عم محمد الساعاتي....
5 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
عم محمد الساعاتي....
· ربنا يعوض عليك يا عم محمد.
·قال باكياً وهو يلملم الزمان المبعثر حوله بحسرة وأسى : "تعيش يبني".
عم محمد الساعاتي، صاحب الدكانة الصغيرة لتصليح الساعات والتي بالكاد تستوعب أدوات التصليح، رجل رائع وديع، لم تكن تفارقه الابتسامة، وهو الذي طحنته الأيام طحناً .
عم محمد الساعاتي وهب ساقه اليمنى للوطن، في حرب الاستنزاف، واتكأ على عصى،كنا نتآمر عليها في الصغر فنخطفها لنضحك، فكان يضحك قائلاً:"اليهود أخدوا رجلي هستخسر فيكم العصاية"، ثم يصرخ منادياً:العصاية يا ولاد الكلب، فقط كي يضاحكنا ولا يحرمنا حلاوة المؤامرة.
عم محمد ذاك الرجل الذي تخطى السبعين ببضع سنين، كان إذا ضحك ضحكت قلوبنا نحن الشباب الملتف حوله يسمع من حكاياته حكايات.
· حبيت في شبابك يا عم محمد.
· يااااااه يبني، ويسعل ضاحكاً بفم خال الا من سنة فضية قص علينا حكايتها مراراً ويقول: تصدقوا يا ولاد ان أول بنت حبتها كانت بنت يهودية.
· وحين يلاحظ الدهشه على الوجوه ، ويلاحظ أن أبصارنا اتجهت صوب الساق المبتورة، يضحك بفرحة طفل ، ويتمهل في الحكي .
· كمل يا عم محمد ازاي دا حصل.
كانت بنت صاحب المحل اللي كنت بشتغل عنده زمان أوي، بنت ميخائيل جاكوب السعاتي، دا كان اشهر سعاتي في البلد كلها ، الشارع دا كان اسمه في الاساس شارع يعقوب الساعاتي، وتغير بعد العدوان الثلاثي لشارع الساعاتي ، كنت لسه صغير يا ولاد ، بس والله يا ولاد جاكوب دا كان راجل طيب، رغم انه يهودي ابن كلب، حين يقول عم محمد ذلك نضحك جميعاً من مفارقة التناقض.
عم محمد الذي سب اليهودي جاكوب، لم يكن يحمل ضغائن من ذلك النوع ابداً .
لم أكن تجاوزت السادسة من عمري حين تشبثت ممسكاً بالساعة باكياً لوالدي:وحياة العدرا يا بابا تشتريلي الساعةدي، حاول والدي باللين ان ينحيني عن رغبتي ، وأن يشرح لي أن هذه الساعة ليست للبيع ، هذه ساعة زبون، ولما استيأس مني ، ولم يجد مني استجابة،لطمني لطمة على وجهي فوقعت، فضمني عم محمد الى صدره معاتباً والدي في رقة، ثم أهداني ساعة بعقارب، وأقسم ألا يأخذ مقابلاً ، وكنت من حين لآخر أذهب له فيعلمني كيف أتعرف على الوقت، عم محمد قال لي يوماً:حين بدأ الشد والجذب اللاهوتي بيني وبين اقراني المسلمين : يا مينا يا بني كلنا عيال الله.
عم محمد الذي لم تكن تفارقة الابتسامة ، دكت شرطة المرافق كوخه الصغير ، فتبعثر الوقت في أرجاء المكان.
· ولسه بتحبها يا عم محمد.
· يضحك بقلب شفاف شجي، يا بني اذا توقفت بطارية الساعة في ايدك ، اياك تفكر ان الزمن قد توقف.
عم محمد الذي لم تشفع له تضحياته، ولم يشفع له الكبر، ترك الدنيا ورحل، نعم تركها ورحل، نعم تركها ورحل.
·قال باكياً وهو يلملم الزمان المبعثر حوله بحسرة وأسى : "تعيش يبني".
عم محمد الساعاتي، صاحب الدكانة الصغيرة لتصليح الساعات والتي بالكاد تستوعب أدوات التصليح، رجل رائع وديع، لم تكن تفارقه الابتسامة، وهو الذي طحنته الأيام طحناً .
عم محمد الساعاتي وهب ساقه اليمنى للوطن، في حرب الاستنزاف، واتكأ على عصى،كنا نتآمر عليها في الصغر فنخطفها لنضحك، فكان يضحك قائلاً:"اليهود أخدوا رجلي هستخسر فيكم العصاية"، ثم يصرخ منادياً:العصاية يا ولاد الكلب، فقط كي يضاحكنا ولا يحرمنا حلاوة المؤامرة.
عم محمد ذاك الرجل الذي تخطى السبعين ببضع سنين، كان إذا ضحك ضحكت قلوبنا نحن الشباب الملتف حوله يسمع من حكاياته حكايات.
· حبيت في شبابك يا عم محمد.
· يااااااه يبني، ويسعل ضاحكاً بفم خال الا من سنة فضية قص علينا حكايتها مراراً ويقول: تصدقوا يا ولاد ان أول بنت حبتها كانت بنت يهودية.
· وحين يلاحظ الدهشه على الوجوه ، ويلاحظ أن أبصارنا اتجهت صوب الساق المبتورة، يضحك بفرحة طفل ، ويتمهل في الحكي .
· كمل يا عم محمد ازاي دا حصل.
كانت بنت صاحب المحل اللي كنت بشتغل عنده زمان أوي، بنت ميخائيل جاكوب السعاتي، دا كان اشهر سعاتي في البلد كلها ، الشارع دا كان اسمه في الاساس شارع يعقوب الساعاتي، وتغير بعد العدوان الثلاثي لشارع الساعاتي ، كنت لسه صغير يا ولاد ، بس والله يا ولاد جاكوب دا كان راجل طيب، رغم انه يهودي ابن كلب، حين يقول عم محمد ذلك نضحك جميعاً من مفارقة التناقض.
عم محمد الذي سب اليهودي جاكوب، لم يكن يحمل ضغائن من ذلك النوع ابداً .
لم أكن تجاوزت السادسة من عمري حين تشبثت ممسكاً بالساعة باكياً لوالدي:وحياة العدرا يا بابا تشتريلي الساعةدي، حاول والدي باللين ان ينحيني عن رغبتي ، وأن يشرح لي أن هذه الساعة ليست للبيع ، هذه ساعة زبون، ولما استيأس مني ، ولم يجد مني استجابة،لطمني لطمة على وجهي فوقعت، فضمني عم محمد الى صدره معاتباً والدي في رقة، ثم أهداني ساعة بعقارب، وأقسم ألا يأخذ مقابلاً ، وكنت من حين لآخر أذهب له فيعلمني كيف أتعرف على الوقت، عم محمد قال لي يوماً:حين بدأ الشد والجذب اللاهوتي بيني وبين اقراني المسلمين : يا مينا يا بني كلنا عيال الله.
عم محمد الذي لم تكن تفارقة الابتسامة ، دكت شرطة المرافق كوخه الصغير ، فتبعثر الوقت في أرجاء المكان.
· ولسه بتحبها يا عم محمد.
· يضحك بقلب شفاف شجي، يا بني اذا توقفت بطارية الساعة في ايدك ، اياك تفكر ان الزمن قد توقف.
عم محمد الذي لم تشفع له تضحياته، ولم يشفع له الكبر، ترك الدنيا ورحل، نعم تركها ورحل، نعم تركها ورحل.
اسامة يس- عضو جديد
-
رقم العضوية : 34
عدد المساهمات : 3
تاريخ التسجيل : 20/02/2010
رد: عم محمد الساعاتي....
الاديب الرائع اسامة يس
وقصة اعتمدت على شخصية محورية عليها تركزت كل الحوارات
بأسلوب سرد رائع
شكرا لك
وقصة اعتمدت على شخصية محورية عليها تركزت كل الحوارات
بأسلوب سرد رائع
شكرا لك
محمد لطفى- عضو فضي
-
رقم العضوية : 11
عدد المساهمات : 390
تاريخ التسجيل : 10/02/2010
رد: عم محمد الساعاتي....
القاص المبدع الأستاذ
أسامة يس
مرحى بك مليون وأولى قطرات غيثك الجميل
وهذه القصة الرائعة التي تستحق الشكر والتقدير
تمنياتي لك بالمزيد من التألق والإبداع
ودمت بكل الود
مع عاطر التحايا وأطيب الدعاء
آمال
أسامة يس
مرحى بك مليون وأولى قطرات غيثك الجميل
وهذه القصة الرائعة التي تستحق الشكر والتقدير
تمنياتي لك بالمزيد من التألق والإبداع
ودمت بكل الود
مع عاطر التحايا وأطيب الدعاء
آمال
رد: عم محمد الساعاتي....
قبل اى شئ
انا لله وانا اليه راجعون
استاذ اسامه سرد رائع لقلب طيب صادق مع نفسه ومع من حوله
بفطرته
يوجد منه الكثيرومنهم اجدادنا الذين علمونا وأحسسنا منهم الطيبه الحقيقيه
ولا نمل ابدا من حكاويهم رائعه بجد قصتك بحييك عليهاارجو ان تتقبل مروري
انا لله وانا اليه راجعون
استاذ اسامه سرد رائع لقلب طيب صادق مع نفسه ومع من حوله
بفطرته
يوجد منه الكثيرومنهم اجدادنا الذين علمونا وأحسسنا منهم الطيبه الحقيقيه
ولا نمل ابدا من حكاويهم رائعه بجد قصتك بحييك عليهاارجو ان تتقبل مروري
folaa- عضو برونزي
-
رقم العضوية : 12
عدد المساهمات : 218
تاريخ التسجيل : 10/02/2010
رد: عم محمد الساعاتي....
اخي الكريم/ محمد لطفيمحمد لطفى كتب:الاديب الرائع اسامة يس
وقصة اعتمدت على شخصية محورية عليها تركزت كل الحوارات
بأسلوب سرد رائع
شكرا لك
شكرا على مروركم الكريم وتعليقكم العطر...
لا حرمنا الله من تكرار الزيارة...
خالص تحياتي
اسامة يس- عضو جديد
-
رقم العضوية : 34
عدد المساهمات : 3
تاريخ التسجيل : 20/02/2010
رد: عم محمد الساعاتي....
اسلوب قصصي مميز وتوظيف جميل للعامية في السرد اعطى بعدا واقعيا للنص
طرحت فكرة تعايش الاديان التي يحياها العرب واقعا لا ادعاء كما يطرحها الغرب وقبل ظهور حالات التعصب الديني المشبوهة الافكار والمصدر
طرحت مشكلة المتقاعدين الذين فنوا عمرهم من اجل الوطن لتاتي البيرقراطية بكل جبروتها وةتسحق احلامهم وتتنكر لتضحياتهم
استاذ اسامة دام ابداعك
طرحت فكرة تعايش الاديان التي يحياها العرب واقعا لا ادعاء كما يطرحها الغرب وقبل ظهور حالات التعصب الديني المشبوهة الافكار والمصدر
طرحت مشكلة المتقاعدين الذين فنوا عمرهم من اجل الوطن لتاتي البيرقراطية بكل جبروتها وةتسحق احلامهم وتتنكر لتضحياتهم
استاذ اسامة دام ابداعك
سمير خليفة- عضو جديد
-
رقم العضوية : 41
عدد المساهمات : 8
تاريخ التسجيل : 24/02/2010
مواضيع مماثلة
» المرأة الاستثناء لشيخ الشعراء محمد محمد الشهاوي
» تلج ســـكوتها للشـــاعر محمد الأنور
» أخي الفاضل الأستاذ محمد أمير
» حضورنا وانصرافنا للشـــــــــــــــاعر محمد الأنور
» الجمال للشـــاعر محمد الأنور
» تلج ســـكوتها للشـــاعر محمد الأنور
» أخي الفاضل الأستاذ محمد أمير
» حضورنا وانصرافنا للشـــــــــــــــاعر محمد الأنور
» الجمال للشـــاعر محمد الأنور
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى