رجل القطار
5 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
رجل القطار
العذراء ورجل القطار
بقلم
آمال محمود كحيل
لم تكن تتخيل في يوم من الأيام أو في لحظة من اللحظات
أنها قد تقع في الحب كغيرها من النساء
أو أنها قد تمنح قلبهاالطاهر ، ومشاعرها النقية وأحاسيسها العذراء
لإنسان ما تحبه من النظرة الأولى ، ويملأ كل حياتها ويستأثر بجل عواطفها
ليصبح فيما بعد رجلها الأوحد
هي التي كانت تخشى الحب وتتجاهل نداءاته الهامسة في قصص العاشقين ،
وإيماءاته الخفية وراء دمعة حزن تسقط رغمًا عنها لمشهد وداع ،
أو من بين سطور حكاية يتمزق فيها قلبها
على محب تخلت عنه محبوبته أوعاشقة هجرها من تحب
كان الحب في نظرها مصدر ألم وباعث شقاء لذا باتت تخشاه
وتنأى بقلبها عن كل نظرة إعجاب في عيون من حولها وما أكثرها
لبست قناع الجمود وتظاهرت بالقوة والصلابة والجدية ولكن !
كان هنالك في أعماقها ذلك القلب الظامئ الذي خنقت نبضاته بخوفها ،
ووأدت أحلامه في قيود روتين ممل لواقع عاشت
فصوله بلا إحساس وهي تحاول جاهدة استعارة بسمة تكسو
بها شفتيها لتوهم من حولها بالسعادة المزعومة
ولتخفي وراءها فراغًا ابتلع كل حيويتها ونضارتها في جوفه
تترى عليها الليالي والأيام وتتوالى عليها أحداث الزمن
وهي كالكرة المصمتة تدور مع دورة الحياة
ولا تكترث لعجلات القطار وهي تسرق من عمرها أحلى سنينه
وفجأة توقف القطار في آخر محطاته
وترجلت منه وقد سقط منها آخر حلم لها
لم يكن في حقيبتها إلا بضعة أوراق
وقلم وتذكرة سفر مهترئة ومنديل تشرب ملح دموعها
لاشيء جديد هكذا حدثت نفسها
فالوجوه هي الوجوه رغم اختلاف ملامحها
والعيون هي العيون رغم عمق تلك النظرة أو سطحية تلك !
وهناك في غرفتها الخالية جلست على سريرها تحتسي قهوتها
وتستحضر أحداث حياتها التي طغت مرارتها على طعم قهوتها المرة
وطفقت تسائل نفسها إلى متى ؟ وإلى أين ؟ وماذا بعد ؟
نظرت في مرآتها فوجدت وجه امرأة أخرى
لم تر ملامحها من قبل فتراجعت وأفاقت من ذهولها
على صوت هاتفها اللعين ...
من تراه ذا يكون ؟
تجاهلت رنين الهاتف ودلفت إلى مكتبها وجلست خلفه
وتناولت كتابًا أخذت تتصفح أوراقه في ملل وهي تحاول عبثاً
طرد صورة ذلك الوجه الملائكي التي حجبت نظراته عنها
بصحيفة لم تقرأ فيها سطرًا واحدًا
وانتفضت من مقعدها وهي تحاول ألا تسترجع ذلك الحديث القصير الذي دار بينها
وبين ذلك الرجل الغريب الذي جلس قبالتها
عادت إلى غرفتها ثانية ، واستلقت متعبة فوق سريرها لتأخذها إغفاءة قصيرة
استيقظت على إثرها على رنين هاتفها من جديد
وتناولت السماعة في كسل ولا مبالاة ولما ينفض عنها غبار النوم : آلو ...!
وأجفلت لبضع ثوان
كان هو... ذلك الرجل الغريب ... رجل القطار ...
أجل هو... صوته العذب الرخيم ... و...
أغلقت السماعة بسرعة وهي مذهولة لتسارع ضربات قلبها بين ضلوعها
وتساءلت مشدوهة كيف عرف رقم هاتفها ؟؟
كيف جرؤ على الحديث معها ؟؟؟ وكيف ناداها باسمها ؟؟؟
أسئلة شتى جعلتها تتخبط في حيرتها ولكن لم تحر لها جوابًا
تعجبت من أمر نفسها ومن تمردها الفجائي على طقوس حياتها الرتيبة ،
ومن ذكريات تسارعت أمام عينيها كشريط مصور كانت تخفيها في ذاكرتها المثقوبة
وتنهدت وهي تنظر إلى الجدار أمامها لتجد هنالك قلبها مشنوقًا بين عقارب الساعة المعلقة
ماذا تنتظر الآن ؟؟ سألت نفسها فأجابها رنين جرس الباب
وفي خطوات متثاقلة وصلت إلى هناك
فتحت الباب.. ،
نظرت ، فوجدته أمامها .. إنه هو ... هو بعينه .. !
رجل القطار .
بقلم
آمال محمود كحيل
لم تكن تتخيل في يوم من الأيام أو في لحظة من اللحظات
أنها قد تقع في الحب كغيرها من النساء
أو أنها قد تمنح قلبهاالطاهر ، ومشاعرها النقية وأحاسيسها العذراء
لإنسان ما تحبه من النظرة الأولى ، ويملأ كل حياتها ويستأثر بجل عواطفها
ليصبح فيما بعد رجلها الأوحد
هي التي كانت تخشى الحب وتتجاهل نداءاته الهامسة في قصص العاشقين ،
وإيماءاته الخفية وراء دمعة حزن تسقط رغمًا عنها لمشهد وداع ،
أو من بين سطور حكاية يتمزق فيها قلبها
على محب تخلت عنه محبوبته أوعاشقة هجرها من تحب
كان الحب في نظرها مصدر ألم وباعث شقاء لذا باتت تخشاه
وتنأى بقلبها عن كل نظرة إعجاب في عيون من حولها وما أكثرها
لبست قناع الجمود وتظاهرت بالقوة والصلابة والجدية ولكن !
كان هنالك في أعماقها ذلك القلب الظامئ الذي خنقت نبضاته بخوفها ،
ووأدت أحلامه في قيود روتين ممل لواقع عاشت
فصوله بلا إحساس وهي تحاول جاهدة استعارة بسمة تكسو
بها شفتيها لتوهم من حولها بالسعادة المزعومة
ولتخفي وراءها فراغًا ابتلع كل حيويتها ونضارتها في جوفه
تترى عليها الليالي والأيام وتتوالى عليها أحداث الزمن
وهي كالكرة المصمتة تدور مع دورة الحياة
ولا تكترث لعجلات القطار وهي تسرق من عمرها أحلى سنينه
وفجأة توقف القطار في آخر محطاته
وترجلت منه وقد سقط منها آخر حلم لها
لم يكن في حقيبتها إلا بضعة أوراق
وقلم وتذكرة سفر مهترئة ومنديل تشرب ملح دموعها
لاشيء جديد هكذا حدثت نفسها
فالوجوه هي الوجوه رغم اختلاف ملامحها
والعيون هي العيون رغم عمق تلك النظرة أو سطحية تلك !
وهناك في غرفتها الخالية جلست على سريرها تحتسي قهوتها
وتستحضر أحداث حياتها التي طغت مرارتها على طعم قهوتها المرة
وطفقت تسائل نفسها إلى متى ؟ وإلى أين ؟ وماذا بعد ؟
نظرت في مرآتها فوجدت وجه امرأة أخرى
لم تر ملامحها من قبل فتراجعت وأفاقت من ذهولها
على صوت هاتفها اللعين ...
من تراه ذا يكون ؟
تجاهلت رنين الهاتف ودلفت إلى مكتبها وجلست خلفه
وتناولت كتابًا أخذت تتصفح أوراقه في ملل وهي تحاول عبثاً
طرد صورة ذلك الوجه الملائكي التي حجبت نظراته عنها
بصحيفة لم تقرأ فيها سطرًا واحدًا
وانتفضت من مقعدها وهي تحاول ألا تسترجع ذلك الحديث القصير الذي دار بينها
وبين ذلك الرجل الغريب الذي جلس قبالتها
عادت إلى غرفتها ثانية ، واستلقت متعبة فوق سريرها لتأخذها إغفاءة قصيرة
استيقظت على إثرها على رنين هاتفها من جديد
وتناولت السماعة في كسل ولا مبالاة ولما ينفض عنها غبار النوم : آلو ...!
وأجفلت لبضع ثوان
كان هو... ذلك الرجل الغريب ... رجل القطار ...
أجل هو... صوته العذب الرخيم ... و...
أغلقت السماعة بسرعة وهي مذهولة لتسارع ضربات قلبها بين ضلوعها
وتساءلت مشدوهة كيف عرف رقم هاتفها ؟؟
كيف جرؤ على الحديث معها ؟؟؟ وكيف ناداها باسمها ؟؟؟
أسئلة شتى جعلتها تتخبط في حيرتها ولكن لم تحر لها جوابًا
تعجبت من أمر نفسها ومن تمردها الفجائي على طقوس حياتها الرتيبة ،
ومن ذكريات تسارعت أمام عينيها كشريط مصور كانت تخفيها في ذاكرتها المثقوبة
وتنهدت وهي تنظر إلى الجدار أمامها لتجد هنالك قلبها مشنوقًا بين عقارب الساعة المعلقة
ماذا تنتظر الآن ؟؟ سألت نفسها فأجابها رنين جرس الباب
وفي خطوات متثاقلة وصلت إلى هناك
فتحت الباب.. ،
نظرت ، فوجدته أمامها .. إنه هو ... هو بعينه .. !
رجل القطار .
رد: رجل القطار
ما شاء الله ! في كل ميدان أنتِ الفارسُ المقنَّع والقاصُّ المُقنِع والأديبُ المبدع
عشتِ وسلِمَ يراعُك وطال بالخير والعطاء باعُك
عشتِ وسلِمَ يراعُك وطال بالخير والعطاء باعُك
عدل سابقا من قبل عبد الحي بدر في الأربعاء 17 فبراير 2010, 5:00 pm عدل 1 مرات
عبد الحي بدر- عضو برونزي
-
رقم العضوية : 7
عدد المساهمات : 214
تاريخ التسجيل : 08/02/2010
رد: رجل القطار
د / امال
وتلعب الصدفة دورها فى اللقاء كما يفعل خيال البطلة
برغم مروربعض احداث القصة فى القطار الا انكِ
مررتِ على اللقاء كمرور عابر اشبه بالحلم
تاركة لخيال البطلة العنان رسترجاع ما دار
ثم الهاتف مما زاد حيرتنا وانقضضتِ اخيرا
بطرقات الباب تاركة للقارىء تخيل النهايه كما يحلو
لعقله سواءا حلما كن ام واقع
كده احنا مش هنعرف نأكل عيش فى القصص
فقلمكِ يعرف الطريق جيدا الى عقولنا والى الابداع
تقديرى واحترامى
وتلعب الصدفة دورها فى اللقاء كما يفعل خيال البطلة
برغم مروربعض احداث القصة فى القطار الا انكِ
مررتِ على اللقاء كمرور عابر اشبه بالحلم
تاركة لخيال البطلة العنان رسترجاع ما دار
ثم الهاتف مما زاد حيرتنا وانقضضتِ اخيرا
بطرقات الباب تاركة للقارىء تخيل النهايه كما يحلو
لعقله سواءا حلما كن ام واقع
كده احنا مش هنعرف نأكل عيش فى القصص
فقلمكِ يعرف الطريق جيدا الى عقولنا والى الابداع
تقديرى واحترامى
محمد لطفى- عضو فضي
-
رقم العضوية : 11
عدد المساهمات : 390
تاريخ التسجيل : 10/02/2010
رد: رجل القطار
الله علي الروعه
اخذتينا مره مع حوار القطار فهي تتذكر ونحن ايضا هنا نتخيل
ومره اخري في غرفتها والملل يملؤها ثم لقاء غير متوقع بل قد يكون شبه مستحيل
بجد روعه
شكرا لكش د/آمال عي هذه القصه المشوقه
تحياتي لكِ
folaa- عضو برونزي
-
رقم العضوية : 12
عدد المساهمات : 218
تاريخ التسجيل : 10/02/2010
رد: رجل القطار
في الحقيقة يا امال رائعة دوما في كل إبداعاتك
" بس لازم تكمليها وتقوليلنا كيف عرف رقم هاتفها وكيف عرف بيتها يالله كمليييييييييي عشان القصة حلوة جدا وانا عاوزة الأحداث تستمرررررر هههههه غلباوية انا بس مش مهم
اشتغلييييييييي عاوزين همة
" بس لازم تكمليها وتقوليلنا كيف عرف رقم هاتفها وكيف عرف بيتها يالله كمليييييييييي عشان القصة حلوة جدا وانا عاوزة الأحداث تستمرررررر هههههه غلباوية انا بس مش مهم
اشتغلييييييييي عاوزين همة
وفاء كحيل- المدير العام
- http://userarticles.al-sharq.com/Posts/Images/2013/9//1-9-2013-8-29-23302.jpg
رقم العضوية : 4
عدد المساهمات : 877
تاريخ التسجيل : 06/02/2010
رد: رجل القطار
عبد الحي بدر كتب:ما شاء الله ! في كل ميدان أنتِ الفارسُ المقنَّع والقاصُّ المُقنِع والأديبُ المبدع
عشتِ وسلِمَ يراعُك وطال بالخير والعطاء باعُك
شيخنا الجليل وشاعرنا القدير
الأستاذ عبد الحي بدر
جزيل شكري وامتناني لمرورك الكريم ولإطرائك العذب
شهادتك وسام غال أعتز به ما حييت الدهر
بارك الله فيك ولا حرمت إطلالتك اندية
وتقبل خالص احترامي وتقديري
مع أطيب المنى وعاطر اتحية
آمال
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى