فى أحْضانِهِ..... ساجدة ً
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
فى أحْضانِهِ..... ساجدة ً
فى ليلةٍ ليلاءَجاءنى صوتُهاعبرالهاتف, ترتعدالحروفُ وترتجفُ عبرالأثيرالكلماتُ.
فعلمتُ أنَّه قد ألمَّها شئٌّ.
فسألتُ كالمستفهم: مُسَلِّمةٌأم شاكيةٌ؟ قالتْ: كلاهما.
قلتُ: وعليكم السلام...ومما تشكين؟
قالتْ: لا أدرى مِنْهُ أم من نفسى؟ وسكنتْ.
فعلمتُ أنى مقبلٌ على مشكلةٍ, ولابدأن أحسنَ المشى فيها, وإلا لماذا اختارتنى؟ والذى يصلحُ بين زوجين كمن يحملُ قنديلاًفى مفازةمظلمةٍليضئَ للآخر, أوكمن يغرسُ فكرةًبين قلبين, أولعله مُطفئُّ ناراًعجزعن إطفائها زوجين...استجمعتُ بعضَ شجاعتى وقلتُ: كلنا يعرفُ زوجكِ ونُجِلُّهُ, فهل نال حبَّ ورضا الجميع وعجزأن يستميلَ قلبك؟
قالتْ: لا ...بل للأسف أنا أعترفُ أنَّ كلَّ سجاياه كريمة ونبيلة, ورغم ذلك هناك قلاقل لا أدرى لها سبباً, والأعجبُ أنى أراهُ دائماً على حقٍّ.
قلتُ: قد تكون المشكلةُفيكِ أنتِ وليستْ فيه.
قالتْ: ربما.
قلتُ: أحياناً يكونُ خُلقُ الرجل وسموه مع زوجته هوالذى يستدعى منها سوءالخلق.
قالتْ: أترمينى بسوءالخلق وجئتك أشكو؟
قلتُ: ياسيدتى أحياناً لا نسألُ المرأةَحين تغضبُ لماذاتغضبُ؟
قالتْ: ألهذا الحدلاتهتم بالمرأة حتى وهى غضبى؟ أتسخرمنى ومنها؟
قلتُ:لا...بل كثيراً ما يكون الغضبُ حركةًفى طباعها ولا سبب له, كمن يكونُ جالساً فيقومُ لا لعله, ولا يدرى لماذا قام؟ أو كمن يكونُ هادئاً فيصرخُ ولا يدرى لما يصرخ؟ ولربما ما يعترى المرأة كل شهريجعل مزاجها النفسى مضطرباً حتى يزول.
قالتْ: أتقصدُ أن الغضبَ قد يكونُ طبعاً وخُلقاً فى تكويننا بنات حواء؟
قلتُ: تقريباً... وتابعتُ كم مرة أغضبكِ زوجك؟ وكم مرة كنتِ السبب فى أن تغضبى؟
قالتْ: الحقَّ أقولُ منذُ أن عرفته وهو يغمرنى بفيض كرمة, ولا أدرى أنه كان سبباً فى مشكلة.
قلتُ: الحمدلله وشهدَ شاهدٌ من ذاتها.
قالتْ: حتى فى خصامه لى وهجره يغدقُ على فأزيد ُأنا عليه حدةً, كأنى بى مسحةمن جنون, وأحياناً أتمنى أن أركعَ على قدميه فأقبلها, وأحياناً أتمناه يقسوعلىَّ فيؤدب.
قلتُ: المرأةُ ياسيدتى تطلبُ من رجلهاالحبَّ فى أشكالٍ وصورمتعددةٍ, وتطلبُ منه أيضاً أن يخيفها بأسبابٍ قليلةٍ, فإنها إنْ أحبته ولم تخفْ منه شيئاً نفرتْ منه كأنها تُثيره لتعيدَ فيها أسبابَ الخوفِ فتخافه من جديدٍ.
قالتْ: لا أفهم رغم قناعتى دائماً بما تقول.
قلتُ: علامَ يبحثُ الرجلُ فى أنثاه؟ وعلامَ تبحثُ الأنثى فى رجلها؟
قالتْ: الليلةلا أستطيعُ التركيزَ....لكن كلُّ رجلٍ يتمنى أنثى تملأُعينه وقلبه وتطيعه, وكلُّ أنثى تتمنى رجلاً يحتويها.
قلتُ: إلى حدٍ ما أنتِ قريبةٌ لكن ليس كل القرب, فهذه الإجابة تشبه ما يقوله المتحدثون الرسميون باسم القيادة العليا.
قالتْ: اسمعك... فهات ما عندك.
قلتُ: الرجلُ يبحثُ فى أنثاه عن أرق وألطف ما فيها, والأنثى تريدُ أن تكتشفَ فى الرجل أخوف وأشد ما فيه.
قالتْ: زدنى شرحاً.
قلتُ: الأنثى بلا رقة وحنان تفقدُ أمتع ما فيها عندالرجل, ولذلك يجبُ عليها أن تتفننَ وتشحذُ أسلحتها لتجددَ أنوثتها ورقتها دوماً فى عين رجلها, حتى لايزهدها أوتصبح لديه كتاباً مفتوحاً, وهى تبحثُ فى الرجل عن أشد ما فيه وأخوفه حتى تتلاشاه, أوتروضه إن استطاعتْ.
قالت: لكنى لا أخافُ من زوجى ولا أهابه فهو دمثُ الخلق لدرجة تغيظ.
قلتُ: وهذا يا سيدتى سرُّغضبكِ دوماً وتقلبكِ عليه.
قالتْ: أنعيبُ على الكريم كرمه؟ وعلى نبيل الأخلاق نبله؟
قلتُ: من تمام لذةِ المرأةفى رجلها أن يقسوعليهابين حين وآخر, لاليؤذيها بل ليخضعهاأويسكنَ ثورتها.
قالتْ: كأننا نريدُالعقابَ فى خِلقتنا؟
قلتُ: من طبيعةِ المرأةالرقةوالحنان والدموع, فهى تحتاجُ إلى من يحيى فيهاطباعها,
فتحتاج لبعض الأحزان لتحركَ دموعها, فإن لم تجدْ بعض المصائب الخفيفةأوالثقيلة, جعلتْ زوجعها بعضَ هذه المصائب.
قالتْ: لا أفهم أتدعى المرأة مصائباً وتخترعها؟
قلتُ: لا يا سيدتى فالمرأة ُتخافُ أن تفقدأسلحتها, ولذلك تسنُّ شفرتها من حين لآخر.
قالتْ: كيف؟
قلتُ: إنْ لم يحتوى الرجلُ امرأته حباً وخوفاً تخشى أن تموتَ فيها الأنوثة التى بها جمالها, وهنا إما أن تتذمرَأويتصلبُ فيها لينها وتتحجرُعواطفها.
قالتْ: والنتيجةفى كلتا الحالتين؟
قلتُ: حين تتذمرُتعلنُ ثورة سلمية, ًليعيدَ رجلها توازنها النفسى وبنيانها الأنثوى
من جديدٍ.
قالتْ: وحين تتحجرُعواطفها؟
قلتُ: إنْ لم يُعدْ رجلها توازنها وبنيانها الأنثوى من جديد يتصلبُ ضعفُها ولينها ويُخيلُ إليها أنها لا تجدْ رجلها أوتبغضه, فهناك سلوكان لا ثالثَ لهما.
قالتْ: وهما...
قلتُ: إما ان تتجرأ عليه وتكونُ بخلافِ طبيعتها, فلاتطيعُ وتعربدُ وتملأُ بيتها شرّاً وصخباً, وإما أن تتنازلَ عن بعض حقها وتدع الحياة تجرى فى أبنائها, لتعوضَ ما تفقده, وتؤثر الأخرة على الدنيا, ويبقى الرجلُ فى عينها رجلاً وإن قلَّ, وتتذكرًأنه جنتها وسيحاسبها الله ماذا صنعتِ بدنياكِ؟ وماذا صنعتِ بزوجك؟
قالتْ: كأنك تردنى إلى زوجى ردّاً جميلاً.
قلتُ: إنما جئتِ تشكين نفسك وطباعها إلى الأن, وليس هناك شكوى من زوجك, فأنا لا أردكِ بل أدعُ بعضَ عقلكِ يردُّ بعضَ تهورك وحدة طباعك.
قالتْ: لا تفهم أنى متمردةٌ على زوجى أومتسلطة أولا أبادله الطاعة معاذالله, لكن أحياناً أجدُّ فى نفسى ثورةلا أعلنها.
قلتُ: حين تتزوجُ المرأةُوتنشدُ كمالاًفى رجلٍ فتجده فى قوته ورجاحة عقله وفتنته وحبه إياها, فهى وإن كانتْ له أَمَةً مطيعةً وخادمة مريحة, ربما لا تصيبُ من الأجرإلا النصف.
قالتْ: كيف؟
قلتُ: لنفرضَ أنها تزوجتْ رجلاً ثم وجدتْ فيه عكس الكمال الذى تتمناه, فلا قوة فى جسم, ولا رأى لعقلٍ, ولا حب ولا فتنة.
قالتْ: إن هذا هوالموتُ المعجلُ.
قلتُ: إذا وجدتْ هذا الموت العاجل وكانتْ له أَمَةً مطيعةً وخادمةً مريحةً, وتنازلتْ عن معظم حقوقها, وآثرتْ الباقية على الفانية, فبكم من الأجرتذهبُ؟ وهل نساويها بسابقتها؟
قالتْ: لا.
قلتُ: هذا ما أقصده.
قالتْ: ومَنْ مِنْ النساء يفعلُ ذلك؟
قلتُ: أقلُّ القليل, ونفس الشئ للرجل, قليلٌ قليلٌ من يصبرُعلى زوجته وفحشها لينالَ رضاالله, ودوماً تأتى القلةُفى القرآن محمودة وتأتى الكثرةُمذمومة, اللهم اجعلنا مع القليل.
قالتْ: أراكَ عريتنى من بعض المزايا التى كنتُ أتزينُ بها أمام زوجى(كالطاعةِ وعدم رفع الصوتِ وفى نفسى أثور لا عليه).
قلتُ: لا...الأمرُليس هكذا, فإن رزقكِ الله بزوج فيه من الرجولة ما تنشدين وتقابلى ذلك بطاعته والوفاءإليه فهذا أقل القليل لشكره وشكر الله.
قالتْ: وماذا علينا أن نفعلَ معشرالنساءتجاه أزواجنا؟ أنتم دوما ترموننا بأننا أصلُ البلاء.
قلتُ: لابدَ أنْ تتركَ النساءُبعضَ حقوقهن لأجلِّ صلاح الأمة والمجتمع وحفظ نظامهما, كما يتركُ الرجلُ حقه كله حين يبذلُ روحه دفاعاً عن وطنه وعرضه, فالمرأة ُتجاهد ُحين تصبرُويكونُ لها مثلُ أجرالرجل حين يقاتلُ فى سبيل الله, فطاعةالزوج والاعتراف بحقه وفضله يعدلُ الجهاد فى سبيل الله, وقال الرسولُ صلى الله عليه وسلم:"وقليلٌ منكن من يفعله".
قالتْ: كأنك ترمينى سفاهةفى عقلى وفكرى.
قلتُ: فليسامحكى الله, إنما دفعنى اللهُ فى طريقك ربما لأنيرَشمعةًفى يدكِ بعودِ ثقابٍ منحنى الله إياه.
قالتْ: لم تقلْ لى ماذا علىَّ أن أفعلَ الأن؟
قلتُ: عودى لبعض عقلكِ وكلِّ جنتكِ.
قالت: كيف؟
قلتُ: اذهبى إلى زوجكِ وقبلى قدمه وهوذو نفس كريمةٍوسيرفعُ عنكِ حرجَ الباقى.
قالت: أخشى أنْ يفهمَ أنى إليه ذاهبةٌمن بابِ ضعفٍ وحاجتى إليه احتياج الأنثى لرجلها, وهذا لا محل له عندىالأن.
قلتُ: لا يا سيدتى, لستِ أنتِ الضعيفة, بل هو, وإن كنتِ إليه محتاجة, فهو إليك أشد.
قالتْ: كيف؟
قلتُ: معظم الناس يتصورون أن المرأةَضعيفةٌأمام حاجتها للرجل, أو إن شهوتها تزيدُ وتضاعف شهوة الرجل.
قالتْ: أليستْ هذه حقيقة؟
قلتُ: لا هى أخطاءٌ توارثناها لنزيدَ من ضعفِ خِلقةِ المرأة, ونمنحُ الرجلَ قوةً ليستْ من حقه.
قالتْ: أتتكلمُ جَدّاً أم هزلاً؟
قلتُ: بل الْجَدَّ أعنى وأقولُ.
قالتْ: زدنى ايضاحاً.
قلتُ: حين يقولون أن الله جعل للمرأة شهوةً تزيدُ عن شهوة الرجل بسبعة أضعاف...بالله عليكِ كيف جعل الله للرجل أن يتزوجَ بأربع, ويتسرى بماشاء وقت كانت الإماء؟ وهوصاحب الشهوة الأقل والرغبة المحدودة, وعلى الجانبِ الآخريضيقُ الله على المرأة فلا تزيد على رجل وربما كان لها منه الربع وهى صاحبة الشهوة المضاعفة والرغبة الكبيرة, أهذا يتمشى مع حكمة الله وعدله؟
قالت: لا أعرفُ....نحنُ نسمع ونرددُ لكن لا مرجع لنا فى أقوالنا.
قلتُ: أيُعقلُ أن يضيقَ الله على الأكثرشهوة والأحوج ويوسعُ على الأقل؟ أى عدل هذا؟
قالتْ: ربما هذا خوفاً من اختلاط الأنسابِ, حيثُ المرأةُ موضع النطفة, وفى التوسعة للرجل يكثر النسلُ وتعمرالأرضُ.
قلتُ: إنْ كان ما تقولينه صحيحاً فإنه يخرجُ من دائرةالعدل.
قالتْ: ربما هو أيضاً من قبيلِ تفضيل الرجل بأن وسع له وهو الأدنى شهوةلأنه من ينفقُ وله القوامة, والمرأة مقصورةفى بيتها وصلاتها فى بيتها أفضل من المسجد, فلذلك لاتقع عينها على الرجال كثيراً بخلاف الرجل, فحاجته إلى أكثر من واحدة أشد من احتياجها.
قلتُ: ياسيدتى إنَّ طبيعة الذكرالحرارة وطبيعة الأنثى البرودة, وصاحب الحرارة يحتاج من(.....)ما لا يحتاجه صاحب البرودة, والواقع والتاريخ يوحى لنا بأنَّ المرأةقد تستغنى عن الرجل أكثرمن استغناءالرجل عن المرأة.
قالتْ: أول مرةأسمعُ هذا الكلام, وممن؟ من رجل!
قلتُ: طالما هذه الأقوالُ لا مرجع لها ولادليل يبقى للعقل حكمه وإن أخطأ.
قالتْ: أراح الله بالك. أيحتاجنى زوجى أكثرمن احتياجى له الأن؟
قلتُ: أنا على يقين من ذلك فاذهبى له, فإنه يطيع الله فيكِ, وأنت تعصى الله فيه, والمرأةُ فى عين رجلها كالدارالمبنية, لايسهلُ تغييرحدودها إلا إذا صارتْ خراباً, والمرأة وحدها هى الجو الإنسانىلدار زوجها, فمنكن من تدخل الدارفتحيلها روضة وإنْ لم يكن فيها شئ, وأخرى تجعلها كقيظ الصحراءوعواصفها وإن كانتْ عامرة,
ياسيدتى...حقُّ الرجل على زوجته هوحقٌّ من الله وهبه إياه ثم من المجتمع ثم من نفسه وقوامه عليها ثم من لطف المرأة حين تكون لطيفة, وليس عجباً ما قاله النبى صلى الله عليه وسلم: " لوكنتُ آمراً أحداً أن يسجدَلأحدٍلأمرتُ النساءَ أن يسجدن..
وانقطع الاتصالُ فجأة...فأيقنتُ أنها ذهبتْ لتبيتَ...
أحمدالحارون- عضو جديد
-
رقم العضوية : 36
عدد المساهمات : 20
تاريخ التسجيل : 20/02/2010
رد: فى أحْضانِهِ..... ساجدة ً
عرض جميل وشيق
ينم عن فهم عميق ودراية مستفيضة بطبيعة كل من المرأة والرجل
كما يدلل على كيفية التواصل بينهما
من أجل المحافظة على بنية الأسرة المسلمة
بارك الله فيك أخي الكريم الأستاذ
أحمد الحارون
وشكرًا لإمتاعنا بهذا الديالوج الرائع بحق
مع خالص احترامي وتقديري
آمال
ينم عن فهم عميق ودراية مستفيضة بطبيعة كل من المرأة والرجل
كما يدلل على كيفية التواصل بينهما
من أجل المحافظة على بنية الأسرة المسلمة
بارك الله فيك أخي الكريم الأستاذ
أحمد الحارون
وشكرًا لإمتاعنا بهذا الديالوج الرائع بحق
مع خالص احترامي وتقديري
آمال
رد: فى أحْضانِهِ..... ساجدة ً
أخي الفاضل أحمد الحارون
شكرا لهذا العرض الرائع الذي أمتعتنا به والذي ينم عن فهم ودراية بطبيعة المرأة والرجل وكيفية التواصل بينهما ومدى احتياج كل منهما للآخر
جزاك الله خيرا
شكرا لهذا العرض الرائع الذي أمتعتنا به والذي ينم عن فهم ودراية بطبيعة المرأة والرجل وكيفية التواصل بينهما ومدى احتياج كل منهما للآخر
جزاك الله خيرا
وفاء كحيل- المدير العام
- http://userarticles.al-sharq.com/Posts/Images/2013/9//1-9-2013-8-29-23302.jpg
رقم العضوية : 4
عدد المساهمات : 877
تاريخ التسجيل : 06/02/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى