ ذات يوم
ولكن عندما يموت فلا يقظة ولا حياة
اللهم اجعلنا من الضمائر المتيقظة ولا تجعلنا ممن ضمائرهم لا حياة لها ولا يقظة
جزاك الله خيرا أختي الحبيبة أمال
ولكن عندما يموت فلا يقظة ولا حياة
اللهم اجعلنا من الضمائر المتيقظة ولا تجعلنا ممن ضمائرهم لا حياة لها ولا يقظة
جزاك الله خيرا أختي الحبيبة أمال
وفاء كحيل- المدير العام
- http://userarticles.al-sharq.com/Posts/Images/2013/9//1-9-2013-8-29-23302.jpg
رقم العضوية : 4
عدد المساهمات : 877
تاريخ التسجيل : 06/02/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى