في رحاب الله .. لحظات لا تنسى
5 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
في رحاب الله .. لحظات لا تنسى
في رحاب الله
لحظات لا تنسى
من أحداث سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم فترة ما قبل النبوة ، والتي عادة ما نمر على ذكرها وتفاصيلها مرورا سريعا قد لا يتناسب مع
عظيم معانيها ، ما يذكره رواة السيرة النبوية الشريفة عن خلواته المتتالية في غار حراء كما يرد هنا .
(أخذ عُمُرُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقترب من الأربعين ، فنشأ لديه حب للعزلةبين الفترة والأخرى ، وحبب الله إليه الاختلاء في غار
حراء ، فكان يخلو فيه ، يتعبدالليالي ذوات العدد ، فتارة عشرة ، وتارة أكثر من ذلك إلى شهر ، ثم يعود إلى بيته ،فلا يكاد يمكثُ فيه قليلاً حتى يتزود من جديد لخلوة أخرى ، ويعاود الكرة إلى غارحراء ، وهكذا إلى أن جاءه الوحي وهو في إحدى خلواته(.
إذن فهو صلى الله عليه وسلم قد اختلى بين نفسه وربه مرارا وتكرار ولساعات بل لأيام وليالي امتدت، وكانت أوقات الخلوة من خلال الوصف تمر عليه صلى الله عليه وسلم مرورا سريعا من غير أن يتنبه أو يعير لهذا الوقت انتباها ، حتى تمر الأيام والليالي وهو في خولته تلك التي حببت إليه فصارت له انسا عن دنيا الناس وهرجهم ومرجهم وبيعهم وشرائهم وغنائهم ورقصهم وحياتهم كاملة.
من العجيب أن تفاصيل ما كان يقوم به المصطفى خلال هذه الفترات الزمنية المديدة غير مبينة بتفاصيلها تماما في السيرة النبوية، تلك الأوقات التي تعتبر بالنسبة للمختلي بنفسه فترات أطول بكثير مما لو أنه كان يقضيها في مجتمعه وبين أهله وعشيرته ، ولك أن تتخيل المعنى الذي أقول لو أنك حاولت في يوم من الأيام أن تنسحب بنفسك من المجتمع ومن دنيا الناس ومن الحركة والنشاط والأخذ والرد في البيت والسوق والطريق وكلمة من هنا وكلمة من حديث من هناك ، فتختلي بينك وبين نفسك ساعة لا أكثر، خلوة في مكان شبه منعزل بعيد عن الناس والضوضاء والضجيج، بعيدا عن كل ما يمكن له أن يشغل الحواس من سمع وبصر أو ملمس ، أو يشغل الفؤاد معه، لتعلم معي كيف أن الوقت معها يكون وقعه وسيره مختلفا تماما عن الوقت الذي يمضي بين الناس وفي طيات التفاعل الإجتماعي.
لابد أن النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم قد ارتقى بنفسه قبل النبوة من خلال خلواته المتتالية إلى درجة تشبه حالة (النيرفانا) أو هي تتجاوزها حتى بات صلى الله عليه وسلم لا يشعر بالزمان والمكان كما نفعل نحن في أيامنا العادية بل صار في حالة ارتقى فيها حتى على الزمن المحيط به وجنبات الغار الضيقة حوله فما عاد يحس بما يحمل معه، ذلك أنه بفطرته السليمة صلى الله عليه وسلم كان يقصد اتصالا بالباري الواحد الأحد من خلال هذه الخلوات التي تجعل الوقت معها ينسحب من معناه الذي نعرفه بتوزعه بين فترات الليل والنهار وساعات ودقائق ولحظات وصباح ومساء وعتمة وظلمة .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
إن الذي ذاق في يوم من الأيام قمة لذائذ النفس وأسماها من خلال حسن تواصله مع الله سبحانه وتعالى في صلاة أو سجود أو خلوة ترقى بصاحبها إلى مراقي علوية من خلال انفلات النفس من زحمة الجسد وضيقه إلى انعتاق الروح وطلاقتها فتنفلت من الجسد المادي محاولة أن تجد لها منفذا إلى مصاف الملائكة في عوالم لا مكان معه لمادية الجسد أو تعتصره لذائذ الحس فتشده إلى عوالم الضيق والعنت ، ذاك الذي يعلم يقينا ما الذي يمكن للخلوة أن تعنيه .
لعل أفضل أحوال الخلوة تلك التي يقوم بها المؤمن خفيف الجسد غير مكثر من طعام وشراب يثقلان المعدة فينشغل الجسد بهذا الثقل عن الرقي بالنفس وأحوالها، فتكون أيام رمضان الأكرم ولياليه فرصة لا تعوض من أجل أن يسترق أحدنا فيها ساعات يختلي فيها مع نفسه وربه الأعلى فيسيح بهذه النفس التواقة في عوالم الملكوت التي لا تستطيع عيون الجسد أن تراه بل عيون النفس التي إن انفلتت من إسار الجسد فاقت ما تراه عيون الجسد ملايين المرات .
منذر فاكهاني
لحظات لا تنسى
من أحداث سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم فترة ما قبل النبوة ، والتي عادة ما نمر على ذكرها وتفاصيلها مرورا سريعا قد لا يتناسب مع
عظيم معانيها ، ما يذكره رواة السيرة النبوية الشريفة عن خلواته المتتالية في غار حراء كما يرد هنا .
(أخذ عُمُرُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقترب من الأربعين ، فنشأ لديه حب للعزلةبين الفترة والأخرى ، وحبب الله إليه الاختلاء في غار
حراء ، فكان يخلو فيه ، يتعبدالليالي ذوات العدد ، فتارة عشرة ، وتارة أكثر من ذلك إلى شهر ، ثم يعود إلى بيته ،فلا يكاد يمكثُ فيه قليلاً حتى يتزود من جديد لخلوة أخرى ، ويعاود الكرة إلى غارحراء ، وهكذا إلى أن جاءه الوحي وهو في إحدى خلواته(.
إذن فهو صلى الله عليه وسلم قد اختلى بين نفسه وربه مرارا وتكرار ولساعات بل لأيام وليالي امتدت، وكانت أوقات الخلوة من خلال الوصف تمر عليه صلى الله عليه وسلم مرورا سريعا من غير أن يتنبه أو يعير لهذا الوقت انتباها ، حتى تمر الأيام والليالي وهو في خولته تلك التي حببت إليه فصارت له انسا عن دنيا الناس وهرجهم ومرجهم وبيعهم وشرائهم وغنائهم ورقصهم وحياتهم كاملة.
من العجيب أن تفاصيل ما كان يقوم به المصطفى خلال هذه الفترات الزمنية المديدة غير مبينة بتفاصيلها تماما في السيرة النبوية، تلك الأوقات التي تعتبر بالنسبة للمختلي بنفسه فترات أطول بكثير مما لو أنه كان يقضيها في مجتمعه وبين أهله وعشيرته ، ولك أن تتخيل المعنى الذي أقول لو أنك حاولت في يوم من الأيام أن تنسحب بنفسك من المجتمع ومن دنيا الناس ومن الحركة والنشاط والأخذ والرد في البيت والسوق والطريق وكلمة من هنا وكلمة من حديث من هناك ، فتختلي بينك وبين نفسك ساعة لا أكثر، خلوة في مكان شبه منعزل بعيد عن الناس والضوضاء والضجيج، بعيدا عن كل ما يمكن له أن يشغل الحواس من سمع وبصر أو ملمس ، أو يشغل الفؤاد معه، لتعلم معي كيف أن الوقت معها يكون وقعه وسيره مختلفا تماما عن الوقت الذي يمضي بين الناس وفي طيات التفاعل الإجتماعي.
لابد أن النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم قد ارتقى بنفسه قبل النبوة من خلال خلواته المتتالية إلى درجة تشبه حالة (النيرفانا) أو هي تتجاوزها حتى بات صلى الله عليه وسلم لا يشعر بالزمان والمكان كما نفعل نحن في أيامنا العادية بل صار في حالة ارتقى فيها حتى على الزمن المحيط به وجنبات الغار الضيقة حوله فما عاد يحس بما يحمل معه، ذلك أنه بفطرته السليمة صلى الله عليه وسلم كان يقصد اتصالا بالباري الواحد الأحد من خلال هذه الخلوات التي تجعل الوقت معها ينسحب من معناه الذي نعرفه بتوزعه بين فترات الليل والنهار وساعات ودقائق ولحظات وصباح ومساء وعتمة وظلمة .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
إن الذي ذاق في يوم من الأيام قمة لذائذ النفس وأسماها من خلال حسن تواصله مع الله سبحانه وتعالى في صلاة أو سجود أو خلوة ترقى بصاحبها إلى مراقي علوية من خلال انفلات النفس من زحمة الجسد وضيقه إلى انعتاق الروح وطلاقتها فتنفلت من الجسد المادي محاولة أن تجد لها منفذا إلى مصاف الملائكة في عوالم لا مكان معه لمادية الجسد أو تعتصره لذائذ الحس فتشده إلى عوالم الضيق والعنت ، ذاك الذي يعلم يقينا ما الذي يمكن للخلوة أن تعنيه .
لعل أفضل أحوال الخلوة تلك التي يقوم بها المؤمن خفيف الجسد غير مكثر من طعام وشراب يثقلان المعدة فينشغل الجسد بهذا الثقل عن الرقي بالنفس وأحوالها، فتكون أيام رمضان الأكرم ولياليه فرصة لا تعوض من أجل أن يسترق أحدنا فيها ساعات يختلي فيها مع نفسه وربه الأعلى فيسيح بهذه النفس التواقة في عوالم الملكوت التي لا تستطيع عيون الجسد أن تراه بل عيون النفس التي إن انفلتت من إسار الجسد فاقت ما تراه عيون الجسد ملايين المرات .
منذر فاكهاني
منذر فاكهاني- عضو جديد
-
رقم العضوية : 14
عدد المساهمات : 23
تاريخ التسجيل : 10/02/2010
رد: في رحاب الله .. لحظات لا تنسى
أخي الفاضل منذر فاكهاني
جزيل شكري وتقديري لهذا الطرح القيم
جزاك الله خيرا وجعله المولى في ميزان حسناتك
جزيل شكري وتقديري لهذا الطرح القيم
جزاك الله خيرا وجعله المولى في ميزان حسناتك
وفاء كحيل- المدير العام
- http://userarticles.al-sharq.com/Posts/Images/2013/9//1-9-2013-8-29-23302.jpg
رقم العضوية : 4
عدد المساهمات : 877
تاريخ التسجيل : 06/02/2010
رد: في رحاب الله .. لحظات لا تنسى
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
أكرمك الله يا أبو عمر
وأفادك الرحمن أينما تكون
تحيتي
أكرمك الله يا أبو عمر
وأفادك الرحمن أينما تكون
تحيتي
نور الهدى- عضو مميز
-
رقم العضوية : 5
عدد المساهمات : 191
تاريخ التسجيل : 07/02/2010
رد: في رحاب الله .. لحظات لا تنسى
طرح قيم يدعو إلى التأمل في هذه المعاني السامية
حيث تنعتق الروح من قضبان الجسد لتسمو في فضاء الطهر
صلى الله على حبيبنا المصطفى وعلى آله وصحبه وسلم
وبارك الله فيك أخي الكريم على هذا الجهد الطيب الكريم
وجعله في ميزان حسناتك يوم القيامة
وجزاك عنا الخير أوفاه وأنالك رضى الرحمان وهداه
مع خالص احترامي وصادق الدعوات
آمال
حيث تنعتق الروح من قضبان الجسد لتسمو في فضاء الطهر
صلى الله على حبيبنا المصطفى وعلى آله وصحبه وسلم
وبارك الله فيك أخي الكريم على هذا الجهد الطيب الكريم
وجعله في ميزان حسناتك يوم القيامة
وجزاك عنا الخير أوفاه وأنالك رضى الرحمان وهداه
مع خالص احترامي وصادق الدعوات
آمال
رد: في رحاب الله .. لحظات لا تنسى
وما أجمل من انفلات العبرات أثناء السجود
حبا واستغفارا وتقربا لله رب العالمين
فبعدها راحة لا تعادلها راحة
جزاك الله كل الخير أخى الفاضل
وجعلنا وإياكم ممن يذوقون لذة التقرب لله عز وجل .
حبا واستغفارا وتقربا لله رب العالمين
فبعدها راحة لا تعادلها راحة
جزاك الله كل الخير أخى الفاضل
وجعلنا وإياكم ممن يذوقون لذة التقرب لله عز وجل .
صولجان- عضو جديد
-
رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 17
تاريخ التسجيل : 13/02/2010
مواضيع مماثلة
» في رحاب آية الكرسي
» في رحاب قوله تعالى : (ادفع بالتي هي أحسن)
» من فوائد ذكر الله
» كيف تجعل الله يحبك ؟!
» اسماء الله الحسنى
» في رحاب قوله تعالى : (ادفع بالتي هي أحسن)
» من فوائد ذكر الله
» كيف تجعل الله يحبك ؟!
» اسماء الله الحسنى
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى